الأربعاء 20 مارس 2019

الكويت والولايات المتحدة توقعان 8 اتفاقيات ومذكرات تفاهم

الكويت والولايات المتحدة توقعان 8 اتفاقيات ومذكرات تفاهم

الكويت والولايات المتحدة توقعان 8 اتفاقيات ومذكرات تفاهم

عقدت في البلاد، صباح اليوم الأربعاء، في ديوان عام وزارة الخارجية جلسة المباحثات الرسمية بين الكويت والولايات المتحدة الأميركية ترأس الجانب الكويتي منها نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد في حين ترأس الجانب الأميركي وزير خارجية الولايات المتحدة مايك بومبيو.
وتناول الجانبان أطر تعزيز العلاقات الثنائية والإستراتيجية المتينة التي تربط دولة الكويت والولايات المتحدة الأميركية واستعراضا كافة أوجه التعاون الوثيق بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات وعلى كافة المستويات، كما تم تبادل وجهات النظر حيال التطورات الأخيرة على الساحتين الإقليمية والدولية بالإضافة إلى مناقشة آليات التعاون المشترك في سياق عضوية البلدين في مجلس الأمن، بالإضافة الى بحث آخر ما آلت إليه الأمور في سورية واليمن والمستجدات المتعلقة بالجهود الدولية الرامية نحو إيجاد حل للأزمات في المنطقة.
بدوره، أشاد الشيخ صباح الخالد بما يشهده التعاون الثنائي بين الكويت واميركا من ازدهار وتقدم مستمر في مختلف المجالات، مثمنا الجهود الفاعلة للإدارة الأميركية في إرساء آليات التعاون المشترك بين البلدين الصديقين.
من جانبه، أعرب مايد بومبيو عن تطلعه بإستمرار نسق التعاون المتين القائم بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات وعلى كافة المستويات مشيدا بمستوى التعاون الثنائي في إطار عضوية البلدين في مجلس الأمن وبالجهود التي تقوم بها الكويت في ترسيخ دعائم حفظ الأمن والسلم الدوليين في المنطقة، مؤكدا التزام الولايات المتحدة الأميركية بحفظ أمن وسلامة الكويت وإستقرارها.
وحضر جلسة المباحثات الرسمية كل من نائب وزير الخارجية السفير خالد الجارالله، وسفير الكويت لدى الولايات المتحدة الأميركية الشيخ سالم عبدالله الجابر، ومساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية السفير الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد، ومساعد وزير الخارجية لشؤون الأميركتين الوزير المفوض ريم محمد الخالد، وعددامن كبار مسؤولي وزارة الخارجية.
وعقب جلسة المباحثات الرسمية بين البلدين الصديقين عقدت الجلسة الافتتاحية للدورة الثالثة للحوار الاستراتيجي بين الكويت والولايات المتحدة الأميركية، وألقى وزير الخارجية كلمة بهذه المناسبة جاء نصها كالتالي:

«بسم الله الرحمن الرحيم،،،
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،،،
معالي مايك بومبيو وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية أصحاب المعالي والسعادة أعضاء الوفدين الكرام المشاركين في الدورة الثالثة للحوار الاستراتيجي بين الكويت وبين الولايات المتحدة الأمريكية،
السيدات والسادة الحضور الكرام،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
أود بداية وبالأصالة عن نفسي ونيابة عن كافة أعضاء الجانب الكويتي أن أرحب بمعاليكم ووفدكم المرافق بدولة الكويت للمشاركة في أعمال الدورة الثالثة للحوار الاستراتيجي بين الكويت والولايات المتحدة الأميركية الصديقة والتي تنعقد تحت شعار (تعزيز الشراكة الاستراتيجية)، مثمنا في هذا الصدد الجهود التي بذلها كافة المسؤولين في الجانبين بالإعداد والتحضير المميزين لدورتنا هذه.

