الأحد 22 مارس 2020

أمان... بقيادة الربان

أمان... بقيادة الربان

أمان... بقيادة الربان

بكلام القائد الواثق وبعبارات واضحة لا لبس فيها، أعرب سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد عن ثقته بأن الكويت ستنتصر في معركتها مع فيروس «كورونا» المستجد، مشدداً على اعتماد الاعتبارات الصحية أساساً في الإجراءات وعدم الالتفات إلى أي ضغوط أو مجاملات محلية أو خارجية.
وفي كلمة وجهها سموه إلى إخوانه وأبنائه المواطنين والمقيمين الكرام، مساء أمس، أكد الأمير أن عودة المواطنين والطلاب إلى الوطن تتطلب المزيد من التعاون والتفهم والصبر، وأن لا تهاون ولا تساهل في تطبيق الإجراءات الصحية الاحترازية، مشيراً إلى أنه وجه سمو رئيس الوزراء باستنفار أجهزة الدولة وإمكاناتها لحماية سلامة وصحة الإنسان.
وإذ لفت إلى أهمية المكاشفة والشفافية الكاملة، أبدى صاحب السمو ارتياحه للخطوات والإجراءات الجريئة والحازمة للأجهزة الحكومية، مشيداً بالجهود الدؤوبة والتضحيات الكبيرة التي قامت بها الفرق المختلفة من أجل إنقاذ الكويت من براثن هذا الوباء الخطير.
كما نوّه سموه بجهود رئيس الوزراء والوزراء ورئيس مجلس الأمة والأعضاء، معبّراً عن الفخر والتقدير لجميع العاملين بالصفوف الأمامية سواء من الكويتيين أو غيرهم من الشرفاء المخلصين.
وأشاد بالمبادرات الكريمة للشركات والجمعيات والأفراد، مؤكداً سموه أن الأزمة الصحية العالمية العابرة للقارات لا تلوح في الأفق نهاية لها ما يستوجب الاستعداد لكافة الاحتمالات.
وأضاف صاحب السمو ان المواجهة الفعالة لهذا الوباء تتطلب فزعة كويتية عامة واستجابة وطنية شاملة ووعياً كاملاً وتعاوناً جاداً، مشيراً إلى أهمية تجنب التجمعات وأسباب العدوى فهي الوقود الذي يذكي نار الوباء وينعشها.
ودعا إلى عدم الالتفات للإشاعات الضارة التي تؤدي إلى إضعاف جهود الدولة وتشويهها، مؤكداً سموه أن توافر المخزون الغذائي والتمويني لا يبرر الإسراف والتبذير بل يستوجب الترشيد والتوفير.
وفي ما يلي كلمة صاحب السمو:
«بسم الله الرحمن الرحيم
(قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، وعلى الله فليتوكل المؤمنون)
صدق الله العظيم
الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله.
إخواني وأبنائي المواطنين والمقيمين في هذا البلد الأمين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
فلقد شاءت إرادة الله أن يتعرض وطننا العزيز إلى وباء (فيروس كورونا) المستجد الذي اجتاح العالم شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً، وأوقع كوارث صحية تمثلت في وفاة عشرات الآلاف من البشر ومرض مئات آلاف آخرين وجرّ عليه تداعيات اجتماعية وسياسية واقتصادية خطيرة.
وكحال دول العالم، فرض هذا الحدث الجلل أولويته على كافة اهتمامات دولة الكويت سعياً للتوصل إلى أفضل السبل في التعامل مع هذا الوباء الخطير.
ندرك تماماً خطورة هذا الوباء وشراسته، وقد وجهت سمو رئيس مجلس الوزراء باستنفار أجهزة الدولة وإمكاناتها لحماية سلامة وصحة الإنسان في الكويت - مواطناً أو مقيماً أو زائراً - على حد سواء، فالمرض لا يفرق بين إنسان وآخر وانها أمانة في أعناقكم، فلا تدخروا جهداً ولا تبخلوا بمال في هذا السبيل، واحرصوا على المكاشفة والشفافية الكاملة في كافة صور التعامل مع هذا الوباء، مع التأكيد على اعتماد الاعتبارات الصحية أساساً في إجراءات منع انتشار الوباء وعدم الالتفات إلى أي ضغوط أو مجاملات محلية أو خارجية في هذا الشأن، فلا تهاون ولا تساهل في هذا الأمر على الإطلاق.
وقد تابعت بكل ارتياح سلسلة الخطوات والإجراءات الجريئة والحازمة التي اتخذتها الأجهزة الحكومية بكل اقتدار في مواجهة هذا الوباء، وقد شهدنا جميعاً الجهود الدؤوبة المتواصلة والتضحيات الكبيرة التي قامت بها الفرق المختلفة على كافة الأصعدة والمستويات من أجل إنقاذ الكويت من براثن هذا الوباء الخطير، وقد سرني ما زخرت به وسائل الإعلام من إشادة دولية واسعة مستحقة بمستوى وكفاءة الإجراءات التي اتخذتها دولة الكويت في مواجهة هذا الوباء.
وقد أثلجت صدري مشاعر الرضا والارتياح التي عبر عنها المواطنون والمقيمون تجاه تلك الإجراءات وتقدير جهود المخلصين.
كما وجهت بالتواصل مع أبنائنا الطلاب الدارسين في جامعات ومعاهد العالم، وكذلك المواطنين المتواجدين خارج البلاد لمتابعة أوضاعهم وتأمين كافة احتياجاتهم ورعايتهم ريثما يتم ترتيب إجراءات عودتهم إلى أرض الوطن، وفق ما تقتضيه الإجراءات الصحية وهو أمر يتطلب المزيد من التعاون والتفهم والصبر.
