وفق دراسة نشرتها مجلة الاحشاء Gut، فإن تناول ادوية علاج ارتجاع المريء لمدة طويلة يضاعف احتمال الاصابة بسرطان الامعاء. ويقصد هنا العقاقير من عائلة المثبطات البروتونية المسماة Proton pump inhibitors PPIs التي تقلل كمية الاحماض التي تفرزها المعدة. وتستخدم هذه العقاقير غالبا لعلاج ارتجاع المريء وقرح المعدة ومرض باريت المريئي. وهي عقاقير يمكن شراؤها من الصيدليات والاسواق من دون وصفة طبية. ويعتقد الجميع ان تناولها آمن ولا يسبب آثارا جانبية، بيد أن عدة دراسات ربطت تناولها (خصوصا لمدة طويلة) مع زيادة احتمال الاصابة بكسور العظام، التهابات الرئة، النوبة القلبية، السكتة، الخرف وحتى الوفاة المبكرة. لتأتي الدراسة الحديثة التي أجراها فريق باحثين من جامعة هونغ كونغ وجامعة كلية لندن، وتشير الى خطر تناول جرعة عالية منها ولمدة تزيد على 3 سنوات مع الاصابة بسرطان المعدة. واستندت الدراسة في تصريحها الى اثر تناول هذه العقاقير على تركيز بكتيريا «هيلوكوباتر بايلوري» في المعدة، والذي يعرف ان وجودها يزيد خطر الاصابة بسرطان المعدة. حيث قام الباحثون بمقارنة تأثير تناول عقاقير PPIs بعقاقير H2 blockers. التي تعطي المفعول نفسه في تثبيط انتاج المعدة للحمض. وذلك عبر قياس تغير البيئة البكتيرية لأكثر من 63 الف مريض بشكل دوري لمدة 3 – 4 سنوات. وعلق احد الباحثين «لم يلحظ حدوث ارتفاع في نسبة الاصابة بسرطان المعدة لدى من تناولوا H2 blockers، بينما اقترن تناول عقاقير PPIs مع ارتفاع بمعدل 2.5 مرة الضعف بعد أول 3 سنوات. وتضاعف الخطر الى اربع مرات لدى من تناولوا جرعة عالية من عقاقير PPIs يوميا. واستمرار تناول هذه العقاقير لأكثر من 3 سنوات، اقترن مع تضاعف نسبة الاصابة بهذا السرطان الى خمس مرات لدى من تناولوا جرعة قليلة و 6 مرات لدى من تناولوا جرعة كبيرة. الخطر لا يزال قليلاً علق على هذه الدراسة البروفيسور ستيفن أيفانز من علم الصيدلة والدواء في كلية لندن قائلا «قد يكون ما اكتشف في الدراسة ليس آثارا جانبية لتناول عقاقير PPIs، بل نتيجة لأن من توصف لهم جرعات عالية من الدواء، او يستمرون في تناوله لمدة طويلة، يعانون حالة شديدة من الارتجاع. فيكون جدار المعدة والمريء لديهم متهيجا ويعانون عدة أمور تزيد فرصة الاصابة بالسرطان.