الخميس 24 سبتمبر 2020

«جونسون أند جونسون» لقاح أميركي مختلف

«جونسون أند جونسون» لقاح أميركي مختلف

«جونسون أند جونسون» لقاح أميركي مختلف

في تجربة دولية يشارك فيها ما يصل إلى 60 ألف متطوع، دخل أول لقاح مضاد لـ«كورونا» بجرعة واحدة مراحل الاختبار النهائية في الولايات المتحدة، أمس، وهو اللقاح التجريبي - الذي تطوره شركة الأدوية الأميركية العملاقة «جونسون آند جونسون».

والشركة هي رابع شركة أدوية مدعومة من قبل برنامج اللقاح، التابع لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب Operation Warp Speed (عملية الالتفاف السريعة) تدخل في اختبارات المرحلة الأخيرة. والشركات الثلاث الأخرى هي «موديرنا» و«فايزر» و«أسترا زينكا».

وستسجل التجربة ما يصل إلى 60 ألف متطوع بالغ في 215 موقعا في الولايات المتحدة ودول أخرى، وفقا للمعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية. وسيتم اختيار المشاركين بشكل عشوائي لتلقي جرعة من اللقاح المحتمل، وفقا لتفاصيل التجربة، التي ستحدد ما إذا كان اللقاح آمنا وفعالا، وفق شبكة «CNBC» الأميركية.

وقال الدكتور أنتوني ستيفن فاوتشي مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية (NIAID) في بيان: «أربعة لقاحات مرشّحة أصبحت في المرحلة الثالثة من الاختبارات السريرية في الولايات المتحدة بعد ثمانية أشهر فقط من تحديد الفيروس». وتابع: «هذا إنجاز غير مسبوق للمجتمع العلمي، أصبح ممكناً بفضل عقود من التقدم في تكنولوجيا اللقاحات ونهج إستراتيجي منسق عبر الحكومة والصناعة والأوساط الأكاديمية. من المحتمل أن تكون هناك حاجة إلى أنظمة لقاحات متعددة لتلبية الحاجة العالمية. لقد أظهر اللقاح نتائج واعدة في اختبارات المراحل المبكرة، وقد يكون مفيدا بشكل خاص في السيطرة على الوباء، إذا ثبت أنه وقائي بعد جرعة واحدة».

وذكرت «جونسون آند جونسون» أنها تستخدم التقنيات نفسها التي استخدمتها في صنع لقاح «إيبولا» التجريبي. وأظهرت الدراسات قبل السريرية أن لقاح «كورونا» المحتمل الخاص بالشركة يمكن أن يولد استجابة واعدة.

جرعة واحدة

وتقوم الشركة مبدئياً باختبار جرعة واحدة، في حين إن اللقاحات الأخرى التي يتم اختبارها في الولايات المتحدة تتطلب جرعة ثانية بعد ثلاثة إلى أربعة أسابيع من الجرعة الأولى، لتحفيز استجابة مناعية واقية، كما يمكن أيضاً تخزين لقاح «جونسون آند جونسون» في شكل سائل في درجات حرارة الثلاجة لمدة ثلاثة أشهر، في حين يجب تجميد اثنين من اللقاحات المرشحة الأخرى أو الاحتفاظ بهما في درجات حرارة شديدة البرودة للتخزين الطويل الأجل. وقال دان باروش، مدير مركز أبحاث الفيروسات واللقاحات في مركز «بيث إسرائيل ديكونيس» الطبي في بوسطن، الذي شارك مع «جونسون آند جونسون» في تطوير اللقاح: إن «لقاحاً من جرعة واحدة، إذا كان آمنا وفعالا، ستكون له مزايا لوجستية كبيرة في السيطرة على الوباء العالمي».

وتوقّع بول ستوفيلز كبير المسؤولين العلميين في «جونسون آند جونسون» أن تكون هناك بيانات كافية للحصول على نتائج بحلول نهاية العام. وقال إن الشركة تخطط لتصنيع مليار جرعة العام المقبل. وفي حال أثبت اللقاح فعاليته وأمانه فستكون الدفعات الأولى متاحة للاعتماد في عام 2021.

