الجمعة 14 فبراير 2020

نفقات «التسلح» بالعالم في أكبر إرتفاع لها منذ عقد

نفقات «التسلح» بالعالم في أكبر إرتفاع لها منذ عقد

نفقات «التسلح» بالعالم في أكبر إرتفاع لها منذ عقد

شهدت النفقات العسكرية العالمية السنة الماضية أكبر ارتفاع لها منذ عشر سنوات على خلفية تصاعد المنافسة وما أطلق عليه الرئيس الألماني "دينامية مدمرة" في المستوى العالمي.

وازدادت النفقات العسكرية بنسبة 4 بالمئة، بحسب التقرير السنوي للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية الذي نشر قبيل افتتاح مؤتمر ميونيخ للامن.

وقام الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير في افتتاح هذا الحدث السنوي الكبير المخصص لبحث قضايا الدفاع، بتحليل الوضع الراهن في العالم.

وقال بأسف "سنة بعد سنة نبتعد من هدف التعاون الدولي الساعي لاقامة عالم سلمي" مضيفا "ان فكرة التنافس بين القوى الكبرى تطبع واقع الكرة الارضية كلها".

من جانبه أوضح جون شيبمان المدير العام للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ان النفقات العسكرية "ازدادت مع خروج الاقتصادات من الازمة المالية (لسنة 2008) وتحت تأثير أفق تصاعد التهديدات".

وشوشت نهاية العمل بمعاهدة الاسلحة النووية المتوسطة المدى (من 500 الى 5500 كم) في 2019 واحتمال زوال معاهدة نيو ستارت حول الاسلحة النووية العابرة للقارات في 2021، النظام العالمي لفترة ما بعد الحرب الباردة، علاوة على تصاعد نفوذ الصين وسلسلة من الازمات الاقليمية على غرار ليبيا وأوكرانيا.

وفي هذا الظرف يتنامى حجم الميزانيتين العسكريتين الاكبر في العالم لتبلغ ميزانية واشنطن 685 مليار دولار والصين 181 مليار دولار.

وارتفعت الميزانيتان بنسبة 6,6 بالمئة في 2019 مقارنة ب 2018.

وارتفعت الميزانية العسكرية الاميركية لوحدها ب 53,4 مليار دولار في 2019 ويساوي هذا المبلغ ميزانية الدولة السابعة عالميا في هذا المجال بعد ميزانية السعودية (الثالثة) وروسيا (الرابعة) والهند (الخامسة) والمملكة المتحدة (السادسة) لكن قبل ميزانية فرنسا (الثامنة) واليابان (التاسعة) وألمانيا (العاشرة).

 

 

وقال شيبمان "في أوروبا يغذي القلق المرتبط بروسيا، النفقات مع زيادة بنسبة 4,2 بالمئة مقارنة ب 2018".

كما يشكل التنامي الكبير للقدرات العسكرية الصينية، صواريخ بالستية عابرة للقارات يمكنها ضرب أي هدف في الولايات المتحدة وطائرة مقاتلة متطورة جي-20ايه وصواريخ وطائرات مسيرة ، مصدرا مهما لقلق واشنطن وشركائها في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

وأوضح المعهد الذي مقره لندن، ان الصين بدأت على غرار روسيا، تطوير أسلحة تفوق سرعة الصوت يمكنها تخطي الدفاعات الصاروخية المضادة.

وخلال العرض العسكري لمناسبة الذكرى السبعين لقيام جمهورية الصين الشعبية الديمقراطية في الاول من اكتوبر 2019، استعرضت بكين منصة الصواريخ دي اف-17 التي من المخطط ان تحمل في المستقبل طائرة أسرع من الصوت.

كما أعلن الجيش الروسي في ديسمبر بدء تشغيل أول الصواريخ الأسرع من الصوت (افنغارد) وهي من الاسلحة الجديدة التي أشاد بها الرئيس فلاديمير بوتين باعتبارها "لا تهزم" و"لا ترصد".

في اوروبا تتزايد التساؤلات ازاء مخاطر انسحاب واشنطن وتخليها عن التزاماتها مع تركيزها المتعاظم على آسيا والمحيط الهادئ، وذلك رغم ان الولايات المتحدة عززت وجودها العسكري في شرق اوروبا في مواجهة موسكو، كما في منطقة الخليج في مواجهة طهران.

كما ان الدول الاوروبية الاعضاء في الحلف الاطلسي، وأولها المانيا، تجد نفسها على صعيد الميزانية تحت ضغط كبير من دونالد ترامب الذي يطالبها بجهد أكبر لبلوغ هدف نفقات عسكرية تساوي 2 بالمئة من ناتجها الاجمالي.

وبعد ترامب في 2018 بدا أيضا ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يشك بدوره في الالتزام بالتضامن الجماعي داخل الحلف في حال اعتداء على أحد اعضائه، كما أورد المعهد الدولي.

كما صدم شركاءه حين اعتبر الحلف الاطلسي في حالة "موت دماغي".

ولاحظ شيبمان ان "اثنتين من القوى النووية الثلاث في الحلف (ثالثتها المملكة المتحدة) أشاعتا شكوكا بشأن هذه القضية المحورية على صعيد الامن الجماعي".

جميع الحقوق محفوظة