لا يمكن معرفة نية نجم التنس الصربي نوفاك ديوكوفيتش لحظة توجيهه كرة باتجاه أحد حكام الخطوط، خلال مباراته مع الإسباني بابلو كارينيو بوستا، ضمن بطولة الولايات المتحدة المفتوحة، والتي أدت إلى طرده.

هل هذا التصرف متعمّد أم عن طريق الخطأ؟

سؤال طرح خلال الساعات الماضية، بعدما كان النجم الصربي يسير بثبات نحو تحقيق لقبه الكبير الـ18 والاقتراب خطوة إضافية من منافسيه الإسباني رافاييل نادال (19) والسويسري روجيه فيديرر (20)، إلا أن قرار الحكم بعد مشاورة المراقبين، قلب الأمور رأساً على عقب.

وفي حال شاهدنا اللقطة أكثر من مرة، والتي تظهر ديوكوفيتش وهو في طريقه للجلوس في مكانه، وكان يحمل كرة، فوجهها بقوة نحو الجزء الخلفي من الملعب، لتصيب بعنف إحدى حكمات الخطوط التي أطلقت صرخة قوية وسقطت أرضاً وهي تصرخ من الألم، نجد تماماً أنه لم يكن ينظر إلى أين ستتجه الكرة.

لذلك، فمن الظلم الحكم على نية ديوكوفيتش بأنه تعمّد إصابة الحكم، خصوصاً أن الصربي يشتهر بأخلاقه وحسن إدارته للأمور، لا سيما وأنه كان يخسر سابقاً ولم يقم بأي رد فعل سلبي لا تجاه المنافس ولا حتى الحكام.

والأكيد أنه ليس من مصلحة المصنف أول عالمياً أن يخرج منه هكذا تصرف، أولاً، لأنه المرشح الأوفر حظاً للفوز بالمباراة والتأهل إلى الدور التالي. ثانياً، لأنه يرغب في إحراز اللقب بشدة، في ظل غياب نادال وفيديرر، مما يعبد الطريق أمامه لخطف اللقب، إضافة إلى أنه خسر مجموعة وليس المباراة.

وسارع ديوكوفيتش إلى الاعتذار عن هذا التصرّف، مؤكداً أن هذا الموقف «تركني حزيناً. أنا آسف للغاية، لأنني سببت لها (الحكم) مثل هذا الضغط، والذي كان غير مقصود».

التهديد بالقتل

رغم أن الصربي هو الذي أخطأ في حق الحكم، إلا أن الأخيرة تعرضت لهجوم لاذع عبر حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي، وصل إلى حد التهديد بالقتل.

وواجهت لورا كلارك اتهامات عدة، أبرزها أنها قامت بالتمثيل، لأن الكرة لم تكن قوية بالحد الذي يتسبب ضرراً بها، بينما ذهب البعض إلى نشر صورة تحيي فيها ذكرى ابنها، الذي توفي في حادث سير عام 2008، وكتب أحدهم: «ستلحقين به»، فضلاً عن تعليقات أخرى كانت قاسية في حقها.

وأثارت هذه التعليقات حفيظة ديوكوفيتش، الذي شدّد على أن الحكم «لم ترتكب أي خطأ»، على عكس المنتقدين الذين يتهمونها بالمبالغة في طبيعة إصابتها بسقوطها على الأرض، مطالباً أنصاره بأن «يبقوا مهذبين معها، ويدعمونها خلال هذا الوقت».