الثلاثاء 28 يوليو 2020

كيف تحوَّل فؤاد صالحي إلى «حوت فساد»؟

كيف تحوَّل فؤاد صالحي إلى «حوت فساد»؟

كيف تحوَّل فؤاد صالحي إلى «حوت فساد»؟

في أول مثول له أمام قاضي تجديد الحبس، نفى رئيس شبكة غسل الأموال فؤاد صالحي الاتهامات، وقال للمحكمة أمس: «أنا مظلوم، وأملاكي كلها جمعتها بالحلال». لكن قاضي تجديد الحبس التفت عن أقواله، إضافة إلى المتهمين الأربعة الآخرين، وقرر استمرار حبسهم جميعاً إلى 12 أغسطس المقبل. وقال مصدر مطلع لـ القبس: «إن النيابة العامة أسندت إلى المتهمين 3 تهم حتى الآن، هي: غسل الأموال والرشوة، والاتجار بالخمور، وطلبت مزيداً من التحريات لمعرفة ما إذا كان هناك شركاء للمتهمين، وأشخاص ساعدوهم في جرائمهم».

وقال المصدر: «إن عين الأمن والجهات المعنية الأخرى ليست فقط على سيارات المدعو صالحي أو الحسابات البنكية للمتهمين، بل حتى على العقارات التي يملكها المتهم الأول، ومن المتوقّع مصادرتها في الأيام المقبلة».

إلى ذلك، برزت تساؤلات حول صالحي، وكيف صعد قمة الأحداث في ما يتعلّق بقضايا غسل الأموال؟ وفي المعلومات التي تقصّتها القبس تبيّن أن صالحي جاء إلى الكويت منذ سنوات طويلة، على غرار ملايين المقيمين، لكنه تحوّل إلى «حوت فساد»، وتدرج من مجرد موظف صغير في إحدى الشركات، فكبر طموحه وبدأ بتكوين علاقاته، ودراسة المثالب القانونية في البلاد، حتى استطاع اختراقها على نحو بارع؛ ليصبح «مالتي مليونير» في وقت قياسي، من وراء الأعمال المشبوهة.

ووفق المصادر الأمنية، فإن المتهم كان يقوم بغسل الأموال، من خلال بعض محال الصرافة، فضلاً عن إنشاء شركة إنتاج فني ودعاية وإعلان، تعرَّف من خلالها على عدد من المشاهير وأصحاب الأعمال بجانب شخصيات متنفِّذة، وكان يدعم أي شخص يريد عمل مسلسل أو إعلان من دون مقابل، بشرط أن يساعده الأشخاص الذين يتعاملون معه ويقومون بإدخال شيك في حساب الشركة، ومن ثم يقوم هو بإعطاء الشخص المبلغ كاشاً، كوسيلة لغسل الأموال، وتبيّن أن له تعاملات مشبوهة مع محال صرافة، وله طرق مبتكرة لغسل الأموال، ومنذ فترة قريبة أسس مكتبَي سفريات وبيع وتأجير سيارات.

وأشارت المصادر إلى أن صالحي كان يعمد إلى تقديم هدايا لبعض «الفاشينستات»؛ تبدأ بــ50 ألف دينار مقابل خدمات خاصة، حيث جرى رصد تلك الأسماء الشهيرة الفاسدة؛ للتحقيق معها، إن كن ضليعات في عمليات غسل الأموال أيضاً.

وتحدثت مصادر القبس عن مفارقات غريبة، حيث لم تكن جرائم هذا «المقيم اللغز» خافية على الأجهزة الأمنية؛ فقد سُجلت بحقه قضايا في مخافر حولي والسالمية والنقرة والصالحية، ومنذ عام 2004 خضع للتحقيقات أكثر من مرة، لكنه كان يخرج من الاتهامات؛ «كما تخرج الشعرة من العجين»، بفضل تدخُّل الواسطة وتوسُّط متنفِّذين، كانوا يستفيدون منه. مع الإشارة إلى أن القبس سبق أن ذكرت أن متنفِّذة تدخَّلت لمنع إبعاده عن البلاد.

وبالتقليب في حركة تنقُّلات المتهم خارج البلاد طوال السنوات الماضية، كشفت المصادر أن أغلب سفراته كانت إلى دول مجاورة، خصوصاً الإمارات، التي بعد ضبطه فيها منذ سنتين جرى ترحيله لضلوعه في قضايا غسل أموال ودعم منظمة إرهابية.

  •  

جميع الحقوق محفوظة