عقب تفاعل وزيرة الدولة لشؤون الإسكان د. رنا الفارس مع ما نشرته القبس في 26 أبريل الماضي عن شبهات تجاوز في سير المناقصات بأروقة «السكنية»، وقيامها بتقديم بلاغين ضد قياديين في المؤسسة العامة للرعاية السكنية، بينهم المدير العام ونائبه لشؤون التخطيط، إلى هيئة مكافحة الفساد «نزاهة» وديوان المحاسبة، كشفت مصادر مطلعة عن عزم الوزيرة فتح ملفات سير المناقصات الاخرى في «السكنية» للوصول إلى حقيقة ما يجري من تأخير في بعض المشاريع الاسكانية.

قالت المصادر ان الوزيرة رنا الفارس تتجه الى اعادة هيكلة البيت الداخلي للإسكان، واتخاذ تدابير عاجلة تقضي على حالة التسويف التي تلاحق اغلب مشاريع الاسكان الجارية والمستقبلية، مضيفة: «لا مكان للمتقاعسين خلال المرحلة المقبلة، ومن يخطئ متعمدا فسيحاسب وبحزم».

وذكرت المصادر ان ملف التأخير في مناقصات مشروعي جنوب صباح الاحمد وجنوب عبدالله المبارك سيفتحان قريبا، حيث انه كان من المفترض ان يشهد المشروعان تقدما في جداولهما الزمنية وفي طرح المناقصات حسب ما هو مخطط له.

التقاعد وارد

وحسب المصادر، فإن إحالة بعض القياديين الى التقاعد او استبعاد البعض الآخر منهم امر وارد، ولكن هذه الخطوة لن تحدث الا بعد اكتمال كل اركان التحقيقات التي ستجريها هيئة مكافحة الفساد وديوان المحاسبة، والتي ستعتبر مقياسا لاستمرارهم او استبعادهم خلال المرحلة المقبلة.

وعن طبيعية سير العلاقة بين قياديي السكنية المحالين والوزيرة الفارس وأثرها على مشاريع الدولة، افادت المصادر بأن «الفارس تكن الود والاحترام للجميع، ولا توجد اي دوافع شخصية لاستبعاد أي كان، ولكنها في الوقت ذاته تتعامل مع الجميع وفق نهج اداري يقوم على مبدأ الثواب والعقاب، فالذي يعمل سيجد الترحيب والثناء والذي لا يستطيع مواكبة المرحلة المقبلة ويثبت اجتهاده سيتم استبعاده على الفور».

تجاوزات

وحول ما نشرته القبس في 26 ابريل الماضي عن «شبهات تجاوز في سير المناقصات في اروقة السكنية»، ورفع الوزيرة بلاغين الى «نزاهة» و«المحاسبة» ضد قياديي الاسكان والتصميم لاستكمال الاجراءات القانونية والتحقيق معهم جراء شبهات تجاوز على اللوائح وتهمة التراخي في انجاز مناقصات كيبلات المطلاع، أوضحت المصادر ان الاحالة جاءت بعد ان أنجزت لجنة التحقيق المحايدة لتقصي الحقائق تقريرها حول قرارات إلغاء مناقصات توريد كيبلات أرضية جهد 132 كيلو فولت الخاصة بتغذية محطات التحويل الرئيسية لـ6 ضواح، والذي اكد وجود شبهات تجاوز للوائح وتراخ في الانجاز.

وبينت ان المناقصات ألغيت من دون ابداء الاسباب رغم مرور أكثر من عام ونصف العام على طرحها، ومرورها بالكثير من الاجراءات الفنية والخطابات الحكومية، موضحا ان وزارة الكهرباء والماء أوصت بترسية المناقصة على شركة متخصصة في يونيو 2019 لكونها اقل العطاءات المقدمة سعرا والمطابقة للشروط والمواصفات، مطالبة بعمل اللازم من الناحية المالية والقانونية، الا أن بعض المسؤولين قدموا اعذارا غير مبررة ساهمت في تعطيل ترسية المناقصات من دون أي مسوغ قانوني يمنع استكمال التعاقد‪.‬

عبدالله: نحتاج قيادات تواكب طموحات الشباب

طالب رئيس لجنة أهالي جنوب مدينة صباح الاحمد السكنية، علي عبدالله، الوزيرة رنا الفارس بتجديد الدماء في مؤسسة الرعاية السكنية، ووضع قيادات قادرة على مواكبة طموحات الشباب في سرعة انجاز المشاريع الاسكانية. وقال عبدالله لـ القبس ان عقود الطرق الداخلية والبنية التحتية كان يفترض توقيعها قبل عام، ولكن بسبب عدم الجدية بالمتابعة تأخر المشروع بصورة مبالغ فيها من دون اسباب تمنع التسويف.

الديحاني: مناقصات «جنوب عبدالله المبارك» قيد الانتظار

دعا رئيس لجنة جنوب عبداله المبارك، خالد الديحاني، الى محاسبة المتسببين في «السكنية» جراء التأخير المبالغ به في مشروع جنوب عبدالله المبارك، حيث تعرضت العديد من المناقصات للتأخير من دون أي اسباب.

وقال الديحاني لـ القبس: «كان من المفترض ان نتسلم اوامر البناء منذ مارس الماضي بحسب وعود مسؤولي الاسكان، ولكن هذه الوعود ذهبت ادراج الرياح في ظل معاناة الاهالي المتجددة من ذلك التسويف والتأخير».

واكد ضرورة تشكيل لجنة تحقيق لعدم توافر البيتومين المخصص للاسفلت في المشروع، خصوصا أنه مدرج ضمن البرنامج الزمني منذ يونيو 2019. وطالب الديحاني الوزيرة د. رنا الفارس بالنظر الى اداء المسؤولين ومحاسبة المقصرين منهم، لافتا إلى أنه كان مقررا ان تطرح مناقصة المباني والخدمات العامة في ديسمبر الماضي، وكذلك مناقصة الخزان الخرساني في ابريل الماضي، فضلا عن متابعة سفلتة الطرق، الا ان تلك المناقصات لم تر النور حتى الآن رغم اهميتها لاستكمال باقي مراحل المشروع.

«أهالي المطلاع»: إنصاف الشركات المستحقة ضرورة

أثنى رئيس لجنة اهالي المطلاع التطوعية، خالد العنزي، على جهود الوزيرة رنا الفارس ومحاربتها لشبهات الفساد والتعدي على المال العام والتأخير في مناقصات المطلاع، الذي يعد المشروع الاسكاني الاضخم على مستوى البلاد، داعيا إلى إنصاف الشركات المستحقة للمناقصات وإعطاء كل ذي حق حقه بلا تسويف.

وقال العنزي لـ القبس: «بعد ان تبينت نتائج التحقيق يجب على الوزيرة الإسراع في توقيع مناقصات كيبلات المطلاع، لاسيما ان مدة التأخير في تلك المناقصات بلغت العامين»، مؤكدا ان الاهالي يترقبون سرعة إصدار أوامر البناء.