الأحد 17 فبراير 2019

«الأدرينالين» يحفز الجسم للدفاع عن نفسه في وضع الخطر

«الأدرينالين» يحفز الجسم للدفاع عن نفسه في وضع الخطر

«الأدرينالين» يحفز الجسم للدفاع عن نفسه في وضع الخطر

«الأدرينالين» أو ما يعرف لدى الرياضيين بهرمون الكر والفر من أهم أسلحة الجسم المحفزة منذ القدم وأساسي في صراع البقاء، ويفرز بوتيرة عالية في حالات الانفعال والتوتر، وعند زيادة حدة الاندفاع أو التحين لأي طارئ أو ظرف ينطوي على المخاطرة والمجازفة. وإضافة إلى أن «الأدرينالين مسؤول عن مشاعر الاندفاع والشجاعة التي يشعر بها خصوصا الرياضيين والمغامرين لدى تعرضهم لمواقف خطيرة مثل ركوب الدراجة على طريق شديد الانحدار، أو تسلق الجبال والمرتفعات وغيرها، من مغامرات فهو مسؤول كذلك عن الشعور بالخوف والرهبة عند إدراك المرء العواقب الوخيمة التي قد تنجم عن هذه الأفعال». فعل أشياء تقترب من المستحيل فما إن ترتفع معدلات الأدرينالين في الجسم خصوصا لدى محبي المخاطرة والمغامرة بإمكانه دفع المرء لفعل أشياء تقترب من المستحيل إلى حد يرى البعض في ذلك لذة ربما تصل حدود الإدمان. وللتعرف أكثر على هذه الظاهرة وآثارها السلبية، قالت أستاذة علم النفس في الجامعة الأمريكية في الكويت الدكتورة جولييت دينكا، إن «اندفاع الأدرينالين» يساعد في التغلب على الخطر بجميع الأحوال، إذ يحفز هذا الهرمون الجسم للدفاع عن نفسه في وضع الخطر. وأضافت دينكا، وهي أيضا اختصاصية مرخصة في علم النفس السريري أن «الدماغ لا يفرق ما إذا كان الشخص في خطر أم لا فسواء قرر الشخص مواجهة الخطر أو الهروب منه فإن الدماغ يتفاعل بالطريقة نفسها وهذا الاندفاع يطلق الأدرينالين». محبي المخاطر وأوضحت أن «الأدرينالين عنصر حاسم بالنسبة لمحبي المخاطر، لأنه بدون هذا الهرمون قد يتعرض الأشخاص الذين يعانون جراء حالات التوتر إلى الخوف أو الموت». وعن تفاصيل تعرض الإنسان لاندفاع هرمون الأدرينالين أفادت بأنه يؤدي إلى زيادة في خفقان القلب، وإلى يقظة مفرطة مما يمنح الشخص تركيزا أفضل وذاكرة أكثر حدة. وأضافت أن «من الأعراض السلبية لاندفاع الأدرينالين الإصابة بنوبة قلبية أو ارتفاع في ضغط الدم أو الأرق». وذكرت دينكا أن المواقف التي تنطوي على الخوف والإثارة تعد من الأسباب الرئيسية لإفراز الأدرينالين، مبينة أن «جسم الإنسان يطلق أيضا هرمون الإندورفين وهو من أهم مسكنات الألم التي تفرز طبيعيا من جسم الإنسان وتساعد في التعامل مع الألم الشديد والإجهاد». إدمان وحذرت من مغبة اعتياد الإنسان على اندفاع الأدرينالين لأنه بمجرد تجربته للمرة الأولى، قد يرغب بتكرارها فالذاكرة تخزن شعوره عندما تعرض لاندفاع الأدرينالين للمرة الأولى، مما قد يؤدي إلى إدمان هذه الحالة. وقالت، «إذا لم يتعرض الإنسان لاندفاع الأدرينالين فذلك يعني أنه لا يتحدى ذاته في إشارة إلى الأشخاص الذين اعتادوا التعرض للمخاطر لتحقيق رغباتهم». ولفتت إلى أن «هناك أشخاصا مختلفين يسعون إلى الشعور بالإثارة من اندفاع الأدرينالين في حين تعتمد سلوكيات المخاطرة أكثر على شخصية الإنسان». وذكرت دينكا أن «الأفراد الذين يبحثون عن الإثارة يكونون أكثر عرضة لخطر المجازفة فهم يقومون بأعمال تتحدى قدراتهم مما قد يقود أدمغتهم إلى حالة طوارئ». رجال الإطفاء وأضافت أنه «على سبيل المثال فإن هرمون الأدرينالين يعد هرمونا حيويا لرجال الإطفاء الذين ينقذون الناس من الأخطار الكبيرة، وأيضا لمحبي تأدية الحيل الشبيهة بالحركات المتعارضة مع قواعد الجاذبية، إذ يساعدهم على القيام بمجازفات خطيرة». في السياق قال رجل الإطفاء، سلمان قاسم إن «من الصعوبة بمكان وصف اندفاع الأدرينالين، فهو يشعرك بأنك تملك ثلاثة أضعاف قوتك»، مضيفا أن «اندفاع الأدرينالين يمكن أن ينقذ الأرواح». وأوضح قاسم أن «رجال الإطفاء عندما يواجهون الخطر فإنهم يتخطون قدراتهم لإنقاذ الأرواح، مشيرا إلى أن «أي شخص يمكن أن يكون رجل إطفاء اعتمادا على عزيمته». وقال إن «الأدرينالين وحده لا يكفي فبدون هرمون الإندورفين، يمكن أن ينجرف العقل إلى أفكار انتحارية مما يؤدي إلى نتائج عكسية بالنسبة لرجال الإطفاء». وأضاف أنه «على الرغم من أن اندفاع الأدرينالين مفيد لوظيفتي كرجل إطفاء، لكن آثاره السلبية قد تشمل الشعور بالألم والإصابة بكسر في الذراع والأضلع وخلع بالكتف والحوض والتواء الكاحل». المجازفة من ناحيته قال فهد المسلم، الذي يمارس رياضة ركوب الدراجات الرباعية، إن «الرياضة دائما تدور حول المجازفة، فإن لم تخاطر لا تعتبر منافسا». ورأى المسلم أن «من المهم أن يكون الشخص مسترخيا ومركزا كليا عند المشاركة في الرياضات الخطيرة”، مشيرا إلى أن «التنفيذ الواثق لحركاته يقيه من التعرض للاصابات الخطيرة».

جميع الحقوق محفوظة