كشفت دراسة أكاديمية حديثة عن قلة عدد مستخدمي الحاسوب والانترنت في مدارس الثانوية العامة في البلاد، على الرغم من أن مادة الحاسوب إلزامية بجميع المراحل التعليمية وتغطية المدارس كلها بأجهزته، وذكرت أن للكمبيوتر «دورًا بسيطًا» في البحث عن المعلومات والموضوعات المكملة للمناهج بالمدارس. وأوضحت الدراسة التي أجرتها أستاذة دراسات المعلومات في كلية العلوم الاجتماعية د. إلهام الدوسري على عينة من 1000 طالب وطالبة بالصف الثاني عشر وشملت 12 مدرسة تحت عنوان «مهارات محو الأمية المعلوماتية لدى طلبة مدارس الثانوية العامة بالكويت»، أن عددًا قليلاً من الطلبة يستخدمون الانترنت في المدرسة، وأقل من نصف الطلبة يستخدمون الكمبيوتر، بينما يستخدم معظمهم الكمبيوتر والانترنت في المنزل. وعلى الرغم من توجّه وزارة التربية الى إدخال الكمبيوتر ضمن العملية التعليمية، ذكرت الباحثة أن الطلبة «يمتلكون مهارات المعلوماتية والحاسوبية والبحث في الانترنت، لكن لا يمارسون ذلك بكثرة في المدارس»، مبينة «فجوة واسعة بين دراسة محتوى المقررات وممارستها، حيث يتم التركيز على اكتساب المعلومات أكثر من استغلالها والاستفادة منها». مهارات البنات ولفتت الدراسة إلى أن «درجة وعي الإناث تفوق وعي الذكور في مهارات الحاسوب والإنترنت والخدمات المكتبية، فيما تفوق الطلاب على الطالبات في بعض المهارات الأخرى»، مبينة أن لدى نصف أفراد العينة «درجة وعي باستخدام الخدمات المتعلقة بذكر مصدر المعلومات، لكن ليست لديهم درجة وعي بجميع المهارات المتعلقة بتقويم المعلومات، كما أن مستجيبي التخصص العلمي يتمتعون بدرجة وعي أكبر في مهارات الحاسوب والانترنت، ويتفوق طلبة الأدبي في الخدمات المكتبية». وبينت أن طلبة الثانوية العامة في محافظة الفروانية «يتمتعون بوعي أكبر في استخدام جميع مهارات أجهزة الحاسوب، بينما كان طلبة محافظتي حولي والجهراء الأقل وعياً، ما يشير إلى اختلاف المحافظات التعليمية في محو الأمية المعلوماتية». كفاءات متفاوتة وأوصت الدراسة بضرورة نظر المسؤولين في وزارة التربية إلى «أسباب تفاوت كفاءة محو الأمية المعلوماتية بين مدارس الثانوية العامة، والعمل على وضع حلول لرفع هذه الكفاءة، اضافة إلى عدم نظر المسؤولين والمعلمين لمفهوم محو الأمية كموضوع منفصل عن المحتوى التعليمي، وإجراء اختبار لتحديد مستوى الطلبة قبل الانتقال إلى المرحلة الأكاديمية الأعلى أو بيئة العمل».