الأربعاء 15 مايو 2019

الرد الإيراني: إغلاق هرمز .. و«البالستي»

الرد الإيراني: إغلاق هرمز .. و«البالستي»

الرد الإيراني: إغلاق هرمز .. و«البالستي»

مع تصاعد التوتّرات بين الولايات المتحدة وإيران، بدأ خبراء في وضع سيناريوهات مختلفة لما ستؤول إليه الأوضاع الحالية، خاصة بعد ان أرسلت الولايات المتحدة تشكيلين بحريَّين وقاذفات B-52 إلى منطقة الخليج، الأسبوع الماضي، تحسّباً لأي تهديد إيراني. وفي عام 1988، اشتبكت الولايات المتحدة مع إيران بحرياً، بعد أن اصطدمت فرقاطة الصواريخ الموجهة «يو إس إس صمويل روبرتس» بلغم إيراني أثناء سيرها في الخليج، ضمن عملية «إيرنيست ويل»، التي خصصت لحماية ناقلات النفط الكويتية، خلال «حرب الناقلات» بين العراق وإيران. وفي يوم 18 مايو من العام نفسه، أطلقت الولايات المتحدة عملية «فرس النبي» للرد على الاعتداء الإيراني، حيث دمرت السفن الأميركية منصَّتي تجسّس إيرانيتين، وسفينة دورية، وفرقاطة، وأصابت أخرى. الأستاذ في علوم الإستراتيجية البحرية في كلية الحرب البحرية، جيمس هولمز، وضع ــــ في مقال له نُشر على موقع ناشيونال إنترست ــــ سيناريو لحرب بحرية بين أميركا وإيران، ستعتمد فيها طهران على الاستفادة من الجغرافيا البحرية لشنّ هجمات غير منتظمة داخل وحول مضيق هرمز. وأشار هولمز إلى أن السفن التي تعبر المضيق تكون دائما في مرمى الأسلحة الإيرانية المنصوبة على الشاطئ، مثل صواريخ الكروز، والطائرات التكتيكية، بالإضافة إلى أسراب القوارب الصغيرة التابعة للحرس الثوري. ويضيف الخبير الأميركي انه حتى لو عبرت السفن بسلام من المضيق، فإنها تظل تحت تهديد القوات الإيرانية الموجودة في جزر أبو موسى والطنب. ويرى هولمز أن المعركة مع إيران في حال اندلاعها لن تكون معركة بحرية بالمعنى المعروف، بسبب عدم وجود مساحات مائية شاسعة، كالمحيط، حتى تتقاتل الأساطيل وجها لوجه، بالإضافة إلى استخدام إيران للألغام ضد السفن الكبيرة كحاملات الطائرات، والطرادات، والمدمّرات. ويقول هولمز إن البحرية الإيرانية ستضع جهدها وقواها النيرانية في أضيق نقاط المضيق وأكثرها تعقيدا. عقبات أمام إيران أما كايل ميزوكامي، الباحث المتخصص في شؤون الأمن والدفاع، فإنه يرى في مقاله بمجلة ناشيونال إنترست، أن البحرية الإيرانية تولي اهتماما خاصا لكيفية إغراق حاملة الطائرات، ففي يناير 2015، ادعى قائد البحرية في الحرس الثوري، علي فدوي، أن قواته قادرة على إغراق حاملات الطائرات الأميركية. لكن الأمر ليس بهذه السهولة؛ إذ إن نطاق مرمى الأسلحة الإيرانية لا يصل الى حاملات الطائرات الأميركية، فمدى صاروخ الدفاع الساحلي «غدير» يصل إلى 186 ميلا فقط، وينطبق الأمر على السلاح الجوي الإيراني أيضا. كما تواجه إيران مشكلة في القوة النيرانية، إذ لا تمتلك رؤوسا تفجيرية قادرة بالفعل على إغراق حاملة طائرات. أما المشكلة الثالثة فهي أن حاملات الطائرات الأميركية لن تقترب من القوات الإيرانية بالشكل الذي يجعلها هدفا لمرمى النيران. مواجهة غير مباشرة من جانبه، وضع مركز أبحاث الكونغرس الأميركي سيناريو للمواجهة، التي قد يلجأ فيها نظام طهران إلى إغلاق المضيق. وجاء في الدراسة التي نشرها المركز عام 2012 أن إغلاق المضيق لن يكون صريحا ــــ كما يروّج له النظام الإيراني ــــ بل سيعتمد على تكتيكات التعطيل والتهديد والمضايقة وخلق حالة من عدم الاستقرار في منطقة الخليج. ويفيد تقرير المركز بأن إيران قد تبدأ بمستوى عنف منخفض ليزيد تدريجيا مع مرور الوقت، أو أنها قد تلجأ الى استخدام خيارات شديدة العنف منذ البداية. وستكون «تكتيكاتها» من أجل تنفيذ تهديدها، بالآتي: – إعلان إغلاق مضيق هرمز ومناطق أخرى في الخليج أمام السفن، من دون الإعلان صراحة عن مصير السفن التي تحاول الإبحار في تلك المناطق. – الإعلان بشكل أوضح أن السفن التي تحاول عبور المضيق أو مناطق في الخليج ستكون عرضة للاعتراض والاحتجاز أو الهجوم. – استخدام القوارب السريعة أو مركبات بحرية أو جوية أخرى لمضايقة أو سد الطريق أمام السفن والتهديد بإطلاق النار على السفن العابرة للمضيق أو مناطق أخرى في الخليج. – استخدام المعدات العسكرية المذكورة سابقا، بالإضافة إلى صواريخ منصوبة على الشاطئ ومدفعية وصواريخ كروز وغوّاصات صغيرة وغواصين لمهاجمة السفن العابرة بشكل ممنهج أو سفن بعينها إذا حاولت عبور المضيق أو الإبحار في مناطق بالخليج. – تلغيم المضيق، وربما مناطق أخرى من الخليج. – إعلان أن السفن الأجنبية المبحرة خارج المضيق (خليج عمان) ستكون عرضة للهجوم. – استخدام الغواصات والسفن والطائرات وصواريخ كروز منصوبة على الشاطئ في الهجوم على السفن الأجنبية العاملة خارج المضيق. كما يتوقّع المركز أنه في حالة ردت الولايات المتحدة وحلفاؤها على إيران فإن خيارات طهران قد تتسع لتشمل التهديد باستخدام الصواريخ البالستية والغواصات والقوات الخاصة والطائرات لقصف أهداف عسكرية واقتصادية في الجانب الغربي للخليج. حرب خاطفة بدوره، يرى الخبير العسكري، اللواء المتقاعد فايز الدويري أنه «في حال نشبت حرب بين الطرفين فستكون خاطفة»، مضيفا انه «على الرغم من أن التقارير أشارت إلى نية واشنطن إرسال 120 ألف جندي إلى المنطقة، فإن هذا العدد غير كاف لبدء حرب برية، وبالتالي فهي ستكون خاطفة». وتابع: «عندما تكون الحرب خاطفة فستكون سيناريوهاتها مختلفة، وسنتحدث عن أهداف محددة، ما بين 10 أهداف و15 هدفا إستراتيجيا، كمراكز سيادة وسيطرة ومفاعلات نووية وما شابه ذلك، ثم تصل إلى درجة أعلى لتصبح بالمئات، يجري فيها إدراج الموانئ والمطارات والحرس الثوري، لتصل إلى أهداف قد تتجاوز الألف. وفي هذه الحالة تحدث مهاجمة البنية التحتية الرئيسة». (الحرة، عربي21)  

جميع الحقوق محفوظة