الأربعاء 15 يوليو 2020

لقاح «موديرنا» ضد «كورونا» آمن.. ويقترب من النجاح

لقاح «موديرنا» ضد «كورونا» آمن.. ويقترب من النجاح

لقاح «موديرنا» ضد «كورونا» آمن.. ويقترب من النجاح

خبر سار.. ذلك الذي زفه باحثون وخبراء في مجلة نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسين، الذين أكدوا أن لقاحاً تجريبياً ضد فيروس كورونا أجرته شركة التكنولوجيا الحيوية (موديرنا) قد ولد استجابة مناعية واعدة ضد الفيروس، وظهر أن هذا اللقاح آمن بعد تقديمه لـ45 شخصًا من المتطوعين.

لقاح «موديرنا»، الذي طوره الباحثون في المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، كان أول لقاح لفيروس كورونا يتم اختباره في البشر، وأعلنت الشركة أن اختبارات المرحلة الثالثة والأخيرة منه ستبدأ في 27 يوليو، بمشاركة 30 ألف شخص في الولايات المتحدة، سيتلقّى نصفهم جرعات تبلغ الواحدة منها مئة ميكروغرام من اللقاح، فيما سيتلقّى النصف الآخر دواءً وهمياً.

ومن المتوقع أن تكتمل هذه التجربة السريرية الكبيرة في أواخر أكتوبر، ولكن ليس من الواضح ما إذا كان من الممكن إثبات أن اللقاح آمن وفعال بحلول ذلك الوقت.

ستحتاج التجربة إلى إظهار أن أولئك الذين تم تطعيمهم كانوا أقل عرضة للإصابة بفيروس كورونا من أولئك الذين حصلوا على علاج وهمي.

إن أسرع طريقة للحصول على النتائج هي اختبار اللقاح في «نقطة ساخنة» مع العديد من الحالات، والدراسة تبحث عن الأشخاص المعرضين لمخاطر عالية بسبب مواقعهم أو ظروفهم.

أمل وحيد

اللقاحات والعلاجات المحسنة هي الأمل الوحيد في إعادة الحياة إلى أي شيء قريب من الطبيعي، وتتسابق عشرات الشركات لتطوير اللقاحات، كما يتفق الخبراء على أنه ستكون هناك حاجة لأكثر من لقاح، لأنه لا يمكن لشركة واحدة إنتاج مليارات الجرعات المطلوبة.

وتقول الدكتورة أنجيلا راسموسن، عالمة الفيروسات بجامعة كولومبيا في نيويورك: «لا أحد منا في أمان ما لم يكن جميعنا آمنين لسنا نحن فقط.. بل جميع من في العالم».

يستخدم لقاح «موديرنا» مادة وراثية من الفيروس، تسمى mRNA، لتحفيز الجهاز المناعي لمحاربة فيروس كورونا.

وأكد تقرير تفاصيل عن النتائج التي أعلنتها الشركة في 18 مايو الماضي في بيان صحافي تعرض لانتقادات بسبب نقص البيانات.

دافعت شركة موديرنا عن نفسها في ذلك الوقت، قائلة إنها «بصفتها شركة متداولة بشكل عام، كان عليها التزام قانوني بالكشف عن النتائج التي يمكن أن تؤثر على سعر سهمها، وأن البيانات الفعلية سيتم نشرها لاحقًا».

جاءت النتائج من دراسة المرحلة الأولى التي تم تصميمها لاختبار الجرعات المنخفضة والمتوسطة والعالية من اللقاح ولقياس سلامتهم وقدرتهم على خلق مناعة ضد الفيروس.

كان المشاركون الـ45 من البالغين الأصحاء الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و55 عاماً الذين تلقوا تطعيمين بفارق 28 يومًا.

بعد الجرعة الثانية من اللقاح، طور جميع المشاركين ما يسمى الأجسام المضادة المحايدة، والتي يمكن أن تعطل الفيروس في الاختبارات المعملية.

كانت مستويات هذه الأجسام المضادة مماثلة لتلك الموجودة لدى المرضى الذين تعافوا من عدوى فيروس كورونا، وأنتج اللقاح أيضًا استجابة إيجابية شملت خلايا T، وهي جزء آخر من جهاز المناعة.

آراء الخبراء

 

وتقول الدكتورة كيزميكيا كوربيت، اختصاصية المناعة الفيروسية وقائدة فريق تطوير اللقاح في معهد الأمراض المعدية: «إنه يفوق كل التوقعات».

أكثر من نصف المشاركين لديهم آثار جانبية، بما في ذلك التعب والقشعريرة والصداع وآلام العضلات والألم في موقع الحقن كما أصيب البعض بالحمى.

وقال خبراء لم يشاركوا في الدراسة «إن النتائج كانت مشجعة لكنها مبكرة»، وأضافت الدكتورة أنجيلا راسموسن: «فقط لأن لديك أجسامًا مضادة لا يعني أنك محصن تمامًا».

وتابعت إنه «من الممكن أن اللقاح قد لا يمنع العدوى تمامًا، ولكنه قد يجعل المرض أقل حدة»، مضيفة: «إذا كان الاختيار بين نزلة برد سيئة واستخدام جهاز تنفس اصطناعي، فسوف أتحمل نزلات البرد».

ويقول الدكتور بول أوفيت، خبير الأمراض المعدية في جامعة بنسلفانيا ومستشفى الأطفال في فيلادلفيا، إن «الأجسام المضادة المحايدة والاستجابات المناعية الأخرى علامة جيدة، ولكن لم يعرف بعد ما إذا كانت ستحمي الأشخاص بالفعل من الفيروس، أو إلى متى ستستمر هذه الحماية».

وأضاف: «إن الآثار الجانبية هي ثمن قليل يجب دفعه للحماية من مرض خطير محتمل، على الرغم من أن الحمى قد تكون مدعاة للقلق بمجرد إعطاء اللقاح لأعداد كبيرة من الناس».

وتابع الدكتور بول: «أنت قلق دائمًا من أن الحمى، خاصة الحمى الشديدة، يمكن أن تؤدي إلى أشياء أخرى»، مضيفًا أن «دراسة كبيرة مضبوطة فقط يمكنها تحديد ما إذا كان اللقاح آمنًا وفعالًا حقًا.. لن يمكننا معرفة أي شيء حتى تقوم بتجربة المرحلة الثالثة».

  •  

جميع الحقوق محفوظة