لم تعد تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب تؤتي ثمارها كما في السابق، بل إن حلفاء الولايات المتحدة الأوروبيون توقفوا عن الشعور بالخوف من إدارته، بعد أن قررت المملكة المتحدة، بقيادة رئيس وزرائها بوريس جونسون، الوقوف في وجه المطالب الأميركية في شأن فرض حظر شامل على شركة هوواي الصينية.

وأوردت صحيفة بزنس إنسايدر، في تقرير لها، أنه «في الأشهر الأخيرة، أصدر ترامب سلسلة من التهديدات لحلفائه الأوروبيين، لإجبارهم على اتباع الحظر الأميركي على شركة الاتصالات الصينية، لكن يبدو أن هذه التهديدات، قد فشلت».

تهديد واشنطن

وذهبت واشنطن إلى حد تهديد لندن بالانسحاب أو تقليص تبادل المعلومات الاستخباراتية بين البلدين، في حال قررت بريطانيا المضي قدماً، ومنح تصاريح لـ«هوواي» لبناء معدات تتعلق بالجيل الخامس من الاتصالات، وهو القرار الذي اتخذه جونسون حين أعلن في يناير الماضي السماح للشركة الصينية بالمشاركة في الأجزاء «غير الحساسة» بشبكات الجيل الخامس، على ألا تتجاوز نسبة المشاركة 35%.

وغضب ترامب من قرار بريطانيا، ودفعه ذلك إلى مهاتفة جونسون نهاية الشهر الماضي، حيث انتقد إجراءات المملكة، وفق ما تقوله «بزنس إنسايدر».

تحرّك أوروبي

ومع ذلك، وبعيداً عن الخوف من رد فعل مماثل من إدارة ترامب، تتحرك بلدان أوروبية أخرى الآن لاتخاذ موقف مشابه جداً للإدارة البريطانية.

ففي هذا الأسبوع، قرر الديموقراطيون المسيحيون في ألمانيا دعم ورقة تستبعد فرض حظر شامل على «هوواي».

وقالت مصادر مسيحية ديموقراطية لوكالة رويترز إن «زعماء الأحزاب قرروا عدم دعم الحظر الشامل على الشركة، وأرجعوا السبب في ذلك إلى أن «الجهات الفاعلة الحكومية التي لديها موارد كافية، يمكنها التسلل إلى شبكة أي صانع للمعدات». واعتبر هؤلاء أن «استخدام التشفير القوي والشامل يمكن أن يؤمن السرّية في التواصل وتبادل البيانات».

ويأتي تحرك ألمانيا نحو دعم «هوواي» بعد الفشل الواضح لإدارة ترامب في متابعة التهديدات التي أطلقت ضد للمملكة المتحدة.

أكبر هزيمة

وتقول صحيفة بوليتيكو إن «قادة أوروبا الآخرين من المحتمل أن يحذو حذو المملكة المتحدة في دعم شركة هوواي الصينية».

وقد دفع هذا التطور الرئيس السابق لمجلس النواب الأميركي، الجمهوري نيوت غينغريتش، إلى وصف فشل ترامب في إقناع الحلفاء الأوروبين بفرض حظر شامل على«هواوي»، بأنه «أكبر هزيمة إستراتيجية للولايات المتحدة منذ الأيام الأولى للحرب العالمية الثانية».

تراجع أميركي

وحذّرمسؤولون في الحكومة الأميركية نظراءهم البريطانيين قبل إصدار جونسون لقراره من أن «دونالد ترامب يراقب عن كثب».

ومع ذلك، تحدث مايك بومبيو، وزير الخارجية الأميركي، في لندن، بعد صدور القرار البريطاني، قائلاً إن «العلاقة المسماة بالأعين الخمسة Five Eyes ستظل قائمة، على الرغم من قرار جونسون عقد صفقة مع هواوي». وأضاف: «هذه العلاقة عميقة، إنها قوية وستبقى». وتابع بومبيو: «في حين يظل الحزب الشيوعي الصيني يمثل التهديد الرئيس في عصرنا، فإن الصفقة مع المملكة المتحدة تخاطر بتسليم الباب الأمامي للاتصالات الغربية»، مضيفاً: «الولايات المتحدة ستجد طريقة لإنجاح العلاقة بينها وبين بريطانيا»، وفق «بزنس إنسايدر».