الثلاثاء 24 مارس 2020

أميركا تقترب من التحوُّل لبؤرة تفشٍّ جديدة

أميركا تقترب من التحوُّل لبؤرة تفشٍّ جديدة

أميركا تقترب من التحوُّل لبؤرة تفشٍّ جديدة

أفادت منظمة الصحة العالمية، أمس، بأن هناك «تسارعاً كبيراً جداً» في عدد الإصابات بفيروس «كورونا» المستجد في الولايات المتحدة. وردا على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة ستصبح مركزاً جديداً للمرض، قالت مارغريت هاريس، الناطقة باسم المنظمة للصحافيين: «نرى الآن تسارعاً كبيراً جداً في حالات الإصابة بالولايات المتحدة، لذا فإن ذلك الاحتمال قائم». وأردفت: «%85 من حالات الإصابة المبلغ عنها في الأربع والعشرين ساعة الأخيرة في أوروبا والولايات المتحدة». وسجلت الولايات المتحدة أكثر من 100 حالة وفاة جديدة بالفيروس، خلال الـ 24 ساعة الماضية.

ونقلت شبكة «سي إن إن» الإخبارية عن مصادر في وزارة الصحة الأميركية أنه لأول مرة منذ تفشي الفيروس، يتم الإبلاغ عن أكثر 100 حالة وفاة.

وتشير آخرالإحصاءات إلى بلوغ إجمالي المصابين بالفيروس في الولايات المتحدة 46168 ووصول عدد حالات الوفاة إلى 582.

وتعد نيويورك وواشنطن أكثر الولايات تضرراً في البلاد، حيث سجلت الأولى 125 وفاة والثانية 113 منذ يناير.

وكان جيروم آدمز، الذي يترأس هيئة خدمات الصحة العامة الأميركية، حذّر خلال لقاء مع شبكة «إن بي سي»، قائلاً: «أريد من أميركا أن تدرك أن الوضع في هذا الأسبوع سيصبح سيئاً.. كورونا ينتشر لأن الكثيرين، وخصوصاً الأصغر سناً، لا يلتزمون بإرشادات البقاء في المنزل وممارسة التباعد الاجتماعي».

من جانبه، قال الرئيس دونالد ترامب في تغريدة إن هناك مشكلة في نقص الكمامات وأجهزة التنفس، موضحاً أن الحكومة الفدرالية تسعى إلى مساعدة الولايات على توفيرها.

التضحية لتجنب الانهيار

لكن حاكم ولاية تكساس اللفتنانت دان باتريك اصدر موقفا لافتا، اذ قال إن الأميركيين الأكبر سنا يجب أن يكونوا مستعدين لخطر العدوى القاتلة جراء كورونا إذا كان ذلك يعني أن الولايات المتحدة يمكن أن تتجنب الانهيار الاقتصادي، وفق موقع صحيفة الاندبندنت.

وقال دان باتريك لقناة «فوكس نيوز» انه بصفته جداً يبلغ من العمر 69 عاما، فإنه مستعد للمقامرة بحياته الخاصة، وهذا يعني أن الآخرين يمكنهم العودة إلى العمل بدلاً من السماح بالاكتئاب المدمر.

واضاف متوجهاً إلى مقدمة البرنامج «لم يتصل بي أحد وقال لي كمواطن مسن، هل أنت على استعداد للاستفادة من فرصة بقائك مقابل الحفاظ على أميركا التي تحبها لأطفالك وأحفادك؟ وإذا كان هذا هو التبادل، فأنا موافق».

وقد أدلى باتريك بهذه التصريحات بعد فرض أجزاء كثيرة من الولايات المتحدة إجراءات إغلاق صارمة لمحاولة الحد من تفشي كورونا وتضطر الشركات في المدن الكبرى وأماكن أخرى إلى إغلاق أبوابها ما يلقي المزيد من الضغوط على الاقتصاد، حيث بدأ البعض يصدر تنبؤات كارثية اذ توقع بنك مورغان ستانلي أن ينكمش الاقتصاد بنسبة ٪30.1 في الربع الثاني من العام، بينما يقول غولدمان ساكس أن مليوني شخص على وشك فقدان وظائفهم. وبحسب حاكم تكساس فإن صد هذه الكارثة الوشيكة أكثر أهمية من إنقاذ الأميركيين المسنين من المرض، الذي أودى بحياة ثمانية أشخاص في ولايته الأم.

واضاف «أعتقد فقط أن هناك الكثير من الأجداد في هذا البلد مثلي - ما يهمنا جميعا، ما نحبه أكثر من أي شيء هم هؤلاء الأطفال. وأريد أن أعيش بذكاء وأن أرى المستقبل من خلال هؤلاء لكنني لا أريد أن تتم التضحية بالبلاد بأكملها، وهذا ما أراه اليوم».

ويبدو أن مشاعر حاكم تكساس يشاركها معه دونالد ترامب، الذي أصر في مؤتمر صحافي أن الولايات المتحدة «لم يتم بناؤها لإغلاقها». وتحدّى مستشاريه في مجال الصحة العامة، قائلاً: «ستفتح أميركا مجددا وقريبا المجال للعمل.. في وقت أقرب بكثير من ثلاثة أو أربعة أشهر التي اقترحها شخص ما».

وقال باتريك: «رسالتي هي دعونا نعُد إلى العمل، دعونا نعُد إلى الحياة، لنكن أذكياء حيال ذلك. وأولئك منا الذين تزيد أعمارهم على 70 عاما، سنهتم بأنفسنا، لكننا لن نضحي بالبلد لن نفعل هذا. لن ندمر هذا الحلم الأميركي العظيم».

وعندما قاطعته المذيعة قائلة: «إذن أنت تقول بشكل أساسي ان هذا المرض يمكن أن يأخذ حياتك، ولكن هذا ليس الشيء الأكثر رعباً بالنسبة لك؟ هل هناك شيء أسوأ من الموت؟ أجاب باتريك: نعم».

ولا يزال هناك توافق في الآراء بين القادة الحكوميين ومسؤولي الصحة على أن أفضل طريقة لهزيمة الفيروس هي أن تظل الشركات غير الضرورية مغلقة أبوابها وأن يحصر السكان أنفسهم في منازلهم.

بعد وصفة ترامب.. وفاة أميركي تناول أقراصاً مضادة للملاريا

توفي أميركي ودخلت زوجته في حالة صحية حرجة، جراء تناولهما دواء مضاداً للملاريا، وصفه الرئيس دونالد ترامب، علاجاً محتملاً لفيروس كورونا، من دون الحصول على وصفة طبية.

ودعت شركة بانر هيلث الصحية إلى عدم تعاطي الأدوية التي لا توصف، لمرضى كورونا.

وأوضح بيان الشركة أن الرجل مات على الفور وأن زوجته في الستينيات من العمر تحت رعاية حرجة بعد أن تناولا فوسفات الكلوروكين، وهي مادة مستخدمة بشكل شائع لتنظيف أحواض السمك.

وعانى الزوجان من آثار فورية في غضون 30 دقيقة من الابتلاع، تتطلب الدخول إلى المستشفى.

  •  

جميع الحقوق محفوظة