إخواني... أبنائي،
ونحن في خضم هذه المواجهة العصيبة أتوجه لأخي سمو رئيس مجلس الوزراء وإخوانه الوزراء - كل في مجال اختصاصه - بعظيم الاعتزاز بدورهم في قيادة وإدارة هذا العمل المميز، آملاً الاستمرار في هذا النهج وعدم التهاون فيه، وتحية فخر وتقدير لجميع العاملين في الصفوف الأمامية من المواجهة المباشرة مع الوباء سواء من الكويتيين أو غيرهم من الشرفاء المخلصين الذين نعتز بهم، وكذلك العاملين في تقديم الخدمات المساندة ممن يواصلون الليل والنهار من أجل تأمين مقومات الثقة والأمان والاطمئنان لدى الجميع.
ولا يفوتني أيضاً توجيه الشكر والتقدير لمعالي الأخ رئيس مجلس الأمة والإخوة الأعضاء لما أبدوه من تعاون بناء وتفاعل مشكور ودعم مشهود للحكومة في مواجهة الأزمة، ترجمت بصدق الشراكة الإيجابية وروح المسؤولية الوطنية وأدعوهم إلى مواصلة التعاون الجاد للتصدي لهذا الخطر الداهم.
كما يطيب لي أن أعبر عن خالص التقدير للمبادرات الكريمة والمساهمات الطيبة التي تقدمت بها الشركات والجمعيات والأفراد وعلى كل ما قدموه من دعم نقدي أو عيني وما عرضوه من إمكانيات، رغم الظروف الاقتصادية التي ندرك آثارها ووطأتها، وكذلك المبادرات التطوعية التي قام بها أبناء الكويت والمقيمون لدعم ومؤازرة الجهد الحكومي في مختلف قطاعات الدولة للمشاركة في جهود مواجهة الوباء وهي ليست غريبة على أهل الكويت.
إخواني... أبنائي المواطنين والمقيمين،
إننا نواجه اليوم أزمة صحية عالمية عابرة للقارات ولا تلوح في الأفق نهاية لها ما يستوجب الاستعداد لكافة الاحتمالات. إن المواجهة الفعالة لهذا الوباء تتطلب فزعة كويتية عامة واستجابة وطنية شاملة ووعياً كاملاً وتعاوناً جاداً.
لقد شهدنا بأم أعيننا ما حل بدول عظمى من صور مؤلمة ومحزنة أحدثها هذا الوباء القاتل بسبب التهاون واللا مبالاة. إننا نخوض معركة فاصلة ضد عدو شرس وهي معركة الجميع تستوجب الالتزام الجاد بتعليمات السلطات الصحية، وأهمها تجنب التجمعات وأسباب العدوى، فهي الوقود الذي يذكي نار الوباء وينعشها، وعدم الالتفات إلى الإشاعات الضارة التي تؤدي إلى إضعاف جهود الدولة وتشويهها، وأدعو السلطات المعنية باتخاذ كل ما يتطلبه الأمر من تدابير لضمان التطبيق الكامل للاجراءات الصحية.
لقد أدرك الجميع كفاية ووفرة المخزون الغذائي والتمويني في البلاد بحمد الله وفضله، وهنا يجدر التنبيه إلى أن توافر هذه المواد لا يبرر الإسراف والتبذير بل يستوجب الترشيد والتوفير.
إننا في هذه المرحلة الدقيقة نركز على احتواء الوباء وإنقاذ الأرواح كأولوية قصوى تتعدى كل الاهتمامات ولا تلغيها، ما يستوجب المبادرة إلى دراسة التداعيات والآثار الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية التي ترتبت على الإجراءات الاستثنائية التي تمت أخيراً بهدف إيجاد المعالجات اللازمة لكل منها وتجنب آثارها السلبية أو التخفيف منها.
إخواني... أبنائي الأعزاء،
أعلم ما يعتمل في نفوسكم من مشاعر القلق حيال هذه الأزمة، وإذ أتفهم أسباب هذا القلق ودواعيه لأطمئنكم بأن الكويت قد تجاوزت منذ نشأتها العديد من الأزمات والتحديات والأطماع والمخاطر الجسام، وقد سجل التاريخ للكويتيين مواقف عظيمة وأمثلة رائعة في التضحية والبذل والعطاء والتكاتف والتعاون، حتى كتب الله لهم الغلبة والفوز وبعون الله وتعاون الجميع سيكون النصر للكويت على هذا الوباء.
ولن تتوقف الجهود المخلصة حتى تنكشف هذه الغمة، وإنني على ثقه تامة بأننا سنتجاوز هذه المحنة فسيجعل الله بعد عسر يسرا نسأل الله تعالى أن يرفع البلاء عن وطننا العزيز وعن كافة بلاد المسلمين والبشرية جمعاء، وأن يحفظ وطننا من كل سوء ومكروه ويحرسه بكريم عنايته ولطفه.
(وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا، إنا لله وإنا إليه راجعون).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته»

رسائل شكر من صاحب السمو

• عظيم الاعتزاز بدور رئيس الحكومة والوزراء في قيادة وإدارة هذا العمل المميز.
• فخر وتقدير لجميع العاملين في الصفوف الأمامية من الكويتيين أو غيرهم من الشرفاء المخلصين.
• الشكر والتقدير لرئيس مجلس الأمة والأعضاء لما أبدوه من تعاون بناء وتفاعل مشكور ودعم مشهود للحكومة.
• خالص التقدير للمبادرات الكريمة والتطوعية والمساهمات الطيبة التي تقدمت بها الشركات والجمعيات والأفراد.

جميع الحقوق محفوظة