الخميس 08 أبريل 2021

المشاريع الصغيرة.. تهرب إلى الخارج

المشاريع الصغيرة.. تهرب إلى الخارج

المشاريع الصغيرة.. تهرب إلى الخارج

بينما لم يجد شباب المبادرين أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة آذاناً صاغية لصرخاتهم المتوالية منذ بداية جائحة كورونا قبل أكثر من عام، ولأنينهم المتصاعد جراء نزف الخسائر المتواصل بسبب إجراءات الإغلاق التي قادت كثيرين منهم إلى الإفلاس وإغلاق أو بيع مشاريعهم، بات الهروب إلى الخارج بحثاً عن بيئة عمل آمنة آخر الحلول لدى هؤلاء الشباب.   فقد دفعت الأوضاع الحالية عشرات الشباب الكويتيين من المبادرين وأصحاب المشاريع الصغيرة إلى اتخاذ خطوات فعلية باتجاه نقل نشاطهم الاقتصادي إلى بلدان مجاورة، في مقدمتها السعودية والإمارات وسلطنة عُمان، لتصبح ظاهرة «هجرة المشاريع» مشكلة أخرى تضاف إلى سجل المشاكل التي تواجه الحكومة جراء الجائحة. ويعلل الشباب المبادرين خطوتهم هذه باستمرار تضارب القرارات الحكومية والتأخر الشديد في دعمهم لإنقاذ رؤوس أموالهم وتعويم مشاريعهم التي تواجه خسائر فادحة، قدرها رئيس اتحاد المطاعم والمقاهي فهد الأربش بنحو 200 مليون دينار في قطاع المطاعم وحده منذ بدء الأزمة. ومع تزايد حالات الإغلاق، بدأ الاقتصاد الوطني يفقد رافداً أساسياً كان من الممكن استثماره لتوفير آلاف فرص العمل للشباب الكويتي بدلاً من توجه رؤوس الأموال الوطنية نحو الخارج. وأكد عدد من المبادرين لـ القبس أن العقبات لا تقف عند حد مشكلة غياب الدعوم أو تأخرها، بل تشمل كذلك استمرار نهج البيروقراطية الضارب بعمق في أوصال القطاع الحكومي، في مقابل تسهيلات كبيرة تمنحها الكثير من الدول لهذه الفئة من أصحاب المشاريع، فضلاً عن برامج حقيقية للدعم ومواجهة الأزمات، الأمر الذي يشعرهم بالأمان. وبينما أوضح راكان الفضالة، الرئيس التنفيذي لتطبيق «تطيب» وأحد الشباب المبادرين، أن السوق المحلي يعاني نوعين من العوائق، الأول الوضع البيروقراطي القائم، والآخر ضعف رعاية الدولة للمشروعات الصغيرة، قال الفضالة لـ القبس: إن هذا الوضع يتسبب في نزيف اقتصادي وخسارة الدولة وشباب المبادرين. أكثر الدول استقطاباً للمشاريع ١ ـ السعودية ٢ ـ الإمارات ٣ ـ عُمان   أصحاب سلاسل المطاعم يغلقون واحداً تلو الآخر قال رئيس اتحاد المطاعم والمقاهي فهد الأربش إن الوضع الحالي دفع صاحب سلسلة مطاعم تبلغ قيمتها 3 ملايين دينار إلى التوجه لإغلاقها، كما تسبب في قيام مبادر آخر لديه 17 فرعا لأحد المطاعم إلى إغلاق 15 منها والإبقاء على اثنين فقط، مشيرا إلى أن مستثمرا ثالثا في مجال المطاعم أيضا بلغت خسائره 5 ملايين دينار. وأضاف الأربش، عبر حسابه على تويتر، أنه يتم هدم أجمل نشاط ترفيهي بالكويت، التي كانت من المفترض أن تكون عاصمة للغذاء ووجهة عالمية.  فيما يلي التفاصيل الكاملة مع استمرار خسائرهم بلا توقف منذ بداية جائحة كورونا وتباطؤ خطوات الإنقاذ لمساعدتهم على استمرار أنشطتهم، لم يجد عشرات المبادرين وأصحاب المشاريع الصغيرة بُداً من الاتجاه إلى نقل نشاطهم الاقتصادي من الكويت إلى بلدان أخرى تتميز بمناخ أفضل على مستوى الفرص الاستثمارية ودعم المبادرين. وخلال الأشهر الأخيرة باتت وجهات مثل دبي والسعودية وسلطنة عمان والبحرين وقطر وغيرها أماكن يقصدها الشباب الكويتي لبدء مشاريعهم الجديدة بها في ظل استمرار ضبابية الوضع في الكويت وعدم وضوح الرؤية سواء على مستوى عودة الأنشطة المختلفة واستقرار مواعيد العمل