الثلاثاء 30 يونيو 2020

متلازمة العودة من الإجازة.. تصيب الموظفين في أول أيام العمل

متلازمة العودة من الإجازة.. تصيب الموظفين في أول أيام العمل

متلازمة العودة من الإجازة.. تصيب الموظفين في أول أيام العمل

مع عودة الدوام الحكومي جزئيا قد يجد كثيرون أنفسهم غير متحمسين للعودة مجددا أو ربما يشعرون بالقلق والتوتر من الذهاب لمقار أعمالهم. هذا الأمر طبيعي بحسب المختصين في علم النفس الذين يرجعونه إلى ما يعرف علميا بمتلازمة ما بعد الإجازة pvs التي تصل بالبعض إلى حد الاكتئاب ورفض معاودة العمل مجددا.

يقول أستاذ علم النفس الفسيولوجي د. كامل الفراج لـ القبس إنها تحدث بفعل أثر التباين، وهي عملية لا شعورية، إذ يقوم الذهن أو الدماغ بأحداث مبالغة لا شعورية بين فوائد الإجازة والانقطاع عن العمل، وبين الأثر السلبي للروتين الحياتي والعودة مرة أخرى إلى الدوام الذي يتطلب عادة جهدا ذهنيا يفوق ما تتطلبه فترة الإجازة.

ويضيف أن العقل يبالغ في الأثر السلبي للعمل لذا يصاحب هذه المرحلة الخوف من القيود التي تفرضها الحياة العملية والتي ليست من صنع أيدينا على عكس فترات الإجازة التي نصنع بأنفسنا جدولها، ولذلك يقال إن العمل ينظم إيقاع الحياة، فيما يصاحب الإجازة، بالرغم من تحكمنا فيها، قدر كبير من الكسل.

حالة مؤقتة

ويرى الفراج أن متلازمة ما بعد الإجازة مؤقتة تستمر عند البعض عدة أيام وتختفي بلا علاج، وتذهب بعض الدراسات إلى أن القلق من هذه المتلازمة يقل لدى من يحبون عملهم ويمتلكون الدافع لمواصلته على عكس من يكرهون عملهم، ولذا فإن احدى طرق العلاج هي النظرة الإيجابية للعمل وكونه نشاطا اجتماعيا له فوائد عديدة، فضلا عن دور العمل في شعورنا بأهميتنا، ولذا هناك ما يعرف باكتئاب التقاعد.

بدوره، يرى أستاذ علم النفس الإكلينيكي في كلية الطب د. نايف المطوع بعدا آخر يتعلق بمخاوف البعض من الإصابة بمرض كوفيد 19 حال العودة للدوام، مشيرا إلى أن حكومات العالم كلها تحاول التحكم في أعداد المصابين بالمرض في ظل عدم وضوح الرؤية بشأن الوصول إلى مصل أو لقاح حيث يرى البعض أنها ستمتد لعام آخر.

ويضيف المطوع لـ القبس انه، وحتى موعد توافر المصل أو اللقاح، فإن التوقعات تشير إلى أن %50 من السكان قد يصابون بالمرض، وبالتالي فإن العودة للعمل لن تكون المتحكم في الإصابة، إذ إننا ربما نصاب ونحن في منازلنا.

ويشير المطوع إلى أنه في حالات الخوف تلك من المهم إعطاء الناس معلومة دقيقة منها أن المكوث في البيت لن يحول دون إصابتنا بنسبة %100، لأن الهدف من إبقاء الناس في البيت هو التحكم في أعداد الإصابات يوميا بما يتوافق وقدرة المرافق الطبية، وكذلك لا بد من اعلامهم أن نسب التشافي تزيد على %90 وأن هؤلاء يكملون حياتهم بشكل طبيعي بعد التعافي.

التعايش مطلوب

المطوع يركز على أهمية توعية الجمهور بالأشياء التي يمكنهم التحكم فيها، ومنها ارتداء الكمامات والقفازات والتعقيم المستمر، واقدام الأشخاص أصحاب الأمراض المزمنة على الطلب من جهاتهم ممارسة عملهم من المنزل.

ويؤكد المطوع أنه لا مفر من التعايش وأن تحركنا واقعية الحياة، لافتا إلى أن الإحساس بالقلق والتوتر من العودة للعمل مجددا يعود كذلك للتخلي التام عن الروتين خلال فترة الإجازة، إذ من المهم أن يحتفظ الإنسان بشيء من الروتين والتعود على شيء، حتى ولو كان تناول الطعام في وقت محدد أو ممارسة الرياضة في ساعة بعينها لأن من تركوا أنفسهم بلا روتين سيواجهون صعوبة كبيرة في العودة وذلك لأهمية الروتين في الحفاظ على نظام الحياة والاستقرار.

ويختم بأن الحياة العشوائية التي يغيب عنها النظام تكون سببا في التوتر والاضطراب وخلق مشاكل أخرى، لافتا إلى أهمية الحديث عن التجارب المختلفة مع المرض بين الناس وبعضهم البعض ولا يشترط هنا العودة لطبيب نفسي إلا في حالات الضرورة لأن الجميع أصبح لديهم خبرات في التعامل مع المرض حاليا وفي حالة استدعى الأمر قد يعتمد الخائفون على العيادات النفسية المتاحة مجانا عبر التطبيقات والمواقع المختلفة.

  •  

جميع الحقوق محفوظة