السبت 23 مايو 2020

كبار السن.. منسيّون في التصاريح الأمنية

كبار السن.. منسيّون في التصاريح الأمنية

كبار السن.. منسيّون في التصاريح الأمنية

مؤسف أن يكون المسنون على هامش الحلول المطروحة أو خارجها وأن يلغى التواصل الاسري معهم لعدم منح أبنائهم تصاريح أمنية لزيارتهم خلال الحظر الكلي ولو بضوابط معينة، حيث يعانون الشعور بالإهمال والهجر لإحساسهم بعدم اهتمام أبنائهم.

في البلاد أكثر من 60 الف مواطن يبلغون من العمر 65 عاما وأكثر، يضاف إليهم عدد غير قليل من المقيمين، منهم آلاف يحملون أمراضا مزمنة، وكثير منهم يحتاجون إلى رعاية طبية منزلية، ويعيشون بمعزل عن أولادهم بحكم المسكن، كل هؤلاء يقبعون في بيوتهم، وكثير منهم بلا معين يمد لهم يد العون للوفاء بمتطلباتهم الحياتية.

وبحصول اكثر من 20 الف مواطن على بطاقة أولوية لكبار السن تصرف من إدارة رعاية المسنين، وتقديم خدمات رعاية متنقلة لنحو 4 آلاف مسن في منازلهم وفي دور الرعاية التابعة للشؤون، لا يفي بالطلب، حيث يظل عدد كبير من المسنين في حاجة إلى رعاية واهتمام من الأبناء الذين لا يستطيعون زيارتهم إن لفقدانهم التصاريح أو التزاما بالتعليمات الصحية لمنع نقل العدوى إليهم.

عضو مجلس الأمة السابق د. محمد العبدالجادر أطلق في 8 مايو الماضي حملة مطالبة بإعادة السماح لزيارة كبار السن ورعايتهم بضوابط وشروط معينة بعد إيقاف تصاريحها من قبل وزارة الداخلية لأسباب ترتبط بتجاوزات في استخدامها لتمكين الابناء من توفير احتياجاتهم ورعايتهم بالشكل المطلوب، الا ان المطالبة لم تلق صدى حتى الآن رغم تجاوز حد المطلعين على تغريداته 120 الف شخص بحسب ما قاله لـ القبس.

شروط وضوابط

ويستغرب العبدالجادر «صدور التصريح برعاية مريض في 23 مارس ثم إلغاؤه بعد 7 ايام دون بدائل»، مشيرا إلى «إمكان أن يكون البديل في ذلك تصريح بزيارة مسن بحيث يسمح لفرد من الأسرة وفق ضوابط قد تكون بطاقة الأولوية الصادرة عن إدارة المسنين في الشؤون وخلال فترة النهار ولمدة ساعتين محددتين ولشخص محدد من الابناء».

وأشار إلى أنه «لا يكفي السماح لهم بالخروج لشراء الحاجيات من اي مكان قريب أو الخط الساخن لحجز المواعيد، حيث لا يتناسب مع خبراتهم وقدراتهم في التعامل مع التكنولوجيا، لا سيما أن الخط الساخن المحدد بـ101 لا يعمل بالشكل المطلوب».

خدمات خاصة

وتلقى العبد الجادر الكثير من القصص عبر البريد الخاص للصفحة والتعليقات تؤكد الحاجة الماسة لكي تكون هناك رعاية للأبوين المسنين «فبعضهم بحاجة إلى رعاية طبية ومسلتزمات يصعب عليهم الخروج لأدائها ومنها الذهاب إلى الطبيب وغيرها» فالكثير منهم يتعاطون أدوية ويحتاجون من ينظم لهم أوقات تناولها، وربما يكون توفير تصاريح للأبناء لزيارتهم ساعتين يوميا حلا لمشكلتهم.

توفير المستلزمات

لم تقصر السلطات في توفير الأدوية لمن هو بحاجة لها في المنزل بالتعاون بين وزارة الصحة والاطفاء لكن ما غاب عنها هو توفير خدمات المعيشة والحياة ومستلزمات كبار السن وخدماتهم رغم وجود بياناتهم لدى وزارة الشؤون.

ووزعت إدارة المسنين على القائمة المسجلة لديها والموزعة في 9 مناطق تتصل بالخدمات المتنقلة في المحافظات، مستلزمات كبار السن بداية من شهر مايو إلى جانب استمرار تقديم خدمات الرعاية الطبية للنزلاء في دور الرعاية من كبار السن وحتى من هم بالخارج بحسب تصريحات سابقة للوزارة خلال جائحة كورونا.

وتتنامى مطالبات في حال استمرار الحظر الكلي او تحديد أوقات للخروج بوضع كبار السن وحاجاتهم في الاعتبار، خصوصا لناحية توفير من يرافقهم أو يزورهم بشكل دوري في ظل اعتماد الكثير منهم على الصحف الورقية في تلقي المعلومات وحاجتهم إلى الكثير من الخدمات الآنية.

المسنون أولى

 

في ظل السماح بالانتقال إلى الشاليهات والمزارع، أكد كثير من المتفاعلين مع دعوة العبدالجادر أن فئة رعاة المسنين أولى، مبينين أن غياب الابناء عن أهاليهم من كبار السن يجعلهم يعانون صراعا نفسيا بين رغبتهم في خدمتهم والتزامهم بالقرارات الصحية الاحترازية، لا سيما أن منهم من هم في المستشفيات أو في المنازل ويعانون الامراض التي تستدعي وجود الأبناء برفقتهم ولو بالتناوب.

التجربة التركية

كانت التجربة التركية في التعامل مع كبار السن اكثر نجاحا، حيث وفرت سلات معقِّمات واخرى غذائية لمن هم فوق الـ65 عاما، مع تخصيص فريق من الداخلية لخدمة كبار السن وتوفير أي احتياجات يطلبونها.

 

جميع الحقوق محفوظة