الأربعاء 05 أغسطس 2020

حيلة قد يلجأ إليها ترامب.. سرقة الانتخابات

حيلة قد يلجأ إليها ترامب.. سرقة الانتخابات

حيلة قد يلجأ إليها ترامب.. سرقة الانتخابات

تلويح الرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل أيام بتأجيل الانتخابات الرئاسية بسبب ما أسماه التزوير الذي قد ينتج عن عملية الاقتراع بالبريد، ما هو إلا فكرة تراود الملياردير الجمهوري لتبرير رفضه لنتائج الانتخابات اذا ما هزم، وبالتالي التمسّك بالسلطة.

ورغم نفي البيت الأبيض لاحقاً أي نية لتأجيل الانتخابات، فإن السيناريوهات حول النتائج ومآلاتها بدأت ترتسم. ومن أحد هذه السيناريوهات ما نشرته مجلة «سلايت» التي قالت إن الرئيس قد يلجأ لسرقة الانتخابات حتى يظفر بالفوز.

السيناريو يقول، وفقاً لـ«سلايت» إنه مساء يوم 3 نوفمبر، الفارق ضئيل والسباق محتدم بين المتنافسين. الأمر يعود إلى الولايات الثلاث التي فاز بها ترامب بالكاد في انتخابات عام 2016: ميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن. احتُسبت معظم الأصوات الشخصية، ويحتفظ ترامب بتقدم ضئيل له في كل ولاية. ومع ذلك، فإن ثمة ملايين من بطاقات الاقتراع بالبريد التي لم يُتم مسؤولو الانتخابات حسابها والتعامل معها بعد. مئات الآلاف من الناخبين أدلوا بأصواتهم عبر البريد قبل أيام، لكن أصواتهم لم تصل. وفي الوقت نفسه، رُفضت آلاف من بطاقات الاقتراع التي أرسلها أصحابها عبر البريد في وقتها المحدد، بسبب عيوب فنية مزعومة.

تتحول نتيجة الانتخابات لتصبح متوقفة على كل هذه الأصوات التي لم تحسم بعد. لكن ترامب، وعلى أساس نتائج التصويت الشخصي التي حُسبت، يُعلن فوزه ويرفض الاعتراف بما تبقى من بطاقات الاقتراع بالبريد، بداعي أنها مزورة وغير شرعية. وتتفق مع ترامب الهيئات التشريعية التي يسيطر عليها الجمهوريون في الولايات الثلاث، ويعلنون منح أصوات الولاية في المجمع الانتخابي للرئيس. وهكذا، ينتهي الأمر بفوز ترامب بولاية ثانية.

معقول لكن مرعب

هذا السيناريو بات معقولاً بدرجة مرعبة، إذ إن ترامب - وفقاً للصحيفة - أمضى أشهراً في وضع الأساس لسرقة الانتخابات بهذه الطريقة، وكتب في تغريداته أن التصويت بالبريد سيجعل هذه الانتخابات «الأقل صحة والأكثر احتيالاً في التاريخ»، وهو ربما يشعر بأنه لن يحصل على عدد الأصوات الذي يحسم الأمر لمصلحته في يوم الانتخابات، ويبدو أنه يريد إثارة الشكوك في الأمر قبل حتى الإدلاء بصوت واحد.

أيّد الديموقراطيون بكل أطيافهم تقريباً تطبيق تدابير «كورونا»، خصوصاً التصويت عبر البريد، ما يقلل من خطر الإصابة بالفيروس. أما الجمهوريون، فيعارضون على نحو متزايد التصويت عبر البريد، على الرغم من أنه يحظى بشعبية لدى العديد من الناخبين في الحزب الجمهوري.

