الخميس 14 مارس 2019

إسرائيل: «حزب الله» يتحرك في الجولان من دون علم الأسد

إسرائيل: «حزب الله» يتحرك في الجولان من دون علم الأسد

إسرائيل: «حزب الله» يتحرك في الجولان من دون علم الأسد

في ظل الانهيار التام لـ«داعش» على الجهة المعاكسة شمال شرق سورية، اتهمت إسرائيل «حزب الله» اللبناني بالعمل على التموضع في الجولان جنوب غرب، محملة الرئيس بشار الأسد مسؤولية أي شيء يستهدفها انطلاقاً من المناطق الواقعة تحت سيطرة حلفائه، خصوصاً إيران، التي كشفت عن وجود 20 مجموعة مماثلة. مع تأكيد الحرس الثوري الإيراني إنشاء 20 مجموعة موالية له على حدود سورية الجنوبية، أعلن الجيش الإسرائيلي أمس أنه كشف وحدة سرية أقامها «حزب الله» اللبناني مؤخراً عبر خط وقف إطلاق النار في مرتفعات الجولان الاستراتيجية المحتلة، يرأسها قيادي سابق كان مسجوناً في العراق، لضلوعه في هجوم على القوات الأميركية. ووفق المتحدث العسكري باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، فإن الوحدة الجديدة التي وصفها بـ«الخطة السرية» لحزب الله واطلق عليها اسم «ملف الجولان» تم إنشاؤها «لمحاولة إعادة إنشاء وتموضع وحدة سرية، لتكون قادرة على العمل ضد إسرائيل عندما تتلقى الأوامر». وشدد متحدث ثان باسم الجيش الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس على أن الرئيس السوري بشار الأسد لا علم له بهذه الوحدة. وبين أدرعي أن «نشاطات الوحدة تركز في هذه الأيام على معرفة طبيعة منطقة هضبة الجولان، والقيام بتجميع المعلومات الاستخبارية عن إسرائيل ومنطقة الجدار الحدودي»، مشيراً إلى أن «عدداً من عناصر الوحدة في الميدان انتموا سابقا إلى جماعات تورطت بنشاطات تخريبية في الجولان تحت ظل سمير القنطار وجهاد مغنية». وشدد كونريكوس على أن «إسرائيل لن تسمح لحزب الله بأن يقيم بنية تحتية إرهابية في الجولان قادرة على ضرب مدنيين إسرائيليين»، مضيفاً: «نحمل النظام السوري مسؤولية أي شيء يحصل داخل سورية ويستهدف إسرائيل». وقال الجيش إن الوحدة لاتزال في مرحلة التأسيس والتجنيد ولم تبدأ عملياتها بعد. وأضاف أنها برئاسة القيادي في «حزب الله» علي موسى دقدوق المعروف بأبي حسين ساجد، الذي ألقي القبض عليه في 2007 بالعراق للاشتباه في أنه خطط لمداهمة أدت إلى مقتل خمسة جنود أميركيين في مدينة كربلاء، وأفرج عنه في 2012 لنقص الأدلة بشأن ضلوعه في العملية. مجموعات ايران في المقابل، أكد قائد القوات البحرية التابعة للحرس الثوري العميد علي فدوي أمس تمكن إيران من إنشاء 20 مجموعة من الميليشيات المسلحة الموالية على الحدود مع إسرائيل. ونقلت وكالة «تسنيم» التابعة للحرس الثوري عن فدوي، قوله: «بعد الحرب التي استمرت 33 يوماً في يوليو 2006 بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله اللبناني، تم إنشاء 20 مجموعة مسلحة مقاومة على الحدود مع نظام الكيان الصهيوني»، مضيفاً: «قبل هذه الحرب لم يكن لدينا جناح مقاوم ضد إسرائيل في لبنان إلا حزب الله، لكن بعد هذه الحرب تم إنشاء 20 مجموعة مثل حزب الله على حدودهم (إسرائيل)». ورأى القائد العسكري الإيراني أنه «لو لم يتصرف الإسرائيليون بحماقة والهجوم على لبنان وحزب الله بحرب الـ 33 يوماً، ربما لم نقم بإنشاء 20 مجموعة مسلحة على مقربة من حدودهم». معركة «داعش» وعلى الأرض، يعيش تنظيم داعش «لحظاته الأخيرة»، بعدما دفع القصف العنيف لقوات سورية الديمقراطية (قسد) والتحالف الدولي بقيادة أميركية على جيب الباغوز المحاصر، ثلاثة آلاف من مقاتليه إلى الاستسلام في اليومين الأخيرين. وقال القيادي الكردي جياكر أمد: «بدأت اللحظات الأخيرة لداعش»، مشيراً إلى أن التنظيم شن هجوماً معاكساً يجري التصدي له حتى هذه اللحظة قد يكون الأخير له». ورغم توقف الضربات الجوية أمس، فإن القصف المدفعي مازال مستمراً لمواقع التنظيم، الذي يستخدم الكثير من انتحارييه موقعاً متقدماً في الباغوز لشن هجومه الجديد، مستفيداً من عاصفة رملية تشهدها المنطقة. معركة سياسية وبعد هزيمة «داعش»، تستعد السلطات الكردية لمعركة سياسية لنيل اعتراف دولي لمنطقتهم التي تتمتع بحكم ذاتي، والحصول على مساعدة للتعافي من آثار الحرب، وتأمل حاليا أن يمنحها التحالف مع واشنطن دعماً سياسياً. واعتبر مستشار الإدارة بدران جيا كرد أن النصر في الباغوز سيكون إيذاناً بمرحلة جديدة، موضحاً أنه «ستكون هناك جهود ونضال لكسب الشرعية السياسية لهذه الإدارة، والوصول إلى حل سياسي سلمي» للصراع السوري. وأكد جيا كرد تعثر الاتصالات مع دمشق واتهمها برفض التفاوض، مشيراً إلى أن تحذير الأسد الشهر الماضي الأكراد من مغبة الاعتماد على واشنطن أنهى الآمال في الحوار، وقد يؤدي إلى «توجه خطير وكارثي» نحو صراع لا ترغب فيه إدارته. بدوره، أعرب القيادي البارز في حزب الاتحاد الديمقراطي رئيس حركة المجتمع الديمقراطي ألدار خليل عن أمله أن تقوم الدول الكبرى، لاسيما الولايات المتحدة وروسيا، بالعمل من أجل إيجاد حل للأزمة السورية التي دخلت عامها التاسع، وقال: «علينا نحن السوريين أن نوجد اتفاقا حول مستقبل سورية». وأعرب خليل عن أمله أن يستمر التحالف بين الولايات المتحدة والإدارة الكردية لإنجاح المشروع الديمقراطي، مناشداً «روسيا ودمشق ودولاً عربية إيجاد حل سلمي للأزمة، والمساعدة في إخراج تركيا والاضطلاع بدور سياسي وإنساني وفي إعادة الإعمار».

جميع الحقوق محفوظة