الأحد 22 نوفمبر 2020

«الجيش الإلكتروني».. ضروري للكويت

«الجيش الإلكتروني».. ضروري للكويت

«الجيش الإلكتروني».. ضروري للكويت

خالد الحطاب - في وقت دخلت فيه نحو 30 دولة الفضاء الإلكتروني، ذلك الميدان الرابع من ميادين الحروب التقليدية الثلاثة البرية والبحرية والجوية، تقف الكويت محاولة طرق أبوابه، والأخذ فيه بنصيب، يدرأ عنها أهوال الهجمات المعادية التي تستهدف أمنها المعلوماتي، وتضرب عصب الحياة الحديثة القائمة على الخدمات عن بعد في مقتل. وبالنظر إلى متطلبات الحياة العصرية، لم تعد «الجيوش الإلكترونية» ترفا أو خيارا، بل ضرورة ملحة تفرضها ضرورات الحقبة الزمنية الحالية، فها هي وزارة الدفاع الأميركية تضمن ميزانيتها لعام 2020 سلسلة من الأولوليات التي تركز على وسائل الحرب الإلكترونية ومشاريع متعلقة بالفضاء الإلكتروني. أعلنت بريطانيا مؤخرا عن جيش وطني الكتروني جديد ليكون وحدة هجومية تستهدف الدول المعادية والجماعات الإرهابية، إضافة إلى وجود هذا النوع من الجيوش في أكثر من 29 دولة حول العالم بحسب تقرير صادر عن وول ستريت جورنال في 2016. تحذيرات ورغم تحذيرات خبراء أمن المعلومات والاستشاريين في هذا المجال للمسؤولين والقياديين بشكل مستمر من عدم وجود قاعدة من خلالها يتم الدفاع عن الكويت والجهات الحكومية في ظل التطور الذي شهدته الخدمات التي تقدم أون لاين وامكان تعرض المعلومات والبيانات الشخصية والمالية الحكومية للخطر، ما زالت التحركات في هذا المجال خجولة، ولم تر النور بالشكل الذي يحقق المنافسة على الأقل للدول المحيطة بها. وبحسب خبراء أمن معلومات لـ القبس، فإن قطر والسعودية والامارات ودولا عربية أخرى لديها مجموعات تعمل كجيش الكتروني يهتم بالدفاع عن تلك البلدان من أي اخطار خارجية وتحليل انواع الهجمات والخطر الناجم منها وكيفية مواجهته ومعالجة الثغرات علاوة على الهجوم من بعض الأحيان في حال وجود وجهة عدائية ما. السور الأزرق ويقول استشاري امن المعلومات رائد الرومي لـ القبس «إن الكويت تأخرت كثيرا في تجهيز قوة دفاعية الكترونية رغم تقديم أكثر من مرة مقترحات لجهات حكومية منها هيئة الاتصالات والجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات من خلال مجموعة كويتية لتجهيز ما يسمى السور الأزرق، وهو فريق كويتي لمواجهة اختراقات وأي هجوم الكتروني محتمل إلا أنه إلى الآن ينظر في تلك المقترحات بعد أكثر من 4 سنوات على ذلك». ويلفت الرومي إلى أن هناك أكثر من 50 هاكرز كويتيا يمكنهم العمل جنبا إلى جنب كفرق متخصصة تطوعية لبناء سور حماية للحفاظ على الجهات الحكومية وفضاء الانترنت الواسع وسد الثغرات وتقوية درجات الحماية للمنظومة الحكومية وتحليل الهجمات والثغرات التي يتم التعرض لها باستمرار ودراسة مدى انتشار الفيروسات والحفاظ على المعلومات من التشفير. هيئة متخصصة وتحذّر رئيسة الجمعية الكويتية لأمن المعلومات عضوة هيئة التدريس في جامعة الكويت د. صفاء زمان من الهجمات التي تتعرض لها الكويت والأجهزة الحكومية والأفراد بشكل مستمر، ما يؤدي إلى الاحتيال والخسائر. وتتحدث زمان عن أهمية قيام الدولة بإنشاء هيئة متخصصة بالأمن السيبراني، لتكون هناك هيئات متفرعة في كل المؤسسات تراقب المعاملات الإلكترونية تحت مظلتها، وتأسيس مركز لتلقي الشكاوى يتفاعل بصورة جدية مع المؤسسات والأفراد تابع لهذه الهيئة. وتدعو إلى العمل على تعديل قوانين الجرائم الإلكترونية بصورة تواكب المتغيرات السريعة، كما يجب عمل اتفاقيات ومعاهدات دولية تحفظ كيان الدولة في مجال الأمن السيبراني عالمياً، من خلال الاتفاقيات مع الشركات التقنية العظمى، مثل فيسبوك وتويتر، كما يجب تأسيس مركز متخصص بتحليل البيانات يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، وغيرها