بها أو ما يتعلق بترجمة قوانين الدعم الأخيرة على الأرض مثلما هو الحال في أغلب الدول. ولتنفيذ خطوة الانتقال الآمن كان على كثير من هؤلاء المبادرين الحفاظ أولاً على أكبر جزء ممكن من رأس المال وحمايته من استمرار نزيف الخسارة وهو أمر لم يكن ليتحقق سوى بإغلاق المشاريع الحالية، هرباً من تراكم الديون الشهرية الناجمة عن دفع الايجارات ورواتب العمالة، وهي خطوة تبعها نقل جزء من رأس المال للبلدان الأخرى لتأسيس مشاريعهم الجديدة. توقيع عقود يوسف المتروك أحد هؤلاء المبادرين الذين دفعتهم الجائحة باتجاه العمل خارج الكويت فبعد أن امتلك سلسلة مطاعم «فرنشايز» تابعة لوكالة عالمية متميزة، وجد نفسه محاصراً بالديون بعد تراجع إيرادات المطاعم بشكل كبير، وهو ما أثَّر كثيراً في نشاطه بعد أن كانت خطته تقوم على التوسع والوصول بعدد مطاعمه إلى 8 أفرع بدلاً من 3 قبل بداية الجائحة. يقول المتروك لـ القبس: إنَّه لم يجد مفراً من العمل على نقل نشاطه من الكويت إلى السعودية التي وقَّع بالفعل عقداً فيها لنقل الوكالة إليها وتسجيل العلامة التجارية، بل والاتفاق مع شركاء جدد للعمل معه في ظل ما تتميز به أجواء العمل هناك من سهولة، مكنته من إنهاء كل الإجراءات «أونلاين»، فضلاً عن حرص المملكة على مساعدة شباب المبادرين المتضررين في مقابل التعقيد والروتين الذي في الكويت التي يحتاج فيها المبادر إلى مراجعة «البلدية» و«الشؤون» وغيرهما من الجهات على مدار أيام طويلة لإنهاء الإجراءات المرتبطة بمشروعه. غياب الدعم وأضاف أن الظروف في الكويت لا تساعد أبدا على الاستمرار مقارنة بالخطوات الكبيرة التي اتخذتها كثير من الدول لمساعدة أبنائها من صغار المستثمرين في الوقت الذي لم تطلب أي جهة كويتية منه أو من غيره من الشباب المتضررين حتى الآن مجرد أوراق تشير إلى خسائرهم لدراسة إمكانية الدعم أو التعويض، مشيرا إلى أن أكثر من 10 أصدقاء له من أصحاب المشاريع اتخذوا خطوات مماثلة بفتح مشاريع خارج البلاد وبالتحديد في دبي أو السعودية. وذكر صاحب سلسلة مطاعم أخرى - طلب عدم ذكر اسمه - أنه بدأ بالفعل خطوات إنشاء مصنع تابع له في السعودية بعدما التقى أمير إحدى المناطق هناك ووجد منه ترحيبا كبيرا وتشجيعا على بدء نشاطه التجاري بتسهيلات كبيرة مقارنة بما هو موجود في الكويت. وأضاف أنه عمل لسنوات في الكويت لكن الجائحة كانت القشة التي قصمت ظهر البعير وهددته وغيره من صغار المستثمرين بالإفلاس، لذا كان من الضروري إنقاذ ما يمكن إنقاذه من رأس المال واستثماره في بيئة اقتصادية أفضل. تضارب القرارات ومع استمرار تضارب القرارات لم يجد قتيبة الحسن مفرا هو الآخر من تصفية أعماله في مجال أندية الفنون القتالية، إذ أنهى شراكته في أحد المشاريع وباع آخر يمتلكه وفي سبيله لبيع مشروعه الثالث الذي يعمل بأقل طاقة نتيجة التأثير السلبي للقرارات الأخيرة عليه في الوقت الذي بدأ فيه خطوات على الأرض لافتتاح أنشطة مماثلة في تركيا بسبب استقرار بيئة الأعمال هناك والتنافسية التي يتمتع بها السوق التركي ودعم الحكومة للمشاريع الصغيرة المتضررة. يقول قتيبة لـ القبس: إن الجمهور في الكويت بات يخشى الحضور للأندية في ظل الوضع الحالي، فضلا عن أن تحديد نسبة اشغالها بـ %30 هو خسارة مؤكدة لأصحابها، إذ من المعروف أن الربح يحتاج نسبة اشغال لا تقل عن %70، مضيفا أن الفتح والإغلاق المتكررين تسببا في إلغاء مئات الاشتراكات ودفع أصحابها للتفكير عدة مرات قبل تجديدها مرة أخرى في ظل عدم