الأحد 19 أغسطس 2018

صد أكبر هجوم لـ«داعش» على قاعدة للتحالف في دير الزور

صد أكبر هجوم لـ«داعش» على قاعدة للتحالف في دير الزور

صد أكبر هجوم لـ«داعش» على قاعدة للتحالف في دير الزور

شنّ عناصر من تنظيم داعش الإرهابي، أمس، هجوماً واسعاً على أكبر قاعدة لقوات التحالف الدولي في ريف دير الزور، شمالي سوريا، قبل أن تحسم طائرات التحالف الموقف. وهاجم ما لا يقل عن 20 مسلحاً من تنظيم داعش، من 3 محاور مساكن للجنود الأميركيين والفرنسيين في حقل العمر النفطي، وحاول التنظيم في هجومه الأول عبر سيارة مفخخة التقدم باتجاه مساكن الجنود، لكنه تعرض لقصف من قبل مقاتلات التحالف، مما أسفر عن مقتل عدد من عناصر التنظيم ومدني يعمل في الحقل، وإصابة 5 مدنيين آخرين. وعاد التنظيم ونفذ هجومين آخرين بشكل متزامن على المنطقة، واشتبك خلالهما مع قوات «قسد». وتواصلت الاشتباكات العنيفة منذ بدء الهجوم ليل الجمعة حتى فجر أمس، بمساندة من طائرات التحالف التي أدت دوراً محورياً في إنهاء الهجوم، الذي يعد الأكبر من نوعه منذ تحويل حقل العمر النفطي إلى قاعدة عسكرية للتحالف، بعد نحو سنة من السيطرة عليه. ووثق المرصد مقتل ما لا يقل عن 7 عناصر من «داعش»، ومعلومات عن خسائر بشرية في صفوف قوات التحالف وقسد، فيما تمت عمليات تمشيط، بحثاً عن عناصر التنظيم. ويضم حقل العمر مباني تضم قرابة 500 عنصر من قوات التحالف وقسد، ومطاراً ومعدات عسكرية ضخمة من منصات لإطلاق الصواريخ وبطاريات صواريخ مضادة للطيران. ويأتي الهجوم عقب اعلان وزارة الخارجية الأميركية عن تعيين السفير السابق لدى العراق، جيم جيفري، بمنصب المستشار الخاص لوزير الخارجية، مايك بومبيو، بشأن سوريا، والذي ستتمحور مهمته بتنسيق عملية الحل السياسي، بالإضافة إلى بحث جميع جوانب النزاع. في سياق منفصل، أعلن وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، أن التدريبات اللازمة من أجل إجراء دوريات تركية أميركية مشتركة في مدينة منبج، ستبدأ في غضون 3 أيام، موضحاً أن العناصر والمعدات اللازمة من أجل التدريبات موجودة حالياً في تركيا. وتجري حالياً دوريات منفردة، وقال ديفيد ساترفيلد، نائب المسؤول عن شؤون الشرق الأوسط، إن التوتر الأخير بين بلاده وتركيا لا يؤثر أبداً في الاتفاق بخصوص منبج. في إطار آخر، أعرب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن قلقهما من الوضع الانساني في إدلب، التي يسيطر عليها معارضون للنظام، وتتهيأ فيها الظروف لتكون ساحة المعركة الكبيرة المقبلة في سوريا. وفي مكالمة هاتفية، اعتبر الزعيمان ان «المخاطر الإنسانية» في إدلب، حيث كثف النظام قصفه لمواقع المسلحين في الايام الماضية، «مرتفعة جدا»، وفق السفارة الفرنسية. ودعا الزعيمان كذلك الى «عملية سياسية شاملة لتحقيق السلام الدائم في المنطقة». وتواصل قوات النظام إرسال التعزيزات العسكرية نحو إدلب، مما يوحي بهجوم قريب، إلا أن محللين يتوقعون أن تقتصر العمليات على مناطق استراتيجية بالنسبة الى النظام، بينها تلك الممتدة بين جسر الشغور في جنوب غرب إدلب وسهل الغاب الواصلة بين إدلب وشمال حماة، وأخرى تقع على جانبي جزء من الطريق الدولي حلب ـــ دمشق. وتكمن أهمية سهل الغاب وجسر الشغور المحاذي لها في قربها من محافظة اللاذقية ومنطقة الساحل، المعقل الأساسي للطائفة العلوية، ويبدو ان الروس مقتنعون بأن الطائرات من دون طيار، التي تستهدف قاعدتهم الجوية (في حميميم) في اللاذقية تنطلق من هذه المنطقة حول جسر الشغور. وتُعد ادلب منطقة نفوذ تركي، ويتفق محللون على أن أي عملية عسكرية محتملة في إدلب يجب أن تحظى بموافقة أنقرة، التي تخشى موجات جديدة من اللاجئين إليها، ومن المحتمل أن توافق تركيا على خسارة بعض المناطق عند الأطراف بشرط أن تضمن استمرارية سيطرتها على وسط إدلب والمنطقة الحدودية شمالاً. غير ان روسيا كانت واضحة تجاه الامر، فإما أن تجد تركيا حلاً لمشكلة جبهة النصرة في إدلب الكبرى، أو يفعل الأسد ذلك بأي طريقة مناسبة. ويرى المحللون ان إنقاذ إدلب هو «مقتل هيئة تحرير الشام (النصرة)». ميدانياً، قتل شخص وأصيب آخرون، جراء انفجار استهدف أحد مقرات «الجبهة الوطنية للتحرير» في جبل الأربعين جنوبي إدلب، وسط استنفار عسكري في المنطقة لتأمينها. ولم تعلن أي جهة عن وقوفها وراء التفجير، ويعتبر التفجير أول هجوم مفخخ على مقرات الجبهة الوطنية، منذ الإعلان عن تشكيلها من قبل فصائل «الجيش الحر» العاملة في محافظة إدلب. (ا.ف.ب، رويترز، الأناضول)

جميع الحقوق محفوظة