الخميس 17 يناير 2019

حراسة الأسواق في الكويت قديما وظيفة تولاها “النواطير” منذ القرن ال19

حراسة الأسواق في الكويت قديما وظيفة تولاها “النواطير” منذ القرن ال19

حراسة الأسواق في الكويت قديما وظيفة تولاها “النواطير” منذ القرن ال19

حراسة الأسواق من أبرز المهمات والوظائف التي وفرتها الحكومة الكويتية قديما إذ تولى النواطير حفظ الأمن وحماية المحلات التجارية من السرقة في فترة تعود للقرن ال19 فضلا عن المراكز الرقابية لضبط الوزن والجودة. وكانت أسواق الكويت القديمة من أهم الأنشطة الاقتصادية والتجارية في البلاد حيث كانت توفر حاجات ومتطلبات المجتمع عموما من الحرف والصنائع والتجارة بمختلف أنواعها علاوة على أنها مكان للتواصل الاجتماعي وتبادل العادات والثقافات. وكان من الطبيعي لهذا العصب الاقتصادي والتجاري المهم في البلاد أن يدار ويراقب بدقة لتنظيم هذه الأنشطة التجارية المختلفة وحفظ الامن والنظام لحماية أصحاب المحلات والمشترين فكانت الحكومة حاضرة دائما لتنظيم ومراقبة الأسواق قبل إنشاء بلدية الكويت بفترة طويلة. في السياق قال الباحث والمؤرخ الكويتي محمد جمال في كتابه (أسواق الكويت القديمة) إن حكومة الكويت أولت منذ القدم وقبل إنشاء البلدية عناية خاصة بالأسواق وقدمت خدمات لحماية أصحاب المحلات والمشترين لأن هذه الأسواق المصدر الرئيسي للرزق فتم إخضاعها لنظام أمني محكم تحت إشراف أحد أفراد الأسرة الحاكمة ويتكون هذا الجهاز من عدد من (النواطير) الذين كانوا يسهرون على أمن الأسواق وحمايتها من أي عبث وإنارتها ليلا. وأضاف الباحث جمال في كتابه إن (النواطير) ومفردها (ناطور) عادة ما يكونوا موجودين في الأسواق على الدوام خصوصا ليلا وعند إغلاق المحلات مشيرا إلى أن من التقاليد المتبعة بين النواطير أن يصيح أحدهم بصوت مرتفع أثناء عمله ليلا مرددا “صاحي..صاحي” بين فترة وأخرى ليجيبه زملاؤه بالصيحة نفسها للتأكيد على يقظة كل (ناطور) واستعداده لأي طارئ. وأوضح أن (النواطير) كانوا يعملون على شكل مجموعات كل واحدة منها تعمل على فترة 12 ساعة إذ تبدأ الوردية الأولى أو مايعرف ب (الزام) مع آذان المغرب وتنتهي مع آذان الفجر لتبدأ بعدها الوردية التالية. وذكر جمال أن المرحوم الشيخ دعيج جابر عبدالله الصباح كان من أشهر مسؤولي الأمن في الأسواق فترة امتدت منذ منتصف القرن ال 19 الى فترة متأخرة من عهد المغفور له الشيخ مبارك الصباح حاكم الكويت السابع. وأضاف أن من الخدمات التي كانت تقدمها الحكومة والتي أولت اهتماما خاصا بالمشترين افتتاح مراكز رقابية يمكن الرجوع إليها للتأكد من جودة ووزن البضاعة المشتراة. وبين أن من أهم الأماكن التي وضعت فيها الموازين الحكومية (الفرضة) أو سوق الخضار حيث كان مندوب الحكومة بمساعدة عدد من الحمالين يقومون بوزن الحبوب في ميزان كبير يدعى (قبان) وكان الوزن يتم بوحدة (المن) التي تزن 168 رطلا مقابل رسوم بسيطة. ولفت جمال إلى وضع ميزان آخر في (خان) الحكومة يلجأ إليه المشترون لوزن سلعهم الاستهلاكية كالفحم والأرز والقطن التي كانوا يشترونها معبأة في (خياش) -جوال-. وقال إن الميزان الثالث وضع في إحدى المقاهي القديمة وتدعى (قهوة الدهن) يأتي إليها المواطنون العائدون من الأسواق القريبة للتأكد من أوزان سلعهم كما عينت الحكومة مسؤولا لفحص الذهب والتأكد من جودته لمنع الغش وهو المرحوم موسى المحمد علي الصايغ المعروف ب (موسى الدرم) وتعني كلمة (الدرم) محليا عملية فحص الذهب والتأكد من جودته. وبين أن أصحاب الدكاكين في الأسواق القديمة عادة ما كانوا يجمعون مبالغ بسيطة بينهم تسمى (الحطة) لدفعها لمن يتولون تنظيف وكنس الأسواق وإزالة المخلفات فيها كما يأتي يوميا إلى الأسواق أشخاص متخصصون من (الحمارة) لنقل القمامة يطلق عليهم اسم (خميم) ويقومون ببيعها على (الجصاصين) ومفردها (جصاص) أي صانع الجبس.

جميع الحقوق محفوظة