الأحد 22 نوفمبر 2020

«بي ــــ 52».. استعداد لمفاجآت إيران

«بي ــــ 52».. استعداد لمفاجآت إيران

«بي ــــ 52».. استعداد لمفاجآت إيران

إشارات عدة أرسلتها الإدارة الأميركية في الأيام الماضية إلى إيران، تشدّد على مضيّها في الفترة المتبقية من ولاية الرئيس دونالد ترامب بسياسة الضغوط القصوى، وسط عدم استبعاد لاحتمال قيامها بتوجيه ضربة عسكرية لأحد مواقع إيران النووية، وهو ما عززه إعلان القيادة المركزية في الجيش الأميركي عن إرسال قاذفة «بي ــــ 52» إلى المنطقة ضمن مهمة طويلة لردع العدوان، وطمأنة شركاء الولايات المتحدة وحلفائها.

وحسب المراقبين، فإن هذه التعزيزات تحمل رسائل الحرب، حيث ستنضم القاذفة «بي ــــ 52» إلى حاملة الطائرات «يو إس إس إبراهام لينكولن» ومقاتلات الجيل الجديد «إف ــــ 35»، التي نقلت مؤخراً إلى قاعدة الظفرة في الإمارات، فضلاً عن القواعد الأميركية المنتشرة أصلاً في المنطقة. وخلال زيارته أبوظبي، ضمن جولته الوداعية، شدد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو على أن الولايات المتحدة ستمضي قدماً في سياسة «الضغط القصوى» لعزل إيران، من دون أن يستبعد توجيه ضربة عسكرية لطهران إن هددت «سلامة الأميركيين».

وفي مقابلة مع صحيفة «ذا ناشيونال» الإماراتية، أكد بومبيو أن أي «سياسة استرضاء لإيران ستكون مؤذية»، مشيراً إلى أن تقييم حجم الوجود الأميركي في المنطقة مرتبط بما وصفه بـ «تهديدات اليوم، وليس تلك التي كانت قائمة قبل عشرين عاماً».

ووصف بومبيو إستراتيجية الأمن القومي والسياسة الخارجية لترامب بأنها «واقعية وتعترف بالحقائق على الأرض».

وفي ما يتعلق بالشرق الأوسط، أوضح بومبيو أن واشنطن تتبنى إستراتيجية قائمة على عدد من الحقائق في طليعتها اعتبار إيران المحرّض الرئيس لعدم الاستقرار في المنطقة. وللحدّ من التهديد الإيراني، أوضح بومبيو أن الولايات المتحدة شكّلت تحالفا يتفهم حجم هذا التهديد، منوها بالردع الأميركي الذي تمثّل بقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.

وردا على سؤال عن احتمال توجيه واشنطن ضربة عسكرية لإيران، أوضح بومبيو أن «بمقدور رئيس الولايات المتحدة القيام بما يراه ضروريا لضمان سلامة الأميركيين والبلاد عموما، وهذه النقطة كانت محور سياستنا الرئيس على مدار أربع سنوات».

وفي ما يتعلّق بالملف العراقي، أشار بومبيو إلى أن واشنطن تسعى لتثبيت الاستقرار، مضيفاً: إنها ستحدد لاحقاً الإجراءات الواجب اتخاذها ضد ما وصفه بـ «ميليشيات إيران في العراق». وتبعا لـ «فوكس نيوز» ووكالة «أسوشيتد برس»، قال اللفتنانت جنرال غريغ جيلو قائد سلاح الجو التاسع إن «القدرة على تحريك القوات بسرعة إلى داخل وخارج وحول مسرح العمليات للاستيلاء على المبادرة والاحتفاظ بها واستغلالها هي مفتاح لردع أي عدوان محتمل». وأضاف: «تساعد هذه المهام أطقم القاذفات على التعرف على المجال الجوي للمنطقة والقيادة ووظائف التحكم وتسمح لهم بالاندماج مع الأصول الجوية الأمريكية والشريكة في المسرح ، مما يزيد من الاستعداد العام للقوة المشتركة».

من غير الواضح أين ذهبت القاذفة في الشرق الأوسط، لكنها غادرت من قاعدة مينوت الجوية في داكوتا الشمالية، وهي القاعدة الوحيدة في الولايات المتحدة التي تضم صواريخ باليستية عابرة للقارات في صوامع تحت الأرض.

حرب نفسية !

ورأى أمير موسوي مدير مركز الدراسات الإستراتيجية والعلاقات الدولية بطهران والدبلوماسي السابق أن الهدف من «إرسال القاذفة هو تشغيل محرّكاتها، ومواصلة الحرب النفسية العبثية ضد إيران وحلفائها»، على حد قوله.

إلى ذلك، قال سعيد خطيب زاده الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية إن «الجرائم» التي ارتكبتها الولايات المتحدة بحق إيران، ومنها قتل سليماني، لا تحول دون تواصل بين البلدين مبنيّ على «تفكير متمعّن». وتابع: «متطلباتنا من الولايات المتحدة غير قابلة للتغيير».

ما قاذفة «بي - 52»؟

ترمز قاذفة «B - 52» إلى القوة الأميركية في مجال سلاح الجو بفضل حمولتها الكبيرة من القنابل والذخائر التي تبلغ 35 طناً ولها ثمانية محركات.

1- تعد من الأسلحة التي تنتمي إلى عصر الحرب الباردة.

2- نفذت ما يعرف بـ«القصف البساطي» خلال حرب فيتنام وحرب الكويت عام 1991، وكانت تطير أحياناً من الولايات المتحدة وتقصف أهدافاً في العراق، ثم تهبط في قاعدة «دييغو غارسيا» الأميركية بالمحيط الهندي.

3- استخدمت بكثافة في أثناء الغزو الأميركي لأفغانستان عام 2001.

4- لجأت إليها القوات الأميركية في قتالها ضد تنظيم «داعش» في سوريا في الآونة الأخيرة.

5- باتت قادرة على إطلاق صواريخ وقنابل موجهة بالليزر، كما أنها قادرة على حمل صواريخ تحمل رؤوساً نووية وصواريخ بالستية لقصف أهداف من مسافة مئات الكيلومترات.

6- توجد في المقصورة نوافذ إضافية تُغلق لحماية طاقم الطائرة من الضوء الناجم عن الانفجار النووي، ما يؤكد أنها مجهزة لإلقاء قنابل نووية.

7- يمكن للقاذفة التحليق لمسافة ثمانية آلاف ميل من دون إعادة تزويدها بالوقود في الجو، وهكذا يمكنها الوصول إلى أي مكان في العالم.

  •  

جميع الحقوق محفوظة