الثلاثاء 10 يوليو 2018

خبير نفطي: التهديدات الإيرانية لن تؤثر على سوق النفط

خبير نفطي: التهديدات الإيرانية لن تؤثر على سوق النفط

خبير نفطي: التهديدات الإيرانية لن تؤثر على سوق النفط

قلل الخبير النمساوي البارز في شؤون الطاقة هانز غرتنير اليوم الثلاثاء من حجم تأثر سوق النفط العالمية بالتهديدات المنسوبة للرئيس الايراني حسن روحاني بمنع تصدير النفط عبر الخليج في حال منعت بلاده من تصدير نفطها. وقال غرتنير لوكالة الانباء الكويتية (كونا) "ان هذه التصريحات لم تحدث حتى هذه الساعة اي ردود فعل على السوق نظرا لاستمرار حالة التوازن بين حركتي العرض والطلب في ظل وجود التزامات دولية بالحفاظ على تدفق النفط الخام من هذا الشريان الذي يغطي نسبة كبيرة من احتياجات العالم". واعرب عن اعتقاده القوي بأن "سبب عدم الاهتمام بهذه التهديدات التي كانت في ازمنة وظروف سابقة تثير الازمات وحتى الحروب هو القناعة السائدة بأن التهديدات المتبادلة بين ادارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب وايران لم تتجاوز حتى الان مستوى التسابق الاعلامي والمزايدات ضمن التجاذبات". واضاف "انها تهدف كذلك الى الضغط على ايران ومن ورائها الشركات الاوروبية الملتزمة بالتعاون معها لجعلها تقبل بالشروط الجديدة التي وضعتها الادارة الامريكية والرامية الى تغيير الاتفاق حول البرنامج النووي الايراني المبرم في فيينا عام 2015 بين ايران من جهة والدول الدائمة العضوية في مجلس الامن اضافة الى المانيا من جهة اخرى والذي انسحبت منه واشنطن في مايو الماضي". واشار غرتنير الى ان السياسة الامريكية الجديدة "ترمي في الواقع الى احكام السيطرة على الاقتصاد الايراني وبالتالي على سياسة ايران في المنطقة بالدرجة الاولى والحد من نفوذها المتزايد في سوريا واليمن ودول المنطقة الاخرى". وذكر "ان طهران التي تدرك جيدا اغراض الادارة الامريكية اطلقت مؤخرا حملتين مضادتين ذواتي وجهين وجه مسالم من خلال التصريحات المطمئنة والوعود المغرية للشركات الأجنبية العاملة لديها اضافة الى تكثيف الزيارات المباشرة الى الدول الاوروبية غير الراغبة في الرضوخ للسياسة الامريكية حفاظا على مصالحها". ولفت الى انه "في ذات الوقت ترغب ايران في الايحاء بأنها قد تذهب بعيدا في مواجهة الادارة الامريكية وحلفائها بما في ذلك التصدي بالقوة لمنع صادرات النفط من الخليج مما يعني دخولها في حرب لن يكون باستطاعتها هي وواشنطن تحمل تبعاتها". واستبعد الخبير النفطي في هذا المجال ان تدخل ايران في اية مواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة بالقول "ان الخيار العسكري امر لا يمكن تصوره خاصة ان موازين القوى ليست في صالح ايران". كما اعتبر "ان منظمة البلدان المصدرة للنفط (اوبك) والتي تعتمد خاصة في الآونة الأخيرة على التوافق ليس بداخلها فحسب بل مع بعض البلدان المنتجة المستقلة من خارجها ايضا كما يؤكد ذلك اتفاق فيينا 2016 لن تضحي بهذا التوافق الذي لم يتحقق بسهولة وتقبل بإملاءات خارجية قد تؤدي اذا صحت الى انهيار اسعار النفط وهو الامر الذي لن يكون بصالحها في نهاية المطاف". وردا على سؤال حول مطالب الرئيس الامريكي بزيادة الانتاج بواقع مليوني برميل في اليوم ذكر الخبير النمساوي ان موقف (اوبك) من مسألة الزيادة المزمعة في الانتاج طبقا للرغبة الامريكية سيتضح اكثر خلال مؤتمرها الوزاري الذي سيعقد في الجزائر في سبتمبر المقبل. واشار الى انه من المؤكد ان يناقش وزراء نفط (اوبك) خلال الاجتماع نتائج العمل بقرار فيينا 2018 والقاضي برفع الانتاج بحوالي مليون برميل وما ترتب عنه من استقرار في الاسعار كما سيبحث اي اقتراح جديد بما فيه الاقتراح الامريكي. واكد غرتنير "ان (اوبك) ستتخذ القرار الصائب دون تشنج وبالاعتماد فقط على تأمين مصالح السوق النفطية واحداث التوازن بين العرض والطلب على النفط الخام" مستبعدا في الوقت ذاته ان تتصرف أي دولة عضوة في المنظمة بمفردها وبما يضر مصالح باقي المنتجين وان تقدم على هذه الزيادة المعتبرة خارج الوفاق السائد. من جهة اخرى اكد الخبير النمساوي ان تصريحات وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الجمعة الماضي "تشير الى تراجع طهران عن تهديداتها وانها باتت مستعدة لقبول اية حلول من الاوروبيين بسبب وضعهاالاقتصادي الصعب رغم ان الرئيس الايراني قال وبوضوح ان المقترحات الأوروبية لا تلبي الشروط الإيرانية". يذكر ان الخبير غرتنير استاذ في جامعة فيينا في الشؤون السياسية والاقتصادية والامنية ومحاضر في (الاكاديمية الدبلوماسية) كما شغل منصب مدير (المعهد النمساوي للشؤون الدولية) حتى عام 2016 وعضو في (المجلس الاستشاري للمعهد الدولي للسلام) في النمسا. كما قام بتأليف العديد من الكتب ابرزها كتاب (الامن الدولي) وحصل على جائزة (كرايسكي) لأفضل الكتب السياسية.

جميع الحقوق محفوظة