الأربعاء 01 يوليو 2020

طفلة فرنسية ميتة تنقذ حياة 3 كويتيين!

طفلة فرنسية ميتة تنقذ حياة 3 كويتيين!

طفلة فرنسية ميتة تنقذ حياة 3 كويتيين!

الإنسانية جسد واحد لا يتجزأ، والتضامن الإنساني لا يفرق بين جنسية وأخرى، ولا يميز بين عرق ولا دين.. كل هذا جسّدته أسرة طفلة فرنسية توفيت قبل أيام في الكويت إثر نزيف مفاجئ في المخ، ووافق والداها على التبرع بأعضائها بدلاً من دفنها.

رغم صعوبة الموقف، تجاوز والدا الطفلة الفرنسية المقيمة في الكويت آلامهما وأحزانهما وانتصرا للإنسانية، وآثرا مساعدة الناس وإنقاذ حياة أشخاص آخرين، ووضعا في اعتبارهما أن ابنتهما كانت تحب الناس وتصادق أطفالا من الكويت وكل الجنسيات، ومن ثم يصبح التبرع بأعضائها واجباً إنسانياً ونوعاً من الترحم عليها.

وتعقيباً على هذا الموقف الإنساني، أوضح رئيس الجمعية الكويتية لزراعة الاعضاء د. مصطفى الموسوي أنه بعد وفاة الطفلة الفرنسية نتيجة نزيف المخ، قرر والداها التبرع بأعضائها قبل دفنها، حيث تم استخراج الكبد والكليتين منها بواسطة فريق طبي كويتي سعودي في مستشفى مبارك الكبير، وجرت زراعة الكبد في جسد طفلة كويتية كانت في حالة حرجة جدا، ومن ثم نقلها الى الرياض بإسعاف جوي لاستكمال علاجها نظرا لتوقف زراعة الكبد في مستشفى جابر بسبب فيروس كورونا، مبيّناً أن هذا العمل الإنساني الرائع أنقذ حياة 3 أشخاص.

حالة مستقرة

وذكر الموسوي لـ القبس انه تم زرع احدى الكليتين في طفلة كويتية تبلغ من العمر 4 سنوات بالدمام، حيث غادرت البلاد عن طريق البر قبل ايام بعدما تحصل ذووها على موافقة الجهات المختصة، مشيرا الى ان الكلية الثانية زرعت في مركز حامد العيسى لزراعة الاعضاء لشاب كويتي، لافتاً الى ان المرضى الثلاثة في حالة صحية مستقرة، كما ان الاعضاء تعمل بصورة جيدة.

وذكر الموسوي أن عمليات زراعة الأعضاء في الكويت متميزة، وقد أجرينا خلال العام الماضي أكثر من 100 عملية تكللت بالنجاح، لكن زراعة الكلية للأطفال دون وزن الـ 15 كيلوغراماً تحتاج الى تخصص دقيق وهو غير متوافر حاليا في الكويت، وكذا الحال بالنسبة لزراعة الكبد.

وأكد الموسوي أن المرضى جميعا الذين خضعوا لزراعة الأعضاء من الطفلة الفرنسة المتوفاة حالتهم مستقرة والأعضاء المزروعة تعمل بصورة جيدة، مشيراً إلى أن تصرف هذه الأسرة الفرنسية أنقذ أرواحا أخرى، ومن أحيا النفس فكأنما أحيا الناس جميعاً.

30 % من ذوي الموتى يؤيدون التبرع

ولفت إلى أنه يتم التواصل مع ذوي كل شخص متوفى دماغياً بهدف التبرع بالأعضاء للمرضى، مشيراً إلى أن %30 من ذويهم يوافقون، والنسبة الباقية تمتنع، مبيناً أن التبرع بها بكل تأكيد لا يخالف الشرع، كما أنها تنقذ حياة مئات المرضى في البلاد.

4 ضوابط لزراعة الأعضاء في ظل «كورونا»

قال د. مصطفى الموسوي: على الرغم من أن جميع مراكز زراعة الأعضاء توقفت في جميع أنحاء العالم منذ بدء انتشار الفيروس حفاظاً على المرضى أنفسهم وعلى المتبرعين، لكن مع استمرار انتشار الوباء وعدم القدرة على السيطرة التامة على الفيروس بدأت بعض المراكز على مستوى العالم في وضع ضوابط جديدة للعودة إلى العمل وزراعة الأعضاء، خصوصاً للمرضى ذوي الحالات الحرجة، مثل زراعة القلب والرئتين، ومن هذه الضوابط:

1- التأكد من خلو المريض (سواء المستقبل أو المتبرع) من فيروس كورونا بإجراء المسحات وأشعات الصدر.

2- أخذ تاريخ تحرك المريض ومحل سكنه لتحديد درجة تعرضه للوباء مع أخذ الاحتياطات اللازمة لذلك.

3- عمل بعض الفحوصات اللازمة للتأكد من سلامة المريض.

4- الشفافية في الحوار مع المريض (المستقبل/ المتبرع) بخطورة الجراحة وأخذ موافقته الكاملة عليها في ظل هذه الجائحة.

12 عملية زراعة أعضاء في 6 أشهر

عن عدد الحالات المرضية التي تم زرع أعضاء لها في البلاد خلال الأشهر الستة الأولى من 2020، أوضح الموسوي أن عمليات الزراعة توقفت خلال أزمة جائحة كورونا عدا الحالات الطارئة خوفاً من إصابة المرضى بالفيروس، قبل أن يتم استئنافها قبل أيام وسط تدابير صحية مشددة، مبيناً أن عددها يصل إلى 12 حالة تقريباً، حيث كان التبرع لهم من أشخاص أحياء أو متوفين دماغياً، وبعد موافقة ذويهم.

500 مريض على لائحة الانتظار

قال الموسوي: في الكويت يوجد نحو 500 مريض على لائحة الانتظار لزراعة الأعضاء، كما يتم الحصول على متبرعين بعد وفاتهم بمعدل 6 إلى 8 أشخاص لكل مليون نسمة، وهي النسبة الأعلى بين الدول العربية، والثالثة على مستوى الشرق الأوسط، لافتاً إلى أن الكلى التي تم الحصول عليها من المتوفين خلال العام الماضي كان عددها مساوياً تقريباً لما تم الحصول عليه من الأحياء، حيث تم زرع 50 كلية من 27 متوفى، و53 كلية من الأحياء، ويحدث ذلك لأول مرة في الكويت، بعدما كانت الكلى من الوفيات لا تشكل غير %30 من الكلى المزروعة. 

جميع الحقوق محفوظة