الاثنين 16 يوليو 2018

"سبوتنيك": هل ستكون الكويت اللاعب المنقذ للوضع المتأزم في العراق ؟

"سبوتنيك": هل ستكون الكويت اللاعب المنقذ للوضع المتأزم في العراق ؟

"سبوتنيك": هل ستكون الكويت اللاعب المنقذ للوضع المتأزم في العراق ؟

تلقى أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، اتصالا هاتفيا، من رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، بعد الأحداث الأخيرة الجارية في بعض المحافظات الجنوبية على الحدود العراقية الكويتية. ووفقا لوكالة الأنباء الكويتية "كونا"، فقد أبدى أمير الكويت استعداد بلاده لمساعدة بغداد في تجاوز انعكاسات الاحتجاجات الحالية، مؤكدة أن "العبادي طمأن الصباح على الأوضاع الأمنية الجارية في بعض المحافظات بالعراق". وأعرب أمير الكويت "عن خالص تقديره لهذا التواصل الذي يجسد أواصر العلاقات الوطيدة بين البلدين والشعبين الشقيقين"، كما أكد الصباح "استعداد دولة الكويت لتقديم كل دعم ممكن للعراق الشقيق ليتمكن من تجاوز ما يمر به من أحداث، ومتمنيا أن يسود به الأمن والسلام وأن يسعى نحو توحيد صفوفه وتكاتف أبنائه وتظافر كافة الجهود، سعياً لتحقيق كل الخير والصالح له ولشعبه، وأن يتمكن البلد الشقيق من تجاوز هذه الظروف". يأتي ذلك في الوقت الذي يشهد في العراق تظاهرات في محافظات الجنوب للمطالبة بالخدمات أهمها الكهرباء والمياه، وقد وصل المتظاهرون إلى مدخل سفوان الحدودي مع دولة الكويت، الأمر الذي أدى إلى ترفع السلطات في الكويت حالة التأهب الأمني على حدودها العراق. والكويت معروفة بمبادراتها الإيجابية تجاه العراق، أهمها استضافتها لمؤتمر المانحين الدوليين لإعادة إعمار العراق. فهل ستكون الكويت اللاعب المنقذ للوضع السياسي والاقتصادي المتأزم في العراق؟ وكيف ينظر العراقيون إلى المبادرات الكويتية؟ ضيف برنامج الحقيقة على أثير راديو "سبوتنيك" الإعلامي الكويتي عبد العزيز بدر القطان يقول عن هذا الموضوع: "إن هذه المبادرة الكويتية لم تكن غريبة عن صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح جابر الأحمد الصباح، فالكويت لها موقف من سقوط صدام حسين، ولها دور أيضاً في المسائل الإنسانية، أما قضية المساعدات الكويتية للشعب العراقي والحكومة العراقية، فإنها تنتطلق من مفهوم أن الدولتين شقيقتان ولهما قضايا مصيرية مشتركة، والدعم الكويتي للعراق يكون في مجال الخدمات كالمياه والكهرباء وتبادل الخبرات، فالكويت لها تجربة غنية في مجال الاعمار، حيث قامت بإعمار البلاد في فترة زمنية قصيرة جداً بعد تحريرها، والكويت قادرة فعلا على تقديم كل الخدمات التي يحتاجها أهالي المحافظات الجنوبية، نتيجة القرب الجغرافي والاجتماعي وغيره." وتابع القطان، " الكويت قلقة على الاستقرار في العراق، فهذا الاستقرار يؤثر اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا على دولة الكويت، ذلك أن العراق يعد عمق الكويت الاقتصادي والثقافي والفكري وحتى الأمني، فالاتقاقية التي وقعتها الكويت مع الصين كان العراق جزءا من هذه الاتفاقية، وهو شريك مباشر للكويت في الأمن الاقتصادي، وتتمنى الكويت بكافة شرائحها للعراق بأن يستقر، لأن استقرار العراق هو استقرار لدولة الكويت." وأضاف القطان، " نتمنى أن تكون دولة الكويت لاعباً إيجابيا في الساحة العراقية، التي هي مفتوحة للجميع، وهي ساحة للولايات المتحدة باجنداتها ومخابراتها وأجهزتها ومليشياتها الإرهابية من "داعش" وغير "داعش"، وبعض الدول الخليجية ساهمت بالفوضى في العراق، من أجل أن تبسط نفوذها على هذا البلد، ومشكلة العراق تكمن في الاملاءات الخارجية من كل الأطراف، والتي هي نوع من الوصاية، وبسببها تم تدمير العراق، فالمملكة العربية السعودية وبعض الدول الخليجية وإيران، جميعها يؤثر على المشهد العراقي، وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي لا تسمح إلا بما يوافق مزاجها، وهي من تسمح بالاختراقات الخارجية، وهناك سياسيون عراقيون حلفاء للولايات المتحدة، فهي الحاكم الفعلي في العراق ولها الكلمة العليا في هذا البلد." وأكد القطان، " الكويت دائما تقف على الحياد، ورأينا ذلك في اليمن والأزمة القطرية والملف العراقي، وهي لا تدخل إلا في القضايا الإنسانية، والتي تعتبر جزءا من مبادئ دولة الكويت، وهي دولة صديقة للجميع ولا تقدم إلا الخير لدول الجوار." وأضاف القطان، " يمكن للكويت أن تكون لاعباً يبعد العراق عن الصراعات في المنطقة، فلها علاقات صداقة مع العربية السعودية وكذلك مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبنفس الوقت مع الولايات المتحدة الأمريكية، فالجميع يثق بالكويت، حتى الولايات المتحدة، ولذلك يمكن أن تكون الكويت صمام أمان للدول المتصارعة، ويمكنها أن تكون صمام أمان للعراق."

جميع الحقوق محفوظة