الجمعة 22 فبراير 2019

مدير مركز لندن للبحوث : اهتمام دول الخليج بالبحث العلمي قاعدة لنهضتها

مدير مركز لندن للبحوث : اهتمام دول الخليج بالبحث العلمي قاعدة لنهضتها

مدير مركز لندن للبحوث : اهتمام دول الخليج بالبحث العلمي قاعدة لنهضتها

أكد مدير عام مركز لندن للبحوث والاستشارات محمد عبد العزيز أن المركز سيفتتح مركزاً للتدريب وإقامة المعارض والمؤتمرات بالكويت في الربع الثاني من العام الحالي 2019 وسيكون باكورة إنتاجه مؤتمرا كبيراً حول المرأة الكويتية بمناسبة مرور عقد من الزمان على قرار منحها الحق السياسي في الترشح لعضوية البرلمان . وقال عبد العزيز على هامش تكريمه من قبل الشيخة مريم الصباح الأسبوع الماضي لاختياره الشخصية الأكثر تميزاً وإبداعاً في العام المنقضي 2018 لإسهاماته في دعم البحث العلمي في منطقة الخليج العربي وجاء الاختيار عبر مشاركته في إدارة الجلسة الأولى في المنتدى الخليجي الاقتصادي للمال والأعمال الذي أقيم يوم 17 فبراير في فندق راديسون بلو بالكويت بمعرفة شركة سمارت فيجن الدولية الاقتصادية ، قال : إن البحث العلمي في الخليج لديه مقومات يمكن أن تنهض به لتصل تلك المجتمعات إلى مصاف الدول العشرين الأولى تقدماً ، مؤكداً أن خطط التنمية والرؤى المعلن عنها من تلك الدول الكويت 2035 والسعودية 2030 وقطر 2030 ورؤية البحرين 2030 ورؤية عمان 2040 وسبقتهم رؤية الإمارات 2021 لابد وأن يكون البحث العملي قاعدة تنطلق منها اليات تحقيق تلك الرؤى فبدون تكريس العلم وتغيير المفاهيم الثقافية والتنمية المعرفية لن نبلغ تلك الرؤى . وأضاف : خطت بعض دول الخليج خطوات حثيثة نحو ذلك استهلتها دبي ثم قطر فالكويت ومؤخراً السعودية ، لكن لازالت الفجوات عميقة والتحديثات جسام على طريق التنمية ، لافتا الى أنه ليس أمام دول الخليج غير سبيل وحيد للنجاة مما أسماه " المفرمة " الدولية التي تجوب العالم في السنوات الخمسة الأخيرة ، ليس من بد سوى بناء مجتمع المعرفة بما يسمح بإعادة هيكلة المجتمعات وتحقيق النهضة المأمولة ، التي تنصهر فيها المعرفة مع آليات مجتمع مفتوح على العالم المعاصر في بوتقة واحدة لتحقق للإنسان - وهو محور وهدف رئيسي في تلك الرؤى - الحرية والعدل والكرامة، وتشمل المعرفة كافة الوان العلوم الإنسانية والاجتماعية والإبداع الأدبي والفني. وأكد إن البحث العلمي من أشق وأرقى النشاطات التي يمارسها العقل البشري على الإطلاق، معتبراً أنه أحد ألوان الجهاد المقدس، من أجل صناعة الحياة وتحقيق التطور والنهوض، وهذا الجهد المنظم لا يمكن أن يجري في فراغ، حيث ينبغي توفير الحرية والدعم والأموال وبناء المنشآت والمعامل والأدوات، وتأهيل الكوادر البشرية، وخلق الحوافز المادية والمعنوية، التي تجعل من الإنتاج الفكري عملاً يستحق المعاناة والجهد المتواصل، إذ بالإنتاج الفكري تكون نهضة الأمم والشعوب. وقال إن أهم التحديات التي تواجه العالم العربي كله هو نقص الإنفاق، فالأرقام المتاحة عن حجم الإنفاق على البحوث العلمية تشير إلى أن الدول العربية ومنها دول الخليج – رغم ثراءها - ، تأتي في مراكز متأخرة على قائمة تقديرات إنفاق دول العالم في هذا