الأربعاء 21 أكتوبر 2020

دُنا المشعان: التعليم ضحية القرارات غير المدروسة

دُنا المشعان: التعليم ضحية القرارات غير المدروسة

دُنا المشعان: التعليم ضحية القرارات غير المدروسة

لما للتعليم بشكله الحالي من أثر سلبي في زيادة مخاطر السمنة، والالتصاق بالشاشات الإلكترونية، وفقدان إيجابيات التفاعل الاجتماعي التي توفرها فصول الدراسة، تتنامى مطالب بافتتاح المدارس والعودة إلى المقاعد، بحسبان الجلوس في المنزل مرحلة مؤقتة لإعداد العدة وتوفير المتطلبات الاحترازية الكفيلة بمواجهة تفشي فيروس كورونا، ثم استئناف الدراسة بشكل طبيعي.

من أجل ذلك، وفي هذا السياق، تنادي الاختصاصية التربوية في التعليم المبكر والقيادة التربوية والإبداع د.دُنا المشعان بعودة الدراسة إلى المدارس بشكل تدريجي، مطالبة أولياء الأمور بتوقيع عريضة تتضمّن مطالب، تتمحور حول المحافظة على مستقبل الأبناء، تمهيداً لتقديمها إلى الجهات المعنية ووزارة التربية، في إطار حملة، رفعت عنوان: «التعليم حق مكتسب».

تقول المشعان لـ القبس: إن «التعليم في الكويت أصبح ضحية قرارات غير مدروسة، لا سيما في ظل جائحة «كوفيد ــــ 19»، حيث تتعامل الحكومة مع الأزمة بطريقة رمادية»، مؤكدة أن «الوزارة لم تدافع عن حق التعليم، بل إن أولياء الأمور والمتخصصين هم من قاموا بهذا الدور».

تردُّد

واستحضرت تعاطي الوزارة مع تفشي الإصابة بفيروس كورونا، حيث إنها «في مارس الماضي حاربت التعليم عن بعد، رغم الحاجة المُلحّة إليه، وبشق الأنفس تمكّنت المدارس الخاصة، لا سيما الأجنبية، من تطبيق هذا النظام المرفوض من قبل التعليم العام في ذلك الوقت، ثم عادت الوزارة لتسير على خطى هذه المدارس وتنفّذ خطتها في التعليم الإلكتروني في أكتوبر».

وذكرت أن الخطأ الآن يتكرر؛ «فأولياء الأمور في أمسّ الحاجة لتعليم أبنائهم داخل المدارس، رغم أن الظروف الحالية تسمح بذلك، وهناك أكثر من 20 مدرسة أجنبية بريطانية وأميركية وثنائية اللغة مستعدة منذ مايو الماضي لعودة المتعلمين إلى المقاعد الدراسية، ولديها كل الإمكانات والإجراءات الاحترازية، التي من شأنها الحفاظ على صحة أبنائنا وسلامتهم، إلا أن وزارتي الصحة والتربية تتحفّظان على ذلك، وهو أمر غاية في الخطورة، خصوصاً أن جميع المتخصصين يؤكدون ضرورة رجوع الطلبة الى الحصص الصفية».

حق الاختيار

وتشير المشعان إلى أن الحكومة لم تضع تعليم الطلبة في خطتها الخاصة بما يسمى عودة الحياة الطبيعية بمراحلها الخمس، قائلة: «من المستحيل حالياً أن تعود الحياة بشكل طبيعي كما كانت قبل كورونا، وعليه يجب علينا التفكير خارج الصندوق، وأن تُعاد الحياة التعليمية تدريجياً بطريقة آمنة وذكية ومنح أولياء الأمور والطلبة وكل أسرة حق الاختيار في ذلك».

وتبيّن أن هناك طرقاً يمكن الاعتماد عليها للرجوع الى المدارس عن طريق النظام المهجّن، بحيث يتم تقسيم دوام الطلبة داخل المدرسة، على أن يكون عدد المتعلمين داخل الصف الواحد ما بين 7 و10 طلبة، مؤكدة أن «هذا النظام معمول به في بعض الدول الخليجية؛ مثل قطر والبحرين، رغم ارتفاع أعداد الإصابات بهما فإن التعليم لديهما أولوية، كما أن الدراسات العالمية الحديثة أظهرت أن الإصابات لم تزد مع افتتاح المدارس».

فصول بالسراديب!

وتطالب المشعان التعليم العام بالاستفادة من الخبرات العالمية التي تتمتع بها بعض المدارس الخاصة الأجنبية، «ولا ضير أو خجل في ذلك، فنحن في جائحة تتطلب تضافر جميع الجهود للوصول الى حلول مبتكرة تخدم العملية التعليمية»، مقترحة السماح في البداية للمدارس الخاصة ذات الإمكانات العالية القادرة على توفير الإجراءات الوقائية بالدراسة الصفية، ثم استفادة التعليم العام من التجربة.

وتكشف عن «افتتاح بعض أولياء الأمور مدارس بالسراديب لأبنائهم؛ إذ تقوم أمهات بالاتفاق مع معلمين لتدريس أبنائهن بفصول جماعية داخل منزل إحداهن، وقد يصل عدد الطلبة في هذه الحصص الخاصة إلى 10 أطفال».

آثار نفسية

وعن الآثار النفسية والسيكولوجية، تقول المشعان إن «الدراسات أظهرت أن تغيّب الأطفال عن المدرسة من 3 إلى 4 أشهر يؤثر في التحصيل العلمي، ويقتل الطموح لدى المتعلمين، ويسبب زيادة حالات الاكتئاب والانتحار والتنمّر والخوف»، كما أن هناك «تأثيرات بدنية أيضاً؛ أهمها زيادة السمنة، وتهديد سلامة النظر لجلوس الأطفال فترات طويلة أمام الأجهزة الإلكترونية، إضافة الى فقدان اللغة عند الطلبة المتعثّرين».

مسؤولية اجتماعية

وتشدّد على المسؤولية الاجتماعية «التي تقع على عاتق جميع أفراد المجتمع المواطنين والمقيمين بضرورة التزام الاشتراطات الوقائية والاحترازية، التي نبّهت إليها وزارة الصحة للخروج ببلادنا إلى بر الأمان والمساهمة في الحفاظ على مستقبل أولادنا».

رسالة

وجَّهت المشعان رسالة إلى جميع مسؤولي وزارة التربية، مفادها أن «التعليم حق مكتسب وأولياء الأمور من حقهم الدفاع عن مستقبل أبنائهم.. امنحونا حق اختيار العودة غلى المقاعد الدراسية، وكل بيت يختار ما يناسبه».

اعتقاد خطأ

مع اعتقاد الكثيرين أن إغلاق المدارس هدفه تجنّب اختلاط الأطفال، وحمايتهم من الفيروس، تشير المشعان إلى خطأ هذا الاعتقاد؛ «لأن أبناءنا بالأصل يختلطون في الحدائق والمنازل والأندية والمولات والجمعيات، وغيرها».

فصول تحت الأرض!

رأت المشعان أن افتتاح المدارس مع تطبيق الاشتراطات الصحية «أفضل بكثير من ترك الأبناء في الحفلات والتجمّعات والفصول الدراسية، التي تقام تحت الأرض داخل المنازل، فلا غنى عن عودة الدوام للطلبة داخل المدارس مع تطبيق الرقابة الصحية الصارمة».

  •  

جميع الحقوق محفوظة