الأحد 11 نوفمبر 2018

«الافتراق» بين ضفتَي «الأطلسي» يهيمن على مئوية «الحرب الأولى»

«الافتراق» بين ضفتَي «الأطلسي» يهيمن على مئوية «الحرب الأولى»

«الافتراق» بين ضفتَي «الأطلسي» يهيمن على مئوية «الحرب الأولى»

شهدت باريس، أمس، تظاهرة دولية من أجل السلام، بمناسبة مرور 100 عام على دخول الهدنة التي أنهت الحرب العالمية الأولى حيز التنفيذ في الساعة الـ 11 صباحاً من اليوم الـ 11 من الشهر الـ 11 من عام 1918. وهيمنت الخلافات بين واشنطن في عهد الرئيس المثير للجدل دونالد ترامب، والدول الأوروبية على الحدث الذي شارك فيه نحو 70 رئيساً، وممثل دولة، وسط تبادل اتهامات بين الطرفين وخلافات بشأن الأزمات والتحديات الدولية وتشكيك في التحالف العسكري والأمني بين الطرفين، في افتراق للمصالح بين ضفتَي "الأطلسي" يبدو الأعمق تاريخياً. وشنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي استضاف الاحتفال، هجوماً على سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب دون أن يذكره بالاسم. وبينما يرفع سيد البيت الأبيض شعار "أميركا أولاً"، ويعيد تشكيل سياسات بلاده الدولية على قاعدة المصالح الأميركية حصراً، هاجم ماكرون النزعة "القومية"، معتبراً أنها خيانة للوطنية. وفي إشارة ثانية غير مباشرة إلى سياسات ترامب، دعا ماكرون إلى "نبذ الافتتان بالانعزال والهيمنة"، مختتماً كلمته التي استمرت 20 دقيقة بالإشادة بالأمم المتحدة التي يشكك الرئيس الأميركي في جدواها، وبالاتحاد الأوروبي الذي تعرض مراراً لهجمات غير مباشرة من البيت الأبيض. وتغيّب ترامب عن حضور "منتدى باريس للسلام"، الذي يسعى إلى تعزيز نهج تعددي للأمن والحكم ليزور مقبرة للجنود الأميركيين في باريس، مشيداً، في كلمة ألقاها هناك، بقوة أميركا ودورها في الحرب العالمية الأولى، الأمر الذي واجه انتقادات إعلامية أوروبية، لأن أميركا دخلت الحرب التي استمرت 4 سنوات في عامها الأخير، ولم يكن دورها حاسماً، خلافاً للحرب العالمية الثانية التي اندلعت بعد 20 عاماً. وفي دليل على التوتر الداخلي بسبب ازدهار اليمين المتطرف، تعرضت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى انتقادات من رئيس حزب "البديل من أجل ألمانيا" (AFD) ألكسندر غاولاند، الذي قال: "من الخطأ إعادة كتابة التاريخ بأثر رجعي والمشاركة في احتفال بذكرى النصر لدول الحلفاء السابقين". وأكد غاولاند أنه لا يمكن لألمانيا أن ينتهي بها المطاف بالوقوف إلى جوار "المنتصر"، وهي خسرت الحرب فعلياً. وبدا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان الأكثر ارتياحاً في باريس. وركز الإعلام الروسي على مصافحة خاصة بين ترامب وبوتين، وحديث "جيد" جرى بينهما خلال تناول الفطور.

جميع الحقوق محفوظة