المجال، فعلى سبيل المثال، لم تزد ميزانية البحث والتطوير للدول العربية عام 1995 عن 750 مليون دولار، وكان إجمالي الإنفاق العالمي وصل إلى 500 مليار دولار في العام المذكور، وتتعدى نسبة إنفاق الدول الصناعية على أنشطة البحث والتطوير 3 في المائة من إجمالي الناتج المحلي. وفي الوقت نفسه فإن ما يؤخذ على العالم العربي عامة والخليجي خاصة في هذا الشأن ليس ضعف الإنفاق على أنشطة البحث والتطوير فحسب بل غياب التعاون والتنسيق بين مراكز البحوث والتقنية العربية أيضاً. وذكر عبد العزيز تجارب عدة دول ناهضة مثل ماليزيا وسنغافورة والبرازيل ، مشيراً الى أن التجربة الكورية أبلغ مثال على ما يحقق الاهتمام بالبحث العلمي والتطوير التقنية من تقدم للمجتمعات ، ففي بداية الستينات لم يكن إنفاقها على البحث والتطوير يتجاوز 0.2 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي ليرتفع عام 2000 إلى حوالي 5 في المائة الأمر الذي يفسر السبب وراء ما حققته كوريا الجنوبية من نجاح صناعي في السنوات الأخيرة. وطالب دول الخليج بسرعة التعاطي مع المتغيرات الدولية الحديثة المتسارعة في ظل مرور البحث العلمي في المنطقة بمرحلة هامة تفرضها التطورات المتلاحقة نتيجة الثورات العلمية والتقنية التي فتحت آفاقاً جديدة أمام تلك الدول، مما يحتم عليها ضرورة مواكبة تغيرات العصر، ومن المسلم به أنه لا سبيل إلى ذلك إلا عن طريق البحث العلمي، فالبحث العلمي في العالم العربي يمثل تحديات ثورة المعرفة والثورة التقنية، وهو ما تتصف به الألفية الثالثة ضمن الميزات الأساسية في ممارسة النشاط العلمي والتقني كمقياس للتطور والرقي. وارتأى حاجة دول الخليج الفعلية إلى تنمية مؤسسات البحث العلمي والتقني لكي تؤدي رسالتها العلمية من جهة، وترتبط بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية من جهة أخرى ، مشيراً الى وجود ارتباطاً مباشراً بين التقدم الصناعي في أي بلد ومدى ما يتحقق فيه من تطور تكنولوجي. وهناك بعد مهم يرتبط برسالة مؤسسات البحث العلمي والتقني في هذه الدول هو بعد التنمية البشرية من أجل تحقيق التوازن التنموي وتهيئة الكفاءات البشرية المطلوبة. وتابع : على صعيد الكويت ، فإن لديها ما يمكنها من صناعة اليات التقدم العلمي فيكفى أنها تمتلك مؤسسة الكويت للبحث العلمي التي تمول العديد من المشاريع البحثية والعلمية الكبيرة سواء للباحث الكويتي والمؤسسات في القطاعين العام والخاص. بالإضافة إلى تقديمها جوائز تحفيزية للبحث العلمي كجائزة الكويت، جائزة البحث العلمي، جائزة الكويت للمحتوى الإلكتروني، جائزة أنور النوري، وجائزة السميط للتنمية الأفريقية. بالإضافة إلى إقامة الدورات التدريبية مع أكبر الجامعات الأميركية كجامعة كاليفورنيا بيركلي، جامعة هارفارد، مؤسسة ماساشوتس للتكنولوجيا وغيرها الكثير. فضلاً عن وجود معهد الكويت للبحث العلمي المصدر لأبحاث متميزة وطاقم علمي بحثي متكامل يقدم الاستشارات وخدمات المختبرات التحليلية والمعلومات. الكويت أيضا تمتلك أكثر من ٤٠٠٠ أكاديمي يعملون في الجامعة والتطبيقي . ، مشيراً إلى أن ذلك كله يتناغم مع خطة التنمية كويت ٢٠٣٥ .

جميع الحقوق محفوظة