الخميس 17 مايو 2018

أسعار الخراف «تشتعل».. و«المحلي» بالصدارة

أسعار الخراف «تشتعل».. و«المحلي» بالصدارة

أسعار الخراف «تشتعل».. و«المحلي» بالصدارة

تشهد أسواق بيع الأغنام المحلية والمستوردة بالبلاد اقبالاً مستمراً على مدار العام من قبل المستهلكين من مواطنين ومقيمين، ويتضاعف الإقبال في بعض المواسم والمناسبات، سواءً في شهر رمضان المبارك أو عيدي الفطر والاضحى، حيث تكتظ مواقع بيع الخراف والماعز بالزبائن. القبس جالت على عدد من مواقع بيع الاغنام، ورصدت الانواع المعروضة والكميات المتوافرة والاسعار الحالية مع اقتراب شهر رمضان المبارك، كما استطلعت آراء بعض مربي الاغنام عن السوق المحلية. كان لافتا في الأسواق تفاوت أسعار الأغنام، حسب انواعها وبلدانها واحجامها وجودتها وغير ذلك، وتصدرت الاغنام المحلية أعلى الأسعار، حيث تبدأ من 90 وتصل الى نحو 115 ديناراً. كما تنوعت خيارات الزبائن، فمنهم من يبحث عن الارخص ثمناً، وآخرون عن الاجود لحماً، وغيرهم عن الأكبر حجماً. بداية، تجولنا على اسواق بيع الاغنام في الجهراء والشويخ ورصدنا اموراً عدة، بدءا من تزايد الإقبال على الشراء مع بداية شهر رمضان، مرورا الى قلة الكميات المعروضة، ووصولا لتفاوت الأسعار وارتفاعها وتحديدها احيانا وفقا للمزاج. وبدا أن الاسعار يحددها البائعون بـ«المزاج» من دون معايير ثابتة او واضحة، كالوزن او النوع او المنشأ، وتراوحت بين 90 و110 و115 ديناراً. انخفاض المعروض واستطلعت القبس آراء عدد من رواد الأسواق، إذ عبر المواطن أبو خالد عن تذمره من انخفاض كميات الأغنام المعروضة في حظائر السوق في الفترة الراهنة، مشيرا الى أنه كلما انخفضت كميات الأغنام المعروضة ارتفعت اسعارها بشكل لافت على المستهلكين والذين يعانون مسبقا من ارتفاع أسعار الكثير من أنواع اللحوم بالبلاد، حتى بات بعضهم غير قادر في شرائها الان. واستغرب من الارتفاع الذي تشهده سنويا أسعار الخراف والماعز في البلاد ببعض المواسم كاقتراب رمضان او حلول الاعياد، حيث تصل الى 140 دينارا، واحيانا اكثر من ذلك، متسائلا: أين الجهات المعنية في مراقبة اسعارها؟ ولماذا تزيد اكثر في اوقات معينة دون اخرى كل عام بالبلاد؟ دعم الدولة والتقط أطراف الحديث أبو فيصل قائلا: رغم الدعم الذي تقدمه الدولة لمربي الاغنام كالاعلاف المدعومة وجواخير وغير ذلك، فإننا نرى المحلية اغلى ثمناً من المستوردة، رغم ان المستوردة يكلف استيرادها مصاريف. بدوره، عبّر فهد البذالي عن تخوفه من ارتفاع اسعار الاغنام بشكل أكبر خلال شهر رمضان، لا سيما مع الاوضاع الاقليمية المضطربة التي قد تؤثر على الاستيراد من البلدان المصدرة لها . في منطقة الشويخ، طالت الجولة عددا من أسواق ومحال بيع الأغنام، حيث وجدنا تفاوتا بأسعارها، سواء كانت المحلية او المستوردة، وكانت الاسترالية تتراوح ما بين 50 و60 دينارا، بينما العربية تتجاوز الـ100 دينار، وتزيد اكثر من ذلك ببعض الأنواع. وقال عايد الشمري: لفت انتباهي تباين واختلاف أسعار الأغنام بمختلف أنواعها وأحجامها من بسطة إلى أخرى، فمثلا تجد رأس غنم بـ85 دينارا واخر بـ100 دينار، وغيره بـ125 دينارا، مشددا