لكن السؤال هنا هل ستُحسب أصوات المصوتين عبر البريد؟

يعتمد التصويت عبر البريد على افتراض أن «خدمة بريد الولايات المتحدة» يمكنها تسليم بطاقات الاقتراع إلى مسؤولي الانتخابات على نحو فوري ومن دون إبطاء. ومع ذلك، فإن ترامب يعمد الآن إلى تخريب هيئة خدمات البريد من الداخل في أكثر وقت يحتاج فيه الأميركيون إليها. ونشرت صحيفة «واشنطن بوست» تقريراً صادماً عن كارثة تتكشف ملامحها حالياً في الهيئة، أحد أركانها لويس ديجوي، المدير العام لهيئة خدمات البريد المعين حديثاً، الذي هو، في الوقت نفسه، أحد كبار المؤيدين والمانحين لحملة ترامب، الذي لا يحظى بأي خبرة على الإطلاق في ما يتعلّق بخدمات البريد.

وكما هو متوقع، بدأت سياسات ديجوي في تأخير تسليم البريد لأيام عدة، وهذه التأخيرات ستُحدث الفرق في انتخابات نوفمبر، إذ إن كل الولايات المتأرجحة، باستثناء كارولينا الشمالية، لا تحتسب سوى بطاقات الاقتراع بالبريد التي تصل إلى الفرز بحلول يوم الانتخابات. حتى إن بطاقة الاقتراع إذا خُتمت يوم الانتخابات، ولكن سُلِّمت في وقت متأخر، فلن تحسبها هذه الولايات، إضافة إلى تعقيدات أخرى، تعمل جميعها لمصلحة ترامب الذي لا يتوقف عن شيطنة الاقتراع بالبريد، فقد بات ثمة انقسام حزبي حاد حول هذه القضية، فأعداد أكبر بكثير من الديموقراطيين عن الجمهوريين تخطط للتصويت عبر البريد في انتخابات نوفمبر الرئاسية.

لذا، فإن أغلبية أصوات الغائبين المرفوضة ستحتوي على الأرجح على أصوات للديموقراطيين، ومرشحهم جو بايدن. ومن ثم، إذا كان التصويت الشخصي في أغلبيته جمهورياً، فإن نتيجة يوم الانتخابات يمكن ان تُظهر ترامب متقدماً في الولايات المتأرجحة الرئيسة. ويمكنه عند هذه النقطة إعلان نفسه فائزاً بالانتخابات، وأن بطاقات الاقتراع بالبريد غير المحسوبة احتيالية. وقد بدأ بالفعل في التمهيد لاستخدام هذا التكتيك منذ شهور وحتى الآن، وألقى علانية بظلال من الشك في شرعية بطاقات الاقتراع بالبريد.

لا نية لديه

وفي سيناريو آخر، قال جيمس كلايبورن منسق الأغلبية في مجلس النواب إنه يعتقد أن ترامب ليست لديه نية في انتقال «سلمي» للسلطة إلى بايدين، وذلك في خضم مخاوف بأن الرئيس قد يحاول البقاء في المنصب إذا خسر.

ووفق صحيفة «الإندبندنت»، فإن كلايبورن، وهو النائب الديموقراطي عن جنوب ولاية ساوث كارولينا، قال: «لا أعتقد أنه يخطط لمغادرة البيت الأبيض، ولا يخطط لخوض انتخابات نزيهة غير مقيدة، أعتقد أنه يخطط لتثبيت وضعه بطريقة ما، مرتبطة بسلطات الطوارئ للبقاء في المنصب».

أعظم خطأ

وصف ترامب قرار واشنطن إرسال قوات إلى الشرق الأوسط، والتدخل في النزاعات المندلعة في تلك المنطقة، بأنه أكبر خطأ في تاريخ البلاد. وفي مقابلة مع «أكسيوس»، الإثنين، قال ترامب: «كان قرار إرسال قوات إلى منطقة الشرق الأوسط، وزجها في صراعات الشرق الأوسط، هو أعظم خطأ في تاريخ بلادنا. هذه وجهة نظري». وكان ترامب صرح مراراً في وقت سابق بأن الولايات المتحدة تعتزم إنهاء سياسة «الحروب التي لا نهاية لها»، وتسعى إلى إقامة شراكات مع دول العالم بدلا من التنافس والتناحر معها.

  •  

جميع الحقوق محفوظة