الاثنين 29 يونيو 2020

ثقة الأوروبيين في الولايات المتحدة.. تنهار

ثقة الأوروبيين في الولايات المتحدة.. تنهار

ثقة الأوروبيين في الولايات المتحدة.. تنهار

يبدو أن الثقة في الولايات المتحدة الأميركية بدأت تنهار من الداخل وحتى الخارج، فقد كشفت استطلاعات جديدة واسعة النطاق أن أزمة فيروس كورونا تسببت في تدهور كبير في الثقة العامة الأوروبية تجاه الولايات المتحدة.

وقال أكثر من 60% من المشاركين في استطلاعات الرأي من ألمانيا وفرنسا وإسبانيا والدنمارك والبرتغال أنهم فقدوا الثقة في الولايات المتحدة كقائد عالمي.

ويجادل تقرير قائم على نتائج الاستطلاع بأن الوباء «صدم» المواطنين الأوروبيين، وتركهم يشعرون «بالوحدة والضعف».

في معظم الدول التي شملها الاستطلاع، قال غالبية الناس إن تصورهم للولايات المتحدة قد تدهور منذ تفشي المرض.

وكانت المواقف السلبية للولايات المتحدة أكثر وضوحًا في الدنمارك (71%) والبرتغال (70%) وفرنسا (68%) وألمانيا (65%) وإسبانيا (64%).

وفي فرنسا، قال 46% أما في ألمانيا أكد 42% أن رؤيتهم للولايات المتحدة قد ساءت كثيرًا خلال الوباء.

 

تحليل بياني

في تحليل للبيانات، يقول خبيرا السياسة سوسي دينيسون وباول زركا واللذان كانا مسؤولين عن إجراء مسح، إن الثقة في الولايات المتحدة متدهورة نتيجة كيفية تعاملها مع الأزمة الصحية، وأن دعم التحالف عبر الأطلسي «تم تفريغه».

حذرت أنجيلا ميركل، المستشارة الألمانية، في مقابلة مع صحيفة الغارديان يوم الجمعة، من أن العالم لم يعد يستطيع أن يعتبر أن أميركا ما زالت تطمح إلى أن تكون رائدة عالمية، ويشير الاستطلاع إلى أن الرأي العام واعٍ بالفعل لهذا التحول.

ويقول التقرير: إن «ثقة الأوروبيين في الولايات المتحدة قد انتهت، وقد انصدم الكثيرون من ردود الفعل الفوضوية الأمريكية خلال مكافحة وباء فيروس كورونا».

ويضيف التقرير: «عدم التضامن الذي أظهرته مع الأوروبيين في إغلاق حدودها في 12 مارس لأعضاء منطقة شنغن؛ وافتقارها إلى القيادة في معالجة أزمة الفيروس التاجي على المستوى العالمي - أو حتى المشاركة في هذه القضية ما وراء حرب الكلمات مع منظمة الصحة العالمية».

وأجري الاستطلاع بتكليف من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية (ECFR)، الذي يتخذ من برلين مقراً له، وأجرى بواسطة شركتا Datapraxis و YouGov في نهاية أبريل والأسبوع الأول من مايو، عبر تسع دول في الاتحاد الأوروبي والتي تمثل مجتمعة ثلثي الكتلة من حيث تعداد السكان.

تدهور كبير

إن الثقة في مستقبل الشراكة عبر الأطلسي منخفضة للغاية لدرجة أن 2% فقط من المستجيبين في ألمانيا و 3% في فرنسا قالوا إنهم يتوقعون دعم الولايات المتحدة حيث تعيد أوروبا بناء اقتصادها المتضرر.

وقال الخبير سوسي دينيسون: «لقد هضم الأوروبيون حقيقة أن الولايات المتحدة لم تعد بالضرورة صديقة لأوروبا في أوقات الحاجة».

ويشير تحليل ECFR إلى أن التحول في المواقف الأوروبية يتجاوز العداء لدونالد ترامب أو تعامل إدارته مع تفشي الفيروس في الولايات المتحدة، ويعتقد أن هناك الآن حالة من عدم اليقين بشأن أمريكا كقوة للخير، والتزام أمريكا بالتعددية وقدرة الولايات المتحدة على قيادة العالم.

كان ترامب واضحًا بشأن كرهه للاتحاد الأوروبي لسنوات، وقد اتهمه بـ «تمزيق« تجارة الولايات المتحدة، وقد أمر مؤخراً بسحب 10 آلاف جندي أمريكي من ألمانيا.

ويخلص المؤلفون في التحليل إلى أنه بدون وجود الولايات المتحدة على رأس النظام متعدد الأطراف، فإن الأوروبيين يريدون من الاتحاد الأوروبي أن «يتحمل» المزيد من التحديات الدولية مثل الوباء والطوارئ المناخية.

زيادة الدعم

 

أظهرت البيانات الأولية من مسح ECFR، زيادة كبيرة في الدعم العام لمزيد من التعاون في الاتحاد الأوروبي، على الرغم من خيبة الأمل واسعة النطاق من استجابة الاتحاد الأوروبي الضعيفة التنسيق وفعالية الحكومات الوطنية في الأزمة.

ويعتقد المؤلفان المشاركان في تحليل المسح أن الطلب على مزيد من التعاون في الاتحاد الأوروبي يقوم على إدراك أن النظام العالمي لما بعد عام 1945 يتغير وأن الاعتماد على الولايات المتحدة ليس خيارًا.

لقد حددوا تراجع الولايات المتحدة عن التعددية كواحد من ثلاثة أسباب لمزاج جديد من انعدام الأمن في أوروبا.

العوامل الأخرى هي المعالجة الخاطئة للوباء من قبل الحكومات الأوروبية على المستوى الوطني، وفشل الاتحاد الأوروبي في أخذ زمام المبادرة في القضايا العالمية.

ويقول المسح «يتعين على الأوروبيين الآن أن يعيشوا مع المعرفة بأنه على الرغم من جميع الهياكل التي وضعناها لحماية أنفسنا على مستوى الاتحاد الأوروبي والعالم، فإن قارتنا يمكن أن تنتقل من الرضا إلى الإغلاق الاقتصادي والاجتماعي الكامل في غضون أسابيع، قد يكون لهذا الإدراك عواقب وخيمة على الطريقة التي تتعامل بها أوروبا مع بقية العالم».

ووجد الاستطلاع عدة نتائج في بعض الأمور المهمة من بينها:

• تعزيز الدعم للعمل بشأن تغير المناخ

حيث قال أكثر من 40% من الأشخاص في ست من الدول التسع التي شملها الاستطلاع إن دعمهم للوفاء بالالتزامات المناخية قد ازداد على الرغم من أزمة فيروس كورونا.

• زيادة السلبية تجاه الصين.

أفاد أكثر من 60% من الناس في فرنسا والدنمارك أن نظرتهم للصين قد تدهورت.

• دعم واسع النطاق (57%) لضوابط أكثر صرامة على الحدود الخارجية لأوروبا، والتي يقول المؤلفون إنها مرتبطة بمشاعر انعدام الأمن.

• ظلت المواقف تجاه روسيا دون تغيير إلى حد كبير، بخلاف إيطاليا، حيث قال ما يقرب من ربع المستطلعين إنهم ينظرون إلى البلاد بشكل أكثر إيجابية نتيجة للوباء.

  •  

جميع الحقوق محفوظة