الأربعاء 16 مايو 2018

«وزاري عربي» غداً لردع العدوان الإسرائيلي

«وزاري عربي» غداً لردع العدوان الإسرائيلي

«وزاري عربي» غداً لردع العدوان الإسرائيلي

ما زالت اصداء، وتداعيات المجزرة الدموية التي ارتكبتها قوات الاحتلال الاسرائيلي ضد المحتجين الفلسطينيين ضد نقل السفارة الاميركية من تل ابيب الى القدس المحتلة يوم الاثنين الماضي تتوالى فصولاً، وتلقي بظلالها على مختلف الاصعدة في الساحتين الاقليمية والدولية، وتدفع باتجاه المزيد من الصدوع والشروخ على ضفتي الصراع الفلسطيني الاسرائيلي. وعقدت الجامعة العربية امس اجتماعا على مستوى المندوبين الدائمين تحضيرا لاجتماع طارئ لوزراء الخارجية اليوم في القاهرة «لمواجهة العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني (…) وقرار الولايات المتحدة غير القانوني» بنقل سفارتها إلى القدس. وقال الأمين العام المساعد للجامعة العربية السفير حسام زكي مساء الأربعاء «تقرر عقد اجتماع غير عادي لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية الخميس بناء علي طلب السعودية». وأوضح ان الاجتماع يهدف الى «مواجهة العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني والتحرك لمواجهة القرار غير القانوني الذي اتخذته الولايات المتحدة الأميركية بنقل سفارتها إلى مدينة القدس». وقال السفير الفلسطيني بالقاهرة ومندوبها الدائم بالجامعة العربية دياب اللوح «لا بد أن ينتج عن هذه الدورة غير العادية اتخاذ ردود وقرارات عملية ترتقي الى مستوى الحدث الكارثي غير المسبوق في المنظومة الدولية». وتابع أن «نقل السفارة الاميركية للقدس في ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني يعتبر عدوانا على حقوقه واستفزازا لمشاعر الأمة العربية الاسلامية والمسيحية وزيادة في توتير وتأجيج الصراع وعدم الاستقرار في المنطقة»، مؤكدا «ضرورة التدخل السريع لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني الأعزل». الانضمام للوكالات وفي أول رد فلسطيني على نقل السفارة الاميركية وحمام الدم الذي واكبها في قطاع غزة قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، ان الرئيس محمود عباس وقع مساء الثلاثاء على صك انضمام فلسطين لعدد من الوكالات الدولية. وأضاف عريقات، أنه بحضور عباس، وقع وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي على الإحالة الرسمية للمحكمة الجنائية الدولية، مطالباً المجلس القضائي والمدعية العامة «بفتح تحقيق قضائي مع المسؤولين الإسرائيليين حول الجرائم المرتكبة بحق أبناء شعبنا». وأشار إلى أن السفير إبراهيم خريشة، ممثل فلسطين لدى مجلس حقوق الإنسان، تمكن من الحصول على 18 توقيعاً لدعوة مجلس حقوق الإنسان للاجتماع الجمعة لاتخاذ قرار بإرسال لجنة تقصي حقائق في جرائم الحرب المرتكبة من جانب إسرائيل. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قرر استدعاء رئيس مكتب بعثة منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن السفير حسام زملط بعد يوم من نقلها سفارتها لدى إسرائيل إلى القدس. كما استدعت وزارة الخارجية والمغتربين، امس سفراء دولة فلسطين لدى كل من رومانيا، والتشيك، وهنغاريا، والنمسا، للتشاور معهم على إثر مشاركة سفراء هذه الدول في حفل الاستقبال الذي اقيم في وزارة الخارجية الاسرائيلية الاحد الماضي، احتفالا بنقل السفارة الأميركية الى القدس. إسرائيل تتأهب وفي إطار سياسة القبضة الحديدية، المتبعة من قبل سلطات الاحتلال في إسرائيل، قالت القناة الثانية من التلفزيون الاسرائيلي، انه دفع بالمزيد من قوات الجيش والشرطة في مدينة القدس المحتلة ووضعتها في حالة تأهب، استعداداً لصلاة الجمعة الأولى في شهر رمضان، وتحسبا من إمكانية وقوع مواجهات أو عمليات ينفذها مهاجمون فلسطينيون منفردون ضد أهداف إسرائيلية، ولقمع أية محاولة للاحتجاج. وتخشى إسرائيل تحديدا من العمليات التي ينفذها فلسطينيون منفردون لا ينتمون لتنظيمات، وتكون عادة دون تخطيط مسبق، أو بتخطيط فردي يصعّب إمكانية رصدها استخباريا. في الغضون، هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، قادة «حماس» في قطاع غزة، قائلاً: «قادة حماس ليسوا محصنين من الاستهداف الإسرائيلي». وقال نتانياهو لمحطة «سي بي اس» الأميركية، مساء الثلاثاء ، رداً على سؤال إن كان يخطط لاستهداف قادة حماس: «لا نعتقد أن أي شخص محصن، إذا أرسلوا إرهابيين لقتلنا». وأشار نتانياهو إلى انه لا يرى إمكانية للحديث مع «حماس»، في ظل الظروف الحالية. متسائلاً: «ما داموا يسعون إلى تدميرنا، فعن ماذا سنتحدث؟ هل يمكنك التحدث مع القاعدة؟ هل ستجري محادثات مع بن لادن؟ عن ماذا ؟». وبرر نتانياهو جرائم الجيش الإسرائيلي بقتل عشرات الفلسطينيين قرب حدود غزة. وقال: «أتمنى ألا يحدث ذلك على الإطلاق، أعني أن حماس تدفع الناس بهدف التسلل إلى إسرائيل، معلنة صراحة أن هدفهم هو تدمير إسرائيل، إنهم يدفعون هؤلاء الناس، إذن، إنها ليست كما تُعرف التظاهرات السلمية التي تُفكر فيها». عمل رائع ومن جهته، أشاد أفيغدور ليبرمان وزير الحرب الإسرائيلي، بـ«العمل الرائع والمهني»، لجنود الجيش الاسرائيلي خلال التصدي لما وصفه بـ «محاولات التسلل من غزة» خلال المسيرات يوم الاثنين. وزعم ليبرمان ان حركة حماس تعرضت لهزيمة «ضاربة قاصمة» خلال الأحداث الأخيرة، وأنها «عادت إلى جحرها»، وهذا ما يفسر عودة الهدوء على الحدود. واتهم ليبرمان قيادة «حماس» بالوقوف خلف الاحتجاجات. واصفا إياهم بأنهم مجموعة من «أكلة لحوم البشر»، وأنهم كانوا يدفعون بالأطفال والنساء إلى الحدود، لرفع الحصار، وليس لتحسين حياة السكان ولكن لتهريب الأسلحة وبناء قواتهم. وشدد على أن المعادلة الإسرائيلية واضحة بشأن غزة نزع السلاح مقابل التسهيلات وتغيير الحياة فيها. مشيراً إلى أنه لم توجد أي عروض جادة بشأن التوصل لهدنة بغزة، وأن كل ما يرد في وسائل الإعلام غير صحيح.

جميع الحقوق محفوظة