الخميس 27 أبريل 2017

الأجهزة الذكية أدوات مساعدة للطلبة.. ولكن!

الأجهزة الذكية أدوات مساعدة للطلبة.. ولكن!

الأجهزة الذكية أدوات مساعدة للطلبة.. ولكن!

لا شك في أن التطوّر التكنولوجي وما صاحبه من ثورة معلوماتية قد ألقيا بظلالهما على البيئة التربوية، فتحوّلت السبورة والألواح الصمّاء إلى «أجهزة ذكية»، تتفاعل مع الطالب والمعلم؛ بل حتى الأقلام تستطيع الكتابة من دون حبر. كما أن المعلومات أصبحت حاضرة بكبسة زر من دون الحاجة للوقوف ساعات أمام أرفف الكتب.. إنه عصر السهولة والسرعة، لكن ما تأثير هذا الزخم التكنولوجي في الطالب اجتماعيا؟ وهل ساهم في رفع مستوى تحصيله العلمي؟ تقول معلمة التاريخ للمرحلة الثانوية أمل حماد: من خلال خبرتي التي تجاوزت 10 سنوات أرى أن زمن الورقة والقلم هو الأفضل، فالطالبات كن يتسابقن في البحث وتحري المعلومات ليقدمن أفضل التقارير، كما أنه يساهم في إثراء معلوماتهن المستقاة من الكتب والمراجع. وأضافت: «للتكنولوجيا التعليمية إيجابيات وسلبيات؛ حيث إنها ساهمت فعلا في سرعة البحث، ما جعل الطالب يرتكن إليها، ويبدأ بالتراخي في العمل والبحث، وأصبح أكثر سرحانا وشرودا في الفصل، رغم توافر العناصر الجذابة له». مواقع التواصل بدورها، ترى الطالبة فَي الشطي أن مواقع التواصل الاجتماعي تشغل حيزا كبيرا من يوم الطلبة، بل حتى إنهم ينفّسون عن همومهم، من خلال إنشاء منصات خاصة بهم تعمل على إنشاء استطلاعات لتقصّي بعضهم رأي بعض في ما يخص ترحيل الاختبارات والعطل والنتائج وغيرها من المواضيع الطلابية. وأشارت إلى أن تلك المواقع ساهمت بشكل كبير في تشكيل وعي وأفكار الطلبة، فهم يستقون كثيراً من معلوماتهم من خلالها، وأضافت: «كطالبات نتسلى في الفرصة بالحديث عمّا تبثّه مواقع التواصل الاجتماعي خاصة في ما يتعلق بحياة المشاهير». سرحان الطالب من جانبها، ألقت الاختصاصية النفسية والاجتماعية في مركز «د.بنيثة المقهوي»، سارة الوردان اللوم على أسلوب التلقين الذي يتّبعه المعلم، الذي ما زال يعتبر «قديما»، فضلا عن عدم تطور فكره، حيث إنه غير جاذب للطالب، ولا يشد الفصل، على الرغم من تطوّر الوسائل التعليمية الحديثة ودخول التكنولوجيا في صُلب التعليم. وأوضحت أن تعليم الطالب في الزمن المعاصر يتطلب المرونة والبعد عن الجمود والأسلوب القديم في التعليم الذي يمنع الطالب من التفكير الإبداعي أو تطوير المعلومات التي يتلقاها؛ لذا فهو يلجأ إلى المحاضرات والدورات الخارجية التي تتوافر فيها عناصر التشويق والمتعة والإبداع. وعددت الوردان طرق التخلّص من عادة التشتّت التي تصيب كثيراً من الطلبة داخل الفصل عن طريق معرفة الظرف الذي يمر به الطالب، بالتعاون مع الاختصاصي الاجتماعي ومراعاة نفسيته في هذه المرحلة، فضلا عن اتباع الأسلوب المناسب الذي يجذب الطالب، ويحثّه على التركيز والبقاء في محيط المدرسة. العزلة الاجتماعية أكدت عضوة هيئة التدريس في قسم المكتبات والمعلومات د. بشاير الرندي أنها تجد صعوبة في تجاوب الطالب