الثلاثاء 12 فبراير 2019

المحمد: المواطنة العالمية لا تلغي التنوّع القومي أو الديني

المحمد: المواطنة العالمية لا تلغي التنوّع القومي أو الديني

المحمد: المواطنة العالمية لا تلغي التنوّع القومي أو الديني

أثنى سمو الشيخ ناصر المحمد، على فكرة تأسيس مركز بان كي مون للمواطنة العالمية، ما يعني انتماء سكان الارض ووحدة مصيرهم، لافتاً إلى أن المواطنة العالمية لا تلغي التنوع الثقافي والحضاري والديني في عالمنا. واستقبل الشيخ ناصر في قصر الشويخ أمس، الامين العام السابق للامم المتحدة الرئيس المشارك لمركز بان كي مون للمواطنة العالمية بان كي مون، والرئيس السابق لجمهورية النمسا الفيديرالية الدكتور هاينز فيشر، والوفد المرافق لهما بمناسبة زيارتهما للبلاد. وعقب الاستقبال أقام سموه مأدبة غداء على شرف الضيفين والوفد المرافق لهما. كما استقبل سمو الشيخ ناصر المحمد، محافظ جنوب سيناء بجمهورية مصر العربية اللواء خالد فودة، والوفد المرافق له. وألقى سمو الشيخ ناصر المحمد كلمة هذا نصها: «يسعدني ان ارحب بالضيوف الكرام، الذين يحلون علينا جميعا ضيوفاً، بمناسبة الانعقاد الثالث للمجلس الاستشاري للمركز بدولة الكويت، اهلاً بكم جميعاً بين اصدقائكم بالكويت. تعود العلاقات الديبلوماسية بين الكويت وكوريا الجنوبية الى العام 1979 ومنذ ذلك الوقت وكلا البلدين يسعى الى توطيد هذه العلاقات، التي نتمنى ان نمتد الى اتفاقيات تعاون بين الطرفين. أما النمسا، فإن دورها الحيادي ازاء مختلف النزاعات في العالم مكنها من ان تشارك بشكل كبير في عمليات حفظ السلام وغيرها من المهام الانسانية الاخرى التي تقودها الامم المتحدة، وعاصمتها فيينا هي مقر لاحد مكاتب الامم المتحدة الرئيسية الأربعة في العالم. ولا يسعنا إلا أن نشيد بمصر، ارض الكنانة التي ذكرتها الكتب السماوية، والتي تربطها بالكويت علاقات مميزة تبلورت في توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم في عدد من مجالات التعاون المختلفة والتي تهدف الى تعزيز التعاون المشترك. السادة الضيوف المواطنة العالمية حلم قديم راود الانسان كلما تمددت شبكة العلاقات بين الافراد، واتسعت وسائل التواصل بين الناس، وتلاشت الحواجز بين الشعوب، ولقد نادى بها بعض الفلاسفة والمفكرين من قديم الزمان. واود ان أشير الى ان فكرة المواطنة العالمية لا تعني أبداً إلغاء التنوع القومي أو الديني أو الثقافي في عالمنا، فهذا التنوع يشكل ثروة إنسانية لا تقدر بثمن، إنما تعني بدرجة كبيرة إلغاء الحواجز الناشئة عن التنوع، واكتشاف ثقافاتنا في هذا الكوكب، والتعرف على القواسم الانسانية المشتركة بيننا، في الفكر والدين والفنون والآداب والاغذية والفلكلور، من أجل الحفاظ على مسيرة السلام العالمي واستمرارها. السادة الضيوف في ظل أوضاع عالمنا المتوتر، وبيئتنا المهددة، والتفاوت المتزايد بين الفقر والغنى، تأتي فكرة تأسيس مركز بان كي مون للمواطنة العالمية في توقيتها السليم، لتساهم في الحد من تلك التحديات والتهديدات، واذا كانت منطلقات المركز تقوم على فلسفة المواطنة العالمية، مما يعني بناء انتماء لدى سكان الارض بوحدة المصير، الا ان الاهداف ركزت على زيادة مشاركة الشباب والمرأة في تحقيق التنمية المستدامة، في التعليم والصحة والحماية الاجتماعية وتوفير فرص العمل وحماية البيئة، وهي لفتة ذكية تسعى لزيادة الاهتمام بأهدافها، من خلال توسعة رقعة الفئات الاجتماعية من سكان كوكبنا، والذي يشكل فيها الشباب والمرأة نسبة عالية. السادة الضيوف إن دولة الكويت ملتزمة بأهداف القمة العالمية للتنمية المستدامة، والذي عقد في العام 2015، ولقد سعت على تطبيق هذه الاهداف على المستوى الوطني بصورة متكاملة ومترابطة، بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وكان ذلك بتوجيهات ومتابعة من صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد، ويأتي اهتمامها بمركز بان كي مون في سياق الايمان بأهداف تلك القمة، ولهذا فإننا جميعا بالكويت نرحب بعقد الاجتماع الثالث للمجلس الاستشاري في دولة الكويت، ونأمل ان يوكب هذا الانعقاد توقيع مذكرة تفاهم بين المركز والأمانة العامة للمجلس الأعلى للتخطيط والتنمية بدولة الكويت، ونتطلع الى اعلان اولى برامج المركز من خلال الاجتماع. السادة الضيوف في نهاية كلمتي، أود أن أكرر ترحيبي الشديد بكم وبأعضاء الوفد المرافق، مؤكداً بالغ اعتزازي بوجودكم بيننا، مع خالص تمنياتي لكم جميعاً بالتوفيق والسداد».

جميع الحقوق محفوظة