السبت 14 يوليو 2018

دعوة نيابية إلى تشكيل إدارة أزمات وطوارئ

دعوة نيابية إلى تشكيل إدارة أزمات وطوارئ

دعوة نيابية إلى تشكيل إدارة أزمات وطوارئ

أعادت أحداث العراق إلى الأذهان، التهديدات الايرانية باغلاق مضيق هرمز، وكيفية تعاطي الكويت معها وحاجتها إلى خطة تضمن تصدير نفطها، إن تحول التهديد إلى واقع. وفي مقاربة ما يدور على أراضي الجار الشمالي، انبرى عدد من النواب إلى دعوة الحكومة من أجل تشكيل فريق رسمي لإدارة الأزمات، واتخاذ تدابير احترازية فورية لمواجهة أي تطورات تنجم عن الأحداث الجارية في جنوب العراق لقربها من الحدود الكويتية، مشددين على الاسراع في انشاء ادارة متخصصة لإدارة الطوارئ، تراقب الوضع أمنياً وتضع تصوراتها لتطور الأحداث. وقال النائب الدكتور عودة الرويعي لـ«الراي» إن التطورات الأخيرة في العراق، خصوصاً المناطق الجنوبية «أمر متوقع فالأوضاع غير مستقرة فيها خصوصاً بعد نتائج الانتخابات الأخيرة وما تبعها من تطورات، وهذا ما تم التحذير منه في تصريحات سابقة، بأن الوضع الاقليمي ليس مستقراً، وعلينا أن نكون حذرين مما يدور حولنا وأن نلتف حول قيادتنا ونلتزم بالاطر والتوجيهات السياسية التي يوصينا بها صاحب السمو أمير البلاد». وتمنى الرويعي أن تنعم المنطقة بالهدوء والسلام «فاستقرار العراق من استقرار المنطقة، والكويت دائماً سباقة في دعم الاستقرار والأمن الإقليمي، ودعوة صاحب السمو الأخيرة واستضافة المؤتمر الدولي لإعمار العراق خير دليل على عمق الجهود الكويتية عربياً واقليمياً ودولياً في ما يتعلق بالسلام والأمن الدولي». ودعا رئيس لجنة الداخلية والدفاع البرلمانية النائب عسكر العنزي إلى التسلح باليقظة والحذر وعدم التهاون مع أي تطور، مؤكداً الثقة المطلقة بقياداتنا في وزارتي الداخلية والدفاع وبالقوات الأمنية التي تضع أمن الكويت فوق كل اعتبار. وقال العنزي لـ«الراي» إن الوضع الإقليمي برمته ليس مستقراً، وعلينا أن نكون حذرين ونلتف خلف قيادتنا السياسية الحكيمة التي تقود دوماً سفينة الكويت إلى بر الأمان والاستقرار، معلناً «أننا في لجنة الداخلية والدفاع نتابع الأمر وقد اتصلنا بالمسؤولين في وزارة الداخلية، الذين أكدوا اتخاذ التدابير الاحترازية كافة لمواجهة التطورات». وأوضح النائب محمد الدلال أنه «من غير المستغرب ما يحدث في جنوب العراق، نتيجة للقلاقل والظروف غير المستقرة الموجودة هناك، بالإضافة إلى تأزم العلاقة بين أميركا وايران من جهة وايران وبعض الدول الخليجية من جهة أخرى»، مطالباً باستعداد أولي ومبكر من الحكومة لما يحدث قرب المنطقة الحدودية بين الكويت والعراق. وقال الدلال لـ«الراي»: إن «الاستعدادات يجب أن تكون قصوى لمواجهة الاحتمالات والسيناريوات التي من الممكن أن تحدث على الحدود، على مستوى وزارتي الدفاع والداخلية وعلى مستوى الطوارئ أيضاً»، مؤكداً أن «الكويت قامت وتقوم بادوار كبيرة، خصوصاً في الجانب الديبلوماسي بقيادة سمو الأمير من أجل أمن واستقرار المنطقة، وهي جهود مشكورة ومطلوبة ومدعومة من الشعب ومن ممثليه في مجلس الأمة، ومع الاستعداد الأمني والدفاعي فإن الحكومة مطالبة بأن تشكل فريق ادارة ازمة عاجلاً، كما أشرنا في مناسبات عديدة إلى أهمية وجود فريق رسمي لادارة الأزمات (أمني وصحي وغذائي وإعلامي ودفاع مدني)، وانشاء ادارة متخصصة لإدارة الأزمات والطوارئ مثلما هو معمول به في بعض الدول، حتى الخليجية». وإذ حذّر الدلال من القصور، أوضح «قدمنا العديد من الاسئلة البرلمانية عن مدى استعدادات الحكومة في حال حدثت ظروف أمنية خارجية أو حتى داخلية في ما يتعلق بالصحة والغذاء واستعدادات الجيش ورجال الشرطة ووزارة الخارجية والدفاع المدني، حيث لا بد من اتخاذ خطوات شفافة». وأكد أن «مجلس الأمة داعم للحكومة في حفظ أمن البلد، وعلى العراق أن يعي أن الكويت داعمة له ولأهله على الرغم من تداعيات الغزو، وخير دليل مؤتمر المانحين الذي عقد في الكويت». ودعا الدلال النواب والشعب جميعاً إلى أن يكونوا على مستوى المسؤولية، داعمين خطوات سمو الأمير لمواجهة التحديات الأمنية الخارجية أو الداخلية، حاثين ومراقبين الحكومة للقيام بواجباتها لإدارة الأزمات والطوارئ، داعين الله ان يديم علينا نعمة الأمان ويجنب الكويت وأهلها ويلات الحروب والأزمات. ودعا النائب رياض العدساني الجهات المعنية والمسؤولة إلى التحرك والأخذ في الاعتبار التدابير الأمنية الاحترازية كافة لمواجهة أي تطور قد يحصل، سواء راهناً أو في المستقبل القريب أو البعيد، مطالباً بمتابعة الوضع الأمني في جنوب العراق. وأشار العدساني إلى أن «المنطقة بشكل عام غير مستقرة، وهناك مسؤوليات عدة علينا الانتباه إليها، ومنها تأمين الحدود والمنشآت العامة والنفطية، وكل ما يتعلق بالشأن العام والأمني، ومنها الملاحة الجوية والبحرية وأيضاً تقوية الجبهة الداخلية». وأشار العدساني إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات الوقائية وأخذ الحيطة والحذر، دون أن يعني ذلك تضخيم الأمور، إذ لا بد في مثل هذه الظروف وفي منطقة ملتهبة، من وضع سياسة عامة تحمي البلاد وتحقق الأمن الغذائي والمائي، سائلين المولى أن يحفظ الله الكويت وسمو الأمير وسمو ولي عهده الأمين والشعب الكويتي، وكل من يعيش على هذه الأرض الطيبة، ويبعد عنها كل مكروه وسوء. وأعلن مقرر لجنة الداخلية والدفاع البرلمانية النائب نايف المرداس لـ«الراي» عن التواصل مع المسؤولين في وزارة الداخلية «الذين ابلغونا مشكورين بمتابعة الوضع في جنوب العراق عن كثب، وأنهم اتخذوا الاجراءات الاحترازية، وهم يراقبون الوضع متسلحين بالحذر والحيطة». وقال النائب أسامة الشاهين إنه اتصل ببعض قياديي وزارة الداخلية، مؤكداً أن هناك متابعة حثيثة ومبكرة لتطورات المشهد في دول الجوار، وتحديداً ما يحدث في العراق.

جميع الحقوق محفوظة