من تقنيات تفيد قيادات الدولة في مجال الأمن السيبراني. وتشير زمان إلى ضرورة وضع حلول عاجلة وتنسيق بين الأجهزة الأمنية وشبكات الاتصالات لحماية الجهات الحكومية والأفراد من الهجوم المستمر وعمليات الاحتيال، لا سيما أن مثل هذه العمليات تؤثر سلباً وبصورة مباشرة في الأوضاع الاقتصادية في الدولة، وبالتالي في سلامة الجهاز المالي، وفي الأدوات المالية المتوافرة، وخلق منظومة محكمة وشرسة لكبح انتشار أي عمليات اختراق لجهات حكومية أو فردية. أبوالخير لـ القبس: الخبرة من عوامل النجاح لفت خبير أمن المعلومات إيهاب ابوالخير لـ القبس، الى حاجة الكويت الضرورية إلى جيش الكتروني لمواجهة اي خطر الكتروني محتمل في ظل التطور المتسارع لخدمات الانترنت والاستخدام الواسع للشبكة. وبين أبوالخير أن مثل هذه الخطوة في تطوير منظومة دفاعية الكترونية تحتاج إلى الخبرة الكافية، علاوة على ضرورة أن يكون التنفيذ من خلال جهة صاحبة قدرة على تحويل الأمر ليكون على ارض الواقع بشكل سريع وقوي يحقق الاهداف المرجوة من خلاله. وأشار إلى أن توسع عمليات القرصنة من أفراد أو شركات أو جهات خارجية يجب أن يقابله توسع في عمليات الدراسات والتحليلات حتى إن كانت العمليات خارج الكويت، إضافة إلى اهميتها في الدفاع عن المعلومات والبيانات من عمليات محتملة. ويقول ابوالخير «إننا نعيش في عهد جديد يتطلب وجود جيوش غير تقليدية قادرة على مواجهة التحديات الجديدة التي تتعرض لها البلاد»، لافتا إلى أن «التأخير في تنفيذ هذا الملف المهم يضع الجميع امام خطر الهجمات المتقدمة التي قد تطال مؤسسات مهمة». السويدان: مركز لمراقبة الإنترنت أكد خبير أمن المعلومات باسل السويدان لـ القبس ضرورة أن يكون في الكويت «مركز متخصص كمركز طوارئ يراقب الإنترنت الذي يمر في الدولة، حيث يجب على وزارة الدفاع أن يكون لها جيش إلكتروني كغيرها من دول العالم ودول المنطقة». ولفت إلى أهمية أن تسبق وجود مثل هذا المركز تشريعات تمهد له، علاوة على انتشار جدي في جوانب أمن المعلومات، لا سيما أن الحرب الإلكترونية والاستهداف المتكرر للكويت موجودان، حيث يستهدفان بشكل واسع القطاع النفطي وشركاته والجهات المالية والأمنية. 4 من أشهر الجيوش من ضمن الدول الـ30 التي دلفت عالم الحرب الالكترونية يأتي على رأسها: 1 - أميركا (cyber command) 2 - روسيا (الوحدة العسكرية الالكترونية) 3 - إيران (الجيش السيبراني) 4 - الصين (الوحدة 61398) 5 أنماط عمل يحدد الخبراء أنماط عمل الجيوش الإلكترونية، مؤكدين شمولها الكثير من مناحي الحياة ومنها: 1 - ضد الإرهاب والجريمة المنظمة. 2 - الأنشطة المعادية للدول. 3 - تشفير بيانات. 4 - سد الثغرات في الاجهزة الحكومية. 5 - تحليل بيانات لمواجهة هجوم محتمل 4 مجالات تتنوع المجالات التي تصلح لتكون ميدانا للحروب الإلكترونية، وتشمل النواحي: 1 - العسكرية 2 - السياسية 3 - الاستخباراتية 4 - الاقتصادية 4 أهداف تشمل الأهداف المتوخاة من الهجمات الإلكترونية عددا لا يحصى أهمها: 1 - إحداث الفوضى 2 - تعطيل البنية التحتية 3 - التجسس 4 - تدمير المعلومات استقطاب الشباب الهواة يشير رائد الرومي إلى أهمية العمل لاستقطاب الشباب الكويتي من الهواة في هذا المجال بجانب اصحاب الاختصاص لتشكيل مثل هذه الفرق والجيوش الالكترونية بدلا من محاكمتهم ومحاسبتهم كما يتم في البلدان الغربية، حيث ان الاستفادة من هذه العقول وتوجيهها بالشكل الصحيح يوفران الكثير من الملايين التي تصرف في غير مجالها. ويبين الرومي اهمية ان يكون للكويت جيش الكتروني في ظل زيادة الخدمات الحكومية الالكترونية وتطبيقاتها الذكية وكمية المعلومات الشخصية والمالية التي يتم تداولها في الفضاء الالكتروني من دون وجود ضمانات لحفظ الحقوق من التسريط

جميع الحقوق محفوظة