تخطط شركة «أوبر تكنولوجيز»، حاليا لزيادة استثماراتها في منطقة الشرق الأوسط، بعد التراجع في عملياتها في الأسواق العالمية الأخرى خلال السنوات الأخيرة، وتكبدها خسائر تقدر بنحو 9ر1 مليار دولار أمريكي في الستة الأشهر المنتهية في سبتمبر الماضي. وبحسب «وول ستريت جورنال»، بدأت «أوبر» توسع من تواجدها في المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة، كما شاركت الشركة في محادثات من أجل الاستحواذ على منافسها الرئيسي في الشرق الأوسط، «كريم»، وفقا لأشخاص مطلعين على المسألة. وتقول «وول ستريت جورنال»، إن «أوبر» ترى أن منطقة الشرق الأوسط ستشهد أعلى وتيرة نمو في قطاع النقل عالميا خلال الفترة المقبلة، ولذلك بدأت في التراجع عن المعارك المكلفة مع منافسين في الصين وروسيا وجنوب شرق آسيا. وترى «أوبر»، أن منطقة الشرق الأوسط جذابة بسبب ازدهار عدد شبابها المتمرس في مجال التكنولوجيا، من بين سكان الشرق الأوسط البالغ عددهم حوالي 400 مليون نسمة ، أكثر من 40٪ من عمرهم أقل من 25 عاماً ، وفقًا لشركة برايس ووترهاوس كوبرز. ويقول المسؤولون التنفيذيون في «أوبر»، إنهم يتطلعون إلى الوصول إلى مليار مستخدم ، في الوقت الذي تستعد فيه الشركة لعرض عام أولي هذا العام بتقييم محتمل يصل إلى 120 مليار دولار. وفي تقرير أرباح الربع الثالث الصادر في نوفمبر الماضي ، قال المدير المالي لشركة «أوبر» نيلسون تشاي، إن الشرق الأوسط والهند هما السوقين ذات الإمكانات العالية حيث ستقوم الشركة بالاستثمار بكثافة. وتأتي زيادة خسائر الشركة، في ظل ضعف نمو المبيعات، التي بلغت 2.9 مليار دولار في الربع الثالث من 2018، بزيادة حوالي 5٪ فقط عن الربع الثاني، وزيادة بأكثر من الثلث مقارنة بنفس الفترة من عام 2017. وتسلط نتائج «أوبر»، في الربع الثالث، الضوء على التحدي الذي يواجهه الشركة، في محاولة إدارة خسائره الكبيرة، وفي الوقت نفسه، إظهار نمو سريع للمبيعات وهو ما يبحث عنه المستثمرون، في شركة تكنولوجيا عامة حديثة. وأكدت «أوبر» أكثر من مرة، أنها تتوقع طرح حصة من أسهمها خلال عام 2019، فيما تبلغ القيمة السوقية للشركة في البورصة نحو 70 مليار دولار، مما يجعلها من الشركات الناشئة الأكثر قيمة في الولايات المتحدة، ومن المتوقع أن ترتفع هذه القيمة إلى 120 مليار دولار خلال الطرح العام الأولي. وتلقت شركة «أوبر» مؤخراً عروضاً تثمن شركة تطبيق توصيل الركاب بما يصل إلى 120 مليار دولار في إطار اكتتاب عام أولي من المتوقع إجراؤه منتصف العام الجاري، وفقاً لما نقلته صحيفة وول ستريت جورنال عن مصادر مطلعة على المسألة. وقالت الصحيفة، إن هذا الرقم الضخم يمثل تقريباً ضعف تقييم أوبر بعد جولة لجمع الأموال، ويتجاوز قيمة صانعي السيارات الثلاثة الكبار في ديترويت مجتمعين، وهم: جنرال موتورز، وفورد موتور، وفيات كرايسلر. وتعتبر «أوبر» ، التي تأسست في عام 2009 وتدعمها إمدادات وفيرة من رأس المال الخاص، رائدة لمجموعة من الشركات الناشئة ذات القيمة العالية التي أخرت استغلال الأسواق العامة.