واستثمرت الولايات المتحدة مليارات الدولارات في مجموعة من تقنيات اللقاحات، منها ما يقرب من 1.5 مليار دولار لدعم تطوير لقاح «جونسون آند جونسون» وشراء 100 مليون جرعة مقدماً.

عقار «توسيليزوماب»

في سياق متصل، أظهرت نتائج اختبارات أجريت أخيراً في الولايات المتحدة أن عقاراً مكوناً من أجسام مضادة مصنعة في المختبر، حملت نتائج مبشرة لعلاج المصابين بـ«كورونا».

ووفقا لمجلة «ساينس نيوز» الأميركية، فإن التجارب السريرية كشفت أن العقار ساعد في تقليل حاجة المصابين لأجهزة التنفس الاصطناعي، كما قلل من نسب وفاة الأشخاص الذين يعانون أعراضا حادة.

ويتم إنتاج «توسيليزوماب»، وهو من عائلة الأجسام المضادة وحيدة النسيلة، انطلاقاً من فئران عدلت «لإضفاء الطابع البشري» على أنظمتها المناعية.

وذكرت المجلة أن العقار، الذي لا يزال في المراحل التجريبية، قد يساعد المرضى في وقت مبكر ومتأخر من الإصابة على حد سواء.

إلى ذلك، أعلنت مجموعة «فوجي فيلم» اليابانية أن عقار «أفيغان» الذي طوّرته، المرخص أصلا لمعالجة أشكال حادة من الإنفلونزا، سمح بخفض ملحوظ لوقت شفاء المصابين بـ«كورونا».

ومن بين 156 مريضا شاركوا في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية التي أجريت في اليابان، كان متوسط وقت الشفاء 11.9 يوماً لأولئك الذين عولجوا بعقار «أفيغان»، و14.7 يوماً لأولئك الذين أعطوا دواء وهميا.

وركزت التجربة السريرية على مرضى الالتهاب الرئوي غير الحاد المرتبط بوباء «كوفيد - 19» الناجم عن الفيروس التاجي.

وقالت «فوجيفيلم» إن التجربة التي أجريت منذ مارس، وانتهت الآن، لم تكشف أي خطر صحي جديد مرتبطة بتناول «أفيغان».

كندا تتعاقد مع شركتين

بدورهما، وافقت شركتا الأدوية العملاقتان غلاكسو سميث كلاين وسانوفي على تزويد كندا بما يصل إلى 72 مليون جرعة من لقاح محتمل، وجددت التزامهما بجعل اللقاح ميسور التكلفة ومتاحاً عالميا.

من جهته، أعلن الصندوق الحكومي الذي يموّل مشروع اللقاح الروسي «سبوتنيك - في» استعداده لتحمّل جانب من المخاطر القانونية إذا سارت الأمور على غير ما يرام، بدلاً من اشتراط قبول المشترين للمسؤولية الكاملة، وذلك في إشارة لثقة روسيا بنجاح لقاحها. ويجعل إعلان دميترييف الجهات التي تتولى تطوير اللقاح بدعم من الدولة عرضة لمطالبات بتعويضات ضخمة إذا ما ظهرت له أي آثار جانبية غير متوقعة.

من جهة ثانية، عرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة تزويد موظفيها والكيانات الإقليمية باللقاح الروسي مجاناً.

على صعيد آخر، أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون عن قيود جديدة في مواجهة الانتشار السريع للفيروس، منها إغلاق المطاعم عند العاشرة مساءً، اعتباراً من اليوم. وطلبت الحكومة من الافراد العمل عن بعد إذا أمكن، كما أرجأت حضور جمهور الأحداث الرياضية التي كانت مقررة الشهر المقبل.

ومع بدء الموجة الثانية للوباء ظهر انقسام واضح بين خبراء الصحة بشأن تدابير الإغلاق والإجراءات الاحترازية، وفق صحيفة «آي».

  •  

جميع الحقوق محفوظة