الأربعاء 12 يونيو 2019

ثلاثة احتمالات للمواجهة الأميركية – الإيرانية

ثلاثة احتمالات للمواجهة الأميركية – الإيرانية

ثلاثة احتمالات للمواجهة الأميركية – الإيرانية

خلص تقرير صدر عن «معهد أبحاث الأمن القومي» في جامعة تل أبيب الى أن التوتر الراهن بين الولايات المتحدة وإيران يجري على خطين متوازيين، وانه سيؤدي إلى أحد ثلاثة احتمالات، مشيراً الى ان قدرة الولايات المتحدة على المناورة أوسع بكثير من القدرة الإسرائيلية، وأن الغايات التي سيضعها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، من أجل تحقيق أي احتمال من الاحتمالات الثلاثة، قد تكون مختلفة عن تلك التي تريد إسرائيل تحقيقها. ووفق التقرير، فإن «المواجهة الحالية بين الولايات المتحدة وإيران تجري على مستويين، الاول: تمسك الإدارة الأميركية بسياسة ممارسة الحد الأقصى من الضغوط» على إيران، بالتوازي مع إرسال بوارج حربية وحاملة طائرات إلى الخليج. وفي المقابل، لفت التقرير الى ان إيران انسحبت من بعض بنود الاتفاق النووي، ولوحت بالعودة إلى تخصيب اليورانيوم بنسبة مرتفعة. وسعت إلى إظهار قدرتها على إلحاق أضرار بحلفاء واشنطن في المنطقة، من خلال عمليات تخريب سفن وناقلات نفط في ميناء الفجيرة وخطوط نفط في السعودية. المستوى الثاني، السعي الى فتح قنوات للحوار. لافتاً إلى أن ترامب سعى منذ البداية وبالتوازي مع خيار التلويح باستخدام القوة والعقوبات إلى إرغام إيران على الموافقة على التفاوض حول «اتفاق مُحسّن»، مشيراً الى تسريبات وسائل إعلام دولية تدعم افتراض وجود محادثات سرية جارية بين الجانبين، بوساطة سويسرية أو ألمانية أو عُمانية وعراقية. كذلك يابانية. ثلاثة سيناريوهات وتوقع القرير حصول احد ثلاثة سيناريوهات محتملة للمواجهة الحالية بين طهران وواشنطن استنادا إلى تقديرات بأن إيران ليست معنية «بكسر قواعد اللعبة»، وهي: السيناريو الاول: تمسك الإدارة الأميركية بتطبيق العقوبات وربما تشديدها، ومحاولة حمل اوروبا