الأربعاء 14 أكتوبر 2020

أميركا بايدن قد تغير موازين المنطقة

أميركا بايدن قد تغير موازين المنطقة

أميركا بايدن قد تغير موازين المنطقة

منطقة الشرق الأوسط معنية بشدة بطبيعة السياسة الخارجية لحاكم البيت الأبيض الجديد، لما لها من موقع إستراتيجي تتمركز فيه القوات الأميركية وتحارب انطلاقاً منه دولاً ومنظمات إرهابية.

وفي هذا الإطار، رأت صحيفة واشنطن بوست أن «إدارة ديموقراطية جديدة في البيت الأبيض لن تكون بالنسبة لحكام الشرق الأوسط كما كانت الإدارة الجمهورية»، على الرغم من أن إدارة الرئيس دونالد ترامب، وإدارة منافسه جو بايدن، عندما كان نائباً للرئيس باراك أوباما، تطلّعتا إلى الهروب من صراعات المنطقة المتشابكة.

وفي مقال لإيثان ثارور بعنوان: «ماذا تعني الانتخابات الأميركية للشرق الأوسط» تضيف الصحيفة: «بايدن وترامب يمثلان مستقبلين مختلفين بشكل ملحوظ لبعض النخب السياسية في المنطقة، خصوصاً القيادة في إسرائيل ودول عربية.. لقد هتفوا لترامب عندما بدأ في قلب الإنجاز الرئيسي لسلفه باراك أوباما في المنطقة، وقف المشاركة الأميركية في الاتفاق النووي الإيراني من خلال إعادة فرض العقوبات واستدعاء حملة الضغط الأقصى على النظام في طهران».

وتلفت الصحيفة إلى أن فوز بايدن «قد يشير إلى انعكاس دراماتيكي. ستسعى إدارة بايدن إلى إصلاح الأضرار التي سبّبها ترامب للاتفاق النووي وتهدئة التوترات مع إيران» ومن المحتمل أن يحصل على دعم أكبر من الحلفاء الأوروبيين.

موقف الإيرانيين

يقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة أصفهان علي عميدي لـ«أتلانتيك كاونسل»: «تفضل أغلبية الشعب الإيراني والنخبة الإيرانية أن يأتي بايدن إلى السلطة، لكن هناك خلافات»، مضيفاً أن «هناك معسكرات متشددة ترى مكاسب سياسية في تصعيد التوترات مع ترامب».

ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية، تتجه الأنظار إلى الكتلة التصويتية المتمثلة بالناخبين الأميركيين من ذوي الأصول الإيرانية البالغ عددهم نحو مليون ونصف المليون.

وقالت صحيفة هآرتس العبرية إنه «من المتوقع أن تدعم أغلبية الإيرانيين الأميركيين بايدن في 3 نوفمبر المقبل»، مستدركة أن «هناك بعض الأصوات المؤيدة لترامب، وتأمل في إعادة انتخابه».

تصويت اليهود

من ناحية ثانية، تشير استطلاعات رأي كثيرة إلى أن معظم الأميركيين من أصل إسرائيلي يواصلون التصويت لبايدن.

ويرى المحاضر الإسرائيلي في العلاقات الدولية البروفيسور إيتان غلبوع أن ترامب يعد الرئيس الأكثر ودّاً لإسرائيل في تاريخ البيت الأبيض، لكنه لن يحظى بأصوات اليهود الأميركيين.

وفي مقال نشرته صحيفة معاريف، قال غلبوع: «ترامب نفسه قال إنه بفضل دعمه غير المسبوق لإسرائيل، فإن يهود الولايات المتحدة ملزمون بأن يصوتوا له في الانتخابات القريبة القادمة. هذا لن يحصل. الصوت اليهودي سيذهب في غالبيته الساحقة إلى بايدن. في الولايات المتحدة يسكن نحو 5.5 - 6 ملايين يهودي، يمثّلون أقل من %2 من السكان الأميركيين».

مليار دولار

على صعيد متصل، أقام ترامب أول تجمع انتخابي له بعد تعافيه من «كورونا» في سانفورد بفلوريدا، الولاية المتأرجحة، التي يتقدم فيها بايدن، وخاطب أنصاره: «إذا وصل بايدن إلى الحكم، فليساعدنا الله.. الديموقراطيون سيقضون على الوظائف ويطلقون العنان لوقوع الجرائم، اخروجوا وصوتوا لي، بايدن لديه أجندة كارثية ستعمل على تدمير الاقتصاد وتقليل دخل الأميركيين».

وتعليقاً على إصابته بمرض «كوفيد - 19» الذي يسببه فيروس «كورونا»، أضاف ترامب: «لقد تخطيته، والآن يقولون إن لدي مناعة.. يمكنني أن أسير وسط هذا الحشد. أن أقبّل الحضور أجمعين، أن أقبّل الرجال والنساء الجميلات».

وفي مشهد غير مألوف، رقص ترامب فوق المنصة أمام مناصريه بشكل غير «اعتيادي» على أنغام أغنية «جمعية الشبان المسيحيين»، إذ بدا فرحاً وهو يرقص وسط تصفيقات مناصريه وتفاعلهم.

فيديو ترامب وهو يرقص رقصة انتصاره على «كورونا» انتشر بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، وبدا بعض المغردين ساخرين منه، بينما عبَّر البعض عن إعجابهم بطريقة رقصه.

تعليق بايدن

في المقابل، انتقد بايدن تعامل إدارة ترامب مع الجائحة. وقال في كلمة أمام مناصريه بمدينة توليدو بولاية أوهايو إن ترامب يهتم بالبورصة فقط، ويرفض الاستماع إلى صوت العلم ورأي الخبراء في مواجهة أزمة «كورونا». وأضاف: «خلال رئاسة دونالد ترامب، فقدنا 215 ألف شخص بسبب كورونا، والخبراء يقولون إنه من المرجح أن نخسر 200 ألف شخص في الشهور المقبلة، ما لم نتخذ إجراءات حقيقية، وهو لا يعرف ماذا يفعل».

وعلّق على مهرجان فلوريدا، فقال إن ترامب لا يحمل للولاية سوى «خطاب الانقسام» و«الخوف».

انتخابات مبكرة في جورجيا

وفي ولاية جورجيا، توجه الناخبون الأميركيون بكثافة إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في اليوم الأول من التصويت الشخصي المبكر في الانتخابات الرئاسية. وانتظر الناخبون ساعات طويلة، وواجهت مراكز الاقتراع في مقاطعتين على الأقل مشاكل إلكترونية لفترة وجيزة. ورغم أنها دأبت على التصويت للجمهوريين، فإن ولاية جورجيا باتت ضمن الولايات المتأرجحة في الانتخابات الجارية.

وأظهر إحصاء جديد أن أكثر من 10 ملايين ناخب أميركي أدلوا بأصواتهم في الانتخابات العامة، حتى الإثنين، سواء عن طريق التصويت الشخصي المبكر أو بالبريد.

  •  

جميع الحقوق محفوظة