على ضرورة عدم تقاعس وزارة التجارة عن القيام بدورها في ضبط ومراقبة أسعار بيع الأغنام بالبلاد. الشراء بالكيلوغرام متسوقون وجدناهم يشترون الاغنام مذبوحة وجاهزة من بعض المحال، أكدوا أنهم باتوا نتيجة ارتفاع أسعار الأغنام لا يمكنهم شراء «الحية»، واصبحوا يكتفون بشراء لحومها بالكيلوغرامات. وذكر علي الهميل: كثيرون باتوا لا يشترون رأس الغنم من أسواق الصفاة، وذلك بسبب ارتفاع أسعارها بالكثير من المواسم والمناسبات، متسائلا: لماذا لا تتم زيادة معدلات استيراد الاغنام، لتخفيض اسعارها مع تنويع الخيارات للزبائن؟ وأكد أنه لو أوقفت استراليا تصدير أغنامها أو خفضت تصديرها بعد تداول مقاطع عن سوء تصدير بعضها سابقا، فسيتسبب ذلك في مشكلة كبيرة بالكثير من البلدان ومنها الكويت، حيث ان سوقها معتمد كثيرا على اغنامها التي تتميز برخص ثمنها مقارنة مع الاغنام الاخرى. تواصلت القبس مع عدد من مربي الأغنام بشأن الأسعار والكميات المتوافرة منها خلال الفترة الراهنة، حيث قالوا إن غلاء المحلية يعود الى قلة كمياتها المعروضة في السوق مع تميزها بالجودة، حيث يصرف الكثير عليها، مؤكدين انه لو تمت زيادة دعم وتشجيع مربي الاغنام، فإن ذلك سيزيد من انتاجهم الذي سينعكس ايجابا على الاسعار الاغنام في السوق المحلية. وبينوا أن مربي الاغنام يعانون من مشاكل عدة، مثل سوء الطقس، مرورا الى قلة المراعي، ووصولا لغلاء مستلزمات تربية الاغنام، حيث تحتاج عمالة وأعلافا وماء وأدوية، مشيرين إلى أن رأس الغنم احيانا يستحق 100 دينار أو 120 ديناراً، لا سيما في المواسم، وذلك بناء على جودته ووزنه ولحمه. أستاذ التسويق عبدالله الدوسري: السوق تخضع للعرض والطلب بيّن أستاذ التسويق في جامعة الكويت د. عبدالله الدوسري أن سوق الاغنام تعتبر من الاسواق الموسمية، التي يكون الاقبال كبيرا عليها، في مواعيد ومناسبات محددة من قبل المستهلكين في البلاد، مثل حلول رمضان أو قرب الاعياد. وقال الدوسري لـ القبس إن قلة الكميات المعروضة في السوق المحلية من الاغنام، مع زيادة معدلات الطلب عليها تؤدي إلى ارتفاع اسعار بعضها، لا سيما العربية منها، مؤكدا انه كلما زاد عدد الاغنام المتوافرة في اسواق البلاد سواء من المحلية او المستوردة، انخفض سعرها على المستهلكين. وذكر أن اغلبية المستهلكين يفضلون شراء الاغنام الاجود نوعاً وليست الارخص ثمناً، حتى يحصلون على نوعية جيدة، الا ان هناك من تضطرهم ظروفهم ومستوى معيشتهم الى البحث عن الاغنام الارخص ثمنا وليس الاجود نوعاً، من اجل ألا يدفعوا قيمة كبيرة، ليوفروا على انفسهم كثيراً. وأشار إلى أن فتح باب الاستيراد مع زيادة معدل الانتاج المحلي سيدفعان نحو انخفاض الاسعار لتكون في متناول اغلبية المستهلكين. فحص وتدقيق كان بعض مرتادي اسواق الاغنام يفحصون الاغنام طويلا قبل شرائها، ويسألون البائعين كثيرا عن سلامتها وأحوالها، بينما آخرون يشترون سريعا ولا يهمهم سوى أسعارها. محاولات ناجحة تنجح أحيانا محاولة الزبائن لتخفيض الاسعار مع الباعة، وبعضهم كان يصل إلى تخفيض نحو 10 دنانير، بينما باعة آخرون يرفضون ويقولون: «هذه أسعار السوق».

جميع الحقوق محفوظة