استقرار الأوضاع، وهو يضرب مثالا بوضع النادي الخاص بالسيدات لديه الذي كان يحقق دخلا شهريا نحو 15 ألف دينار بإجمالي دخل سنوي يتراوح بين 170 إلى 180 ألف دينار بينما كان صافي الربح يبلغ نحو 75 ألف دينار لكن هذا الدخل توقف تماما في ظل الوضع الحالي. وينصح قتيبة شباب المشاريع الصغيرة بالتخارج السريع والحفاظ على رأس المال حتى لا يتآكل في ظل عدم استقرار وضع السوق الكويتي، مشيرا إلى أن خسارته في رأسمال مشروع واحد لا تقل عن 100 الف دينار، إذ كانت قيمته قبل كورونا قد ارتفعت إلى أكثر من 200 ألف دينار لكنها هوت بعد ذلك. سمعة طيِّبة تلاشت أكد أصحاب عدد من المشاريع أن الكويت امتلكت في السنوات الأخيرة سمعة جيدة في مجال المطاعم، وهو ما جعلها قبلة لمتذوقي الطعام من مختلف دول الجوار، وكان من المفترض أن تصبح عاصمة الطعام في العالم بحلول 2022، لكن كل هذا تراجع حاليا بفعل الأزمة والإخفاق الحكومي في إيجاد حلول سريعة. 200 مليون دينار خسائر قطاع المطاعم والمقاهي قدر رئيس اتحاد المطاعم والمقاهي فهد الأربش خسائر العاملين في القطاع بما لا يقل عن 200 مليون دينار منذ بداية الأزمة، مشيرا إلى وجود بين 7 إلى 8 آلاف مطعم ومقهى في البلاد، يعمل بها ما لا يقل عن 100 ألف عامل. وأشار الأربش إلى تخارج عشرات المطاعم من الكويت بتأثير الأزمة، خاصة الوكالات الأجنبية التي ذهبت لدول الجوار، مثل قطر والسعودية والإمارات، لافتا إلى أن سوء الأوضاع في القطاع سيؤثر حتما في قطاعات أخرى كثيرة، فعجز أصحاب المطاعم عن السداد يعني استمرار ديون القطاع لشركات التوريدات الغذائية، ومن ثم استمرار الديون للبنوك، وحتى لقطاع العقارات، نتيجة العجز عن سداد الإيجارات. ويؤكد الأربش أن عدد من توقفوا تماما عن العمل بلغ نحو %15 أغلبهم أصحاب مقاه، وهي نسبة يرجح أن ترتفع إلى %30 مع حسم عدد من الدعاوى القضائية المتعلقة بالإيجارات وحقوق العمالة المنظورة حاليا أمام المحاكم المختلفة. استفسارات كثيرة قال عبد العزيز العوضي، وهو أحد الشباب المستثمرين في تركيا، إن لديه شركة تعمل منذ عدة سنوات على مساعدة الراغبين في إقامة مشاريعهم الخاصة، وإنه تأتيه حاليا كثير من الاستفسارات يوميا عن كيفية بدء نشاط خاص في تركيا، بعدما أثرت كورونا في أعمال كثير من أصحاب المشاريع الصغيرة في الكويت. راكان الفضالة الفضالة: غياب الرعاية الحكومية عامل طرد أكد راكان الفضالة، الرئيس التنفيذي لتطبيق «تطيب» وأحد شباب المبادرين، أن في السوق المحلي نوعين من العوائق، الأول الوضع البيروقراطي القائم، والآخر ضعف رعاية الدولة للمشروعات الصغيرة، في مقابل وجود دوافع إيجابية للانتقال إلى أسواق أخرى، مثل الخليج ومنطقة الشرق الأوسط عموماً، تتمثل في حجم السوق بتلك البلدان مقارنة بالسوق المحلي. وقال الفضالة لـ القبس: إن هذا الوضع يتسبب في خسارة الدولة وشباب المبادرين، لأننا أمام فرص تجارية كان من الممكن تنميتها والاستفادة من عوائدها في توفير فرص عمل وإفادة الاقتصاد المحلي، وذلك في حال توافرت الرعاية الحكومية بأشكالها المختلفة، وليس المالية فقط. أبرز عوائق المبادرين 01- الروتين وبطء الإجراءات. 02- تضارب القرارات الحكومية. 03- تأخر خطوات الدعم. 04- استمرار التأثيرات السلبية لـ«كورونا». تأثيرات «كورونا» في المطاعم والمقاهي 200 مليون دينار خسائر. %15 أغلقت بشكل نهائي. 7 - 8 آلاف مطعم أغلبها يعاني الخسارة. 100 ألف عامل بالقطاع استغني عن أغلبهم

جميع الحقوق محفوظة