أثناء المحاضرة، وأن الطالب ما زال لا يفضّل التفاعل مع البرامج التعليمية والتي تعتبر حلقة وصل بين الطالب والمعلم، مشيرة بذلك إلى برنامج «البلاك بورد»، الذي يتيح إرسال واجباتهم عبره وتفضيلهم التسليم الورقي التقليدي، على الرغم من توفيره للوقت والجهد ويتيح التعامل معه من أي مكان وأي وسيط إلكتروني. ودافعت الرندي عن وسائل التواصل الاجتماعي، موضحة أنها ساعدت على تدفق المعلومات، إلا أنها سبّبت تشتت الجانب العقلي للأسرة؛ فنراها مجتمعة في مكان واحد وعقلها يسبح في العالم الافتراضي، وأنها ساهمت في عزلة الطالب الانطوائي الذي وجد في هذه البرامج وسيلة حرة للتواصل مع مجتمعه، بعيدا عن الخجل. وانتقدت بعض المعلمين؛ لأنهم لا يبذلون الجهد الكافي في الفصل، مما يترتب عليه ضعف مستوى الطلبة وتدني تحصيلهم العلمي، بدليل انتشار الدروس الخصوصية حتى في المرحلة الابتدائية! جامعة تروندهايم: الورقة والقلم أفضل من «اللابتوب» أفادت دراسة لباحثين هولنديين في جامعة تروندهايم بالنرويج بأن الطلبة يستوعبون دروسهم ومحاضراتهم بصورة أفضل إذا ما قاموا بتدوين ملاحظاتهم بالورقة والقلم، وليس على جهاز كمبيوتر محمول (لابتوب). وراقب الباحثون دماغ 20 طالبا أثناء تدوينهم ملاحظات مختلفة، واكتشفوا أن استخدام القلم في التدوين حفز المخ على نشاط أكبر. وقال الباحث رود فان دير ويل للإذاعة الهولندية: «أنت تمسك بالقلم وتفكر في ما ستكتبه وترسم أسهما أو رسما بيانيا، لكن الدماغ يكون أشد كسلا إذا كنا نكتب ما يقوله شخص ما على لوحة المفاتيح». وأضاف: إن تجاربهم أظهرت أن الطلبة الذين دوّنوا ملاحظات باستخدام الورقة والقلم تذكروا معلومات أكثر عن المحاضرات بعد ثلاثة أسابيع من تلقيها، مقارنة بأولئك الذي استخدموا «اللابتوب» في التدوين. وشجّع الباحثون الطلبة على استخدام القلم في قاعة المحاضرات. استبيان: 85% من الطلبة يشعرون بالتشتّت والشرود داخل الفصل! أجرت القبس استبياناً على عيّنة طلابية، تتكون من 100 طالب وطالبة؛ للوقوف على الوقت الذي يقضيه الطلبة في تصفّح الإنترنت، والوقت الذي يخصّصه للدراسة وعدد البرامج التي يمتلكها ومدى شعوره بالسرحان داخل الفصل. وتبيّن أن %81 منهم يقضون ما بين ساعتين و4 ساعات في تصفّح الإنترنت، و%75 منهم يمتلكون ما بين 3 و5 برامج تواصل اجتماعي. وأظهرت النتائج أيضا أن %57 من العيّنة تشعر بالتشتّت والسرحان ما بين مرتين و3 مرات خلال الحصة الواحدة! رغم توافر العناصر الجاذبة في الحصة وتوافر التكنولوجيا التعليمية التي سخّرتها وزارة التربية لخدمة الطلبة. وكشفت ــــ في المقابل ـــ عن أن %15 فقط لا يشعرون بالتشتّت خلال الحصة، و%43 يخصّصون ساعة فقط للدراسة خلال الاسبوع، مما يدعو إلى التساؤل عن الأسباب والوقوف عليها بشكل جدّي، ومناقشتها مع المختصّين. لماذا نقرأ؟ أحد الطلاب قال إنه لا يهتم بأن يقرأ كتباً غير المواد العلمية وإنها كافية ولا يرغب في أكثر، موضحا أن هناك أنشطة كثيرة تشغل يومه.

جميع الحقوق محفوظة