في باحة جامع الإمام الصادق، نثر الرسام وائل الصالح ألوانه المائية على لوحاته، ليجسد المشهد المؤلم للتفجير الإرهابي ومنظر أشلاء الشهداء ودماء الجرحى وهم ساجدون لربهم في صلاة الجمعة. لوحة الرسام المليئة بالذكريات الحزينة، سرعان ما تتحول إلى صورة بهية عندما يلون بريشته مشهد تلاحم الكويتيين في الوقوف صفاً واحداً وسداً منيعاً في وجه الفتنة القبيح، خلف صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد الذي أطفأ الفتنة بحكمته وحنكته، وقال كلمته الخالدة «هذولا أعيالي». وفي الذكرى الثالثة لشهداء التفجير الارهابي، قال النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ ناصر الصباح ان اللحمة الوطنية، التي كرسها شهداء مسجد الإمام الصادق، يجب أن تسمو دائماً فوق أي خلاف في وجهات النظر، مشدداً على «عدم السماح للظلاميين بالتخفي بيننا»، معرباً عن الأسف أن «عدداً منهم لايزال بيننا». وقال الشيخ ناصر في كلمة ألقاها أول من أمس، بحضور وزير العدل وزير الاوقاف والشؤون الاسلامية الدكتور فهد العفاسي، وعدد من أعضاء مجلسي الامة والبلدي ان شهداء جامع الامام الصادق كرسوا اللحمة الوطنية، وهذه الذكرى السنوية الثالثة تعد رمزاً متجدداً يزيد لحمتنا قوة لكل من يضمر الشر للكويت وأهلها، إن«لحمتنا الوطنية يجب أن تسمو فوق أي خلاف في وجهات النظر، واننا لن نسمح للظلاميين بالتخفي بيننا ولايزال للاسف عدد منهم بيننا، ولكن مجتمعنا لن يسمح لهم ببث الفتنة». بدوره، قال رئيس مجلس أمناء وقف الامام الاحقاقي الدكتور صالح الصفار، ان كلمة سمو أمير البلاد ‏الشيخ صباح الاحمد المشهورة «هذولا عيالي» جعلت زعماء العالم وشعوبه يقفون بكل احترام وإجلال، مؤكدا أن «الكويت ستبقى أسرة واحدة متحدة». ‏وأكد أن «الكويت ورغم ما تمر به من أزمات، شأنها في ذلك شأن دول العالم، خرجت وتخرج دائماً أكثر وحدة واتحاداً بين جميع افرادها، يسمون فوق خلافاتهم، ليكونوا صفاً واحداً في وجه من يريد كيداً وعدواناً على كويت المحبة والسلام». ومن جانبه، قال ممثل أهالي الشهداء محمد الخواجة، ان ‏الشعب الكويتي «استطاع أن يدحر مؤامرة الارهاب، كما استطاع تحقيق أعظم رسالة عبر نبذ الطائفية والتمسك بالقيم والعادات الكويتية، بقيادة سمو أمير الإنسانية». من الغزو إلى... «هذولا عيالي» • جال الشيخ ناصر الصباح في المعرض الفني بمناسبة إحياء ذكرى شهداء التفجير. • استذكر النائب الأول، موقفاً طريفاً عندما وقف أمام ركن الرسام، قائلا «رسمت لوحة بيدي. فعندما حصل الغزو العراقي سرقوا جميع محتويات بيتي، إلا لوحتي». • شرح العم جواد بوخمسين للشيخ ناصر الصباح، تفاصيل دخول الإرهابي الذي فجر نفسه داخل المسجد. • شهد الحفل عرض فيلم وثائقي وقصائد شعرية. • بذل رجال الأمن في وزارة الداخلية جهوداً كبيرة في عملية التنظيم، وتسهيل دخول وخروج السيارات.