الاثنين 19 أكتوبر 2020

تل أبيب والمنامة تدشنان علاقاتهما الدبلوماسية

تل أبيب والمنامة تدشنان علاقاتهما الدبلوماسية

تل أبيب والمنامة تدشنان علاقاتهما الدبلوماسية

في خطوة لتفعيل إعلان السلام بين إسرائيل والبحرين، الذي وقع الشهر الماضي في واشنطن، وكتمهيد لتبادل السفراء والسفارات وتدشين خط الملاحة الجوية، وقعت البحرين وإسرائيل رسميا في المنامة اتفاق إقامة علاقات دبلوماسية كاملة.

والتقى وفد إسرائيلي - أميركي، أمس، مسؤولين بحرينيين، وترأس الوفد الأميركي وزير الخزانة ستيفن منوتشين، والإسرائيلي مئير بن شبات مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، وجاء الوفد على رحلة تابعة لشركة العال تحمل رقم 973.

واستقبل الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، نائب رئيس مجلس الوزراء، بمكتبه بقصر القضيبية الوفد الأميركي - الإسرائيلي المشترك، وقال إن إعلان تأييد السلام بين البحرين وإسرائيل يؤكد نهج الملك حمد بن عيسى آل خليفة في الالتزام بالسلام كخيار استراتيجي تنطلق من خلاله أطر المبادرات لتعزيز التعاون الدولي والاستقرار والسلام والازدهار بمنطقة الشرق الأوسط، وبما يضمن تعزيز وإنجاح الجهود الرامية لحل القضية الفلسطينية وفقاً لحل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، باعتبار ذلك السبيل الأمثل لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة.

ونوه بن مبارك بأن مملكة البحرين بلد التسامح والتعايش والانفتاح على الأديان والثقافات تنظر إلى عملية السلام كخطوة مهمة تؤسس لعلاقات أوسع لمصلحة دول وشعوب المنطقة، وقال إنه في ضوء التجارب التاريخية، فإن التعاون البناء والمثمر هو السبيل الفاعل لمواجهة التحديات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط والعالم بأسره، وتحقيق الآمال والطموحات المنشودة على كل المستويات والأصعدة.

تفعيل المبادرة العربية

وكان العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى أعلن أمام مجلس الشورى أن «تثبيت أركان السلام الشامل والعادل في المنطقة يعتمد على تفعيل المبادرة العربية التي نعمل على دعمها بكل السبل مع أشقائنا وحلفائنا». وقال الملك حمد في خطابه: «لن تؤخرنا المستجدات الطارئة عن متابعة التزاماتنا تجاه قضايانا الإقليمية وعلاقاتنا الدولية، وسنواصل الحفاظ على أمننا».

اتفاقية التعاون

وعقب وصول الوفد إلى أرض المطار، أكد وزير الخزانة الأميركي وجود فرص كبيرة للتعاون بين كل من الولايات المتحدة وإسرائيل والبحرين في مجالات عدة، على رأسها الاقتصاد والاستثمار. وتابع: «نتطلع لرؤية رحلات تجارية عدة بين إسرائيل والبحرين مستقبلا. الفرص أمامنا كبيرة لتعاون الدول الثلاث في مجالات الاقتصاد والاستثمار والثقافة والأمن».

ووصف منوتشين الاتفاق بأنه أهم من الاتفاق بين إسرائيل ومصر «اقتصاديا وأمنيا»، قائلا إنه «بعد 20 عاماً، سينظرون إلى هذا الاتفاق على أنه أكثر تأثيرا بكثير على الشرق الأوسط من الاتفاق مع مصر، اقتصاديا وأمنيا».

من ناحيته، قال بن شبات إن المنطقة تشهد فصلا جديدا من فصول السلام، واصفاً الاتفاقية مع البحرين بالتاريخية. وأضاف: «هذا يوم عظيم، يوم يكتب فيه فصل جديد من فصول السلام، التاريخ يكتب أمام أعيننا، قبل 3 أيام أقر الكنيست الاسرائيلي اتفاقية السلام المهمة مع الإمارات، ونحن هنا نقف في المنامة من أجل توسعة دائرة السلام وإضافة دول جديدة لعملية السلام».

وقال شبات إن الزيارة تطرقت إلى «جملة من القضايا، مثل التمويل والاستثمارات، والتجارة والاقتصاد، والسياحة، والطيران، والاتصالات، والثقافة، والعلوم، والتكنولوجيا، والزراعة، وغيرها».

أما وزير خارجية البحرين عبداللطيف الزياني، فقال إن الزيارة تأتي للبدء في تفعيل إعلان تأييد السلام بين إسرائيل والبحرين، مضيفا أن إعلان السلام يمثل خطوة تاريخية مهمة تعكس اهتمام ملك البحرين بتحقيق الأمن والسلام والازدهار في المنطقة.

بدوره، وصف نتانياهو، الذي يتوقع ان يقوم الأسبوع الحالي بزيارة للمنامة وأبوظبي، زيارة الوفدين للبحرين بأنها «تقدم ملموس». وأضاف: «سنعمل الآن على اتفاقيات تعاون وعلى إقامة اتفاقية السلام مع البحرين». وقال خلال جلسة لحكومته: «آمل أن أتمكن قريبا من إخباركم بالمزيد من الدول. بعد 25 عاماً من العمل الجاد، قمنا بتقديم السلام مقابل السلام». والبحرين هي مقر الأسطول الخامس الأميركي.

«لكل دولة ميزاتها»

في سياق متصل، كشف مسؤول قسم الشرق الأوسط في الخارجية الإسرائيلية ليئور بن دور أن «لكل دولة ميزاتها الخاصة، وأن الاتفاقات التي سيتم توقيعها في المنامة تعكس العلاقات المتميزة مع البحرين»، لافتا إلى إمكانية فتح سفارتين بين بلاده والإمارات خلال الأسابيع أو الأشهر المقبلة.

وبالنسبة إلى السودان، أوضح أنّ بلاده «تمد يدها لكل من يريد إقامة علاقات سلام معها، وأن الأمر منوط بقرارات الخرطوم».

زيارة الإمارات

هذا، وسيتوجه الوفد الأميركي ــــ الإسرائيلي إلى أبوظبي، التي فتح اتفاقها مع إسرائيل الباب أمام التجارة الثنائية. وعقب الزيارة سيرافق المسؤولون الأميركيون أول وفد من الإمارات في زيارته لإسرائيل. ومن المتوقع أن تقتصر محادثات الوفد الإماراتي على مطار بن غوريون، وفق تصريح وزير العلوم الإسرائيلي يزهار شاي، بسبب التدابير الوقائية لمكافحة فيروس كورونا المستجد.

وقالت وزارتا المالية في إسرائيل والإمارات إن البلدين توصّلا إلى اتفاق ثنائي يمنح حوافز وحماية لمن يستثمر في البلد الآخر.

وقال يونس حاجي الخوري وكيل وزارة المالية الإماراتية إن الإمارات وقّعت 99 اتفاقاً لحماية الاستثمار، وإن هذا الاتفاق مع إسرائيل سيعّزز العلاقات الاقتصادية، ويشجّع المنافسة، ويزيد جاذبية الاستثمارات بين البلدين.

  •  

جميع الحقوق محفوظة