الاخوات والاخوة الحضور الكرام،،إن استمرار دورية عقد مثل هذه الاجتماعات يجسد حرص قائدي البلدين سيدي حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه وفخامة الرئيس دونالد ترمب رئيس الولايات المتحدة الأميركية على توثيق أواصر العلاقات الثنائية العريقة والوطيدة التي تجمع بين بلدينا الصديقين ويعكس ما تم بحثه أثناء الزيارتين التاريخيتين لسيدي حضرة صاحب السمو حفظه الله ورعاه إلى الولايات المتحدة الأمريكية عامي 2017 و 2018.
إن الحوار الاستراتيجي بين البلدين الصديقين ومنذ بدء انعقاده عام 2016 قد شكل اسهاما هاما وكبيرا في تطوير العلاقات الثنائية ووضعها ضمن إطارها المؤسسي الصحيح، حيث:
1- يشارك في الحوار الاستراتيجي 23 قطاعا مختلفا فيما بين البلدين (الكويت 14 والولايات المتحدة 9).
2- تم التوقيع على 10 وثائق ما بين اتفاقيات ومذكرات تفاهم يضاف إليها اليوم 8 وثائق ليصبح العدد 18 وثيقة ما بين اتفاقية ومذكرة تفاهم وخطابات نوايا.
3- تم عقد عدد 55 اجتماعا تحضيريا للدورة الثالثة للحوار الاستراتيجي وذلك خلال الفترة (سبتمبر 2017 - مارس 2019).
كل تلك البيانات والأرقام والانجازات تعد مؤشرا جليا على مدى العزم والإرادة لدى الجانبين للمضي قدما في العلاقات الثنائية المتينة بخطى ثابتة وملموسة.
الاخوات والأخوة الحضور،،
إننا نقدر عاليا التزام الولايات المتحدة الصلب بأمن واستقرار دولة الكويت والمنطقة والذي تجلي عندما قادت الولايات المتحدة باقتدار تحالفا دوليا لدحر العدوان وتحرير الكويت عام 1991 في موقف تاريخي مشرف عكس حرص الولايات المتحدة الأميركية في وقوفها إلى جانب الحق وجسد التزامها بالحفاظ على قيم العدل والسلام ونظرة الشعوب... سيبقى هذا الموقف ماثلا في وجدان الشعب الكويتي.
وفي الوقت الذي نستذكر فيه وبكل التقدير والامتنان هذا الموقف المبدئي والصلب فإننا نتطلع إلى استمرار الانطلاق بالعلاقات التي قفزت إلى مرتبة جديدة في بداية التسعينيات من القرن الماضي في كافة المجالات بما يتناسب وحجم الشراكة القائمة بين البلدين والتي تمكنا بعزم البلدين على بلوغها مرحلة الشراكة الاستراتيجية والذي تجلى واضحا في تسمية دولة الكويت حليف استراتيجي من خارج حلف الناتو.
الاخوات والأخوة الحضور،،
إن العلاقات الاقتصادية والتجارية محور أساسي في حوارنا الاستراتيجي لما لها من أهمية في المجالات التنموية وخلق الوظائف وتوفير سبل الرخاء والازدهار لكلا الشعبين حيث بلغ اجمالي الاستثمارات الكويتية في الولايات المتحدة الأميركية ما يقارب 380 مليار دولار أميركي تشمل قطاعات البنوك والمصارف والعقار والطاقة، بالإضافة إلى كبريات الشركات الأميركية وغيرها من المجالات الأخرى ونتطلع إلى زيادة حجم هذه الاستثمارات لما يمثله السوق الأمريكي من فرص واعدة وآمنة وبلغ التبادل التجاري بين البلدين بلغ 8 مليار دولار لعام 2017 الأمر الذي يعكس الثقة المتبادلة في المقومات الاقتصادية لدى البلدين الصديقين.
وإيمانا منا بما يمتلكه بلدينا من إمكانيات وفرص تعاون اقتصادية واسعة ومتنوعة لم تستغل بعد فإننا نتطلع بأن تستمر مجموعة العمل للتنسيق الاقتصادي التجاري بلعب دورها في تعزيز تلك الروابط الاقتصادية وفي تحفيز الاستثمارات المتبادلة وتنمية التبادل التجاري ونرى بأنه يقع على الجانبين مسؤولية تقديم المبادرات وخلق الأنشطة التي تساهم في تحقيق هذا التطلع.

الاخوات والاخوة الحضور،،

لا زالت الولايات المتحدة الأميركية وعلى مدى أكثر من سبعين عاما الوجهة الأولى والمفضلة للطلبة الكويتيين الدارسين في الخارج وذلك لما تمتاز به من جودة في التعليم وبيئة علمية وثقافية متطورة وشعب حاضن وقد تخرج خلال السبع عقود الماضية العديد من الكويتيين الذين اسهموا في نهضة دولة الكويت ونقل ما نهلوه من علم وخبرة في جميع القطاعات التي عملوا ويعملون بها في هذا الصدد فإننا نفخر الآن بتواجد أكثر من 12.700 ألف طالب وطالبة كويتيين في مختلف الولايات المتحدة الأمريكية والذي يمثل ما يفوق 50 في المئة من إجمالي أعداد الطلبة الكويتيين المبتعثين للخارج.
وبهذا الصدد أود أن أتقدم إليكم بجزيل الشكر على تقديم التسهيلات لتمكين أبنائنا وبناتنا طلبة وطالبات دولة الكويت في الولايات المتحدة الأمريكية من استكمال تحصيلهم العلمي والأكاديمي كما ونقدر لكم جهودكم واستجابتكم للملاحظات في تذليل العقبات في هذه المسألة فاليوم نجد أن معدل الكويتيين الزائرين للولايات المتحدة يتجاوز 65 ألف كويتي سنويا.

الاخوات والاخوة الحضور،،

إن سرد جميع مجالات وأوجه التعاون التي تربط بين بلدينا الصديقين أمر واسع ومتشعب لكثرة تلك المجالات وتعددها ويتطلب وقتا أكبر مما هو متاح لنا إلا أنه وقبل أن أنهي كلمتي بودي أن أجدد اعتزاز الكويت للروابط التاريخية الثابتة والعريقة التي تربطها مع الولايات المتحدة الأميركية والتزامها بتطويرها في كافة المجالات وعلى مختلف الأصعدة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».

جميع الحقوق محفوظة