الاثنين 11 يونيو 2018

«فرحة العيد» تعيد مشاهد الازدحام إلى الأسواق

«فرحة العيد» تعيد مشاهد الازدحام إلى الأسواق

«فرحة العيد» تعيد مشاهد الازدحام إلى الأسواق

تنقضي العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم مسرعة، ملوحة بالرحيل، مفسحة المجال أمام العيد المنتظر خلف الأبواب المواربة ليطل على العباد الذين تعادل سرعة خطواتهم في الأسواق سرعة رحيل هذا الشهر المبارك عنا، استعدادا لاستقبال الفطر السعيد، حيث بدا لافتا عودة مشاهد الازدحام للأسواق، بعد الركود الذي شهدته طوال العام، ومن بين الذين يتسوقون من سيقضي العيد في الكويت، ومنهم من عزم على السفر لقضائه في بلاده، وهذا ما يجعل السوق أكثر ازدحاما، حتى انك لا تكاد تجد لنفسك موطئ قدم فيه، وبين التأهب للعيد والتبضع للسفر تختلط مشاعر الحزن برحيل هذا الضيف المبارك، وفرحة العيد وقضاء الإجازة الصيفية السنوية. وبخطوات متسارعة بعد الإفطار، تجول الأسر والأطفال في الأسواق محدثين ازدحاما كبيرا يستمر حتى ساعات متأخرة من بعد منتصف الليل، وأينما ذهبنا داخل الأسواق الشعبية أو المجمعات التجارية، نسمع ونشاهد عمليات البيع و الشراء، وعلامات الفرح على وجوه الصغار والكبار. «الراي» واكبت أجواء الاستعداد للفطر السعيد، ونزلت إلى الشارع لتكون بين الناس وسط الأسواق، تستطلع أراءهم و استعدادهم وترصد مشاعرهم خلال هذه الأيام الفضيلة. من أكثر المشاهد شيوعا خلال التجول في الأسواق هذه الفترة، جلوس الرجال بصحبة أطفالهم الصغار والرضع على المقاعد الخارجية للسوق، أو على مداخل المحلات، وعلامات الضجر تبدو على وجوههم، في حين تتسوق ربة المنزل ووالدة الأطفال على مهلها داخل الأسواق، في مشهد يعكس حالة الحب التي تربط المرأة بالتسوق، عكس الرجل. أما المشهد الثاني، هو وقوف الرجل بالقرب من غرف القياس داخل محلات الملابس، وذلك لإبداء رأيه بقطعة ملابس ستجربها زوجته قبل الشراء، هذا المشهد الذي يعكس ملل الرجل المنتظر لزوجته التي يخاطبها بلغة هز الرأس أو تحريك الحاجبين كإشارة على إعجابه بالملابس أو العكس. استوقفنا محمد معتز (أب لأربع فتيات) وكان يجوب معهن المحلات بحثا عن ثياب للعيد، وقال «لم يكن لدي متسع من الوقت خلال شهر رمضان الكريم، وبين أوقات الدوام وتعب الصيام يضيع كثير من الوقت»، مضيفا «لم أنته بعد من ثياب الفتيات وسأكمل ذلك خلال الأيام المقبلة». وأبدى معتز رضاه عن أسعار البضائع، مؤكدا أن «الأسعار والعروض المتوفرة لم تكن موجودة في السنوات السابقة، وهذا مؤشر إيجابي على تناسب أسعار السوق مع الوضع المادي للأشخاص». أما طه محمد الذي بدأ كلامه معنا، إن «العيد هذا العام للأطفال ووالدتهم فقط»، لأنه لن يحتفل معهم بسبب حالة وفاة في عائلته، واستغرب «لم ننتظر حتى الأسبوع الأخير من شهر رمضان للتسوق، و نحن نجول الأسواق ذهابا وإيابا منذ بداية الشهر ولم ننته حتى الآن»، مبينا أن «الأسعار ليست مرتفعة، بل انخفضت عن سابقها ما يعني أن (اللي بدو يلبس رح يبلس)». بينما كنا نجول أحد الأسواق، لاحظنا أمير التهامي، أب لطفلة واحدة، كان يجلس أمام مدخل السوق مع ابنته، بانتظار انتهاء الأم من التسوق، وقال لنا «لا نتسوق للعيد بل للسفر، وهذا يتطلب وقتا طويلا ولا ينتهي بأيام معدودة على الرغم من أنه لدينا طفلة واحدة فقط، وأوقات العمل جعلت الوقت قصيرا»، مبينا أن «الأسعار جيدة، والعروض كثيرة ونتمنى أن تبقى كذلك». ويقول محمد دياب عن عائلته الكبيرة، إن زاد عدد أفراد العائلة، زادت مدة التسوق، مضيفا «لدي 4 أطفال، انتهينا من شراء ثياب العيد للكبار منهم وبقي الأطفال الرضع وهؤلاء يحتاجون وقتا أكبر، ناهيك بانشغال والدتهم بهم في المنزل ومسؤولياتهم الكثيرة، فيُسرق الوقت منا دون أن نشعر»، مشيرا إلى أن «الأسعار تزداد قليلا قبل العيد وهذا متعارف عليه، ولكن لا بأس بها». - الكادحون يستفيدون من ازدحام الأسواق محمد فايد، رجل كادح يقف على عربته المتواضعة التي تحوي بجوفها المياه البادرة والعصائر والمثلجات، ينتعش بانتعاش السوق وازدحامه، حيث قال «في شهر رمضان أقف فقط بعد الفطور، وليس كبقية أيام السنة، ساعات محدودة محفوفة بالهدوء في أيام الأسبوع، لكن الأسبوع الأخير من رمضان يعوض عن أيامه الأولى، ويتحسن الوضع بل ويقفز قفزات كبيرة مع وجود هذا العدد الهائل من الناس العطشى بسبب الصيام والتجول في الأسواق». - على الرغم من الازدحام الذي تعج به الأسواق والمجمعات قبيل العيد بأسبوع واحد، إلا ان الناس يواصلون التبضع، لكن هل هو سوء تدبير من قبلهم أم رغما عنهم؟ البعض أرجع انتظاره للأسبوع الأخير من رمضان بسبب أوقات الدوام المتعبة، التي تفرض عليهم العمل قبل وبعد الإفطار، ولا يكاد الأسبوع يصل لنهايته إلا وهم منهكون يبحثون عن بضع ساعات من النوم، أما البعض الآخر يرى بأن عائلته كبيرة جدا، لذا تحتاج إلى وقت طويل لإنهاء التسوق، ما يجعلهم ينتهون منه في الأسبوع الأخير فعلا.

جميع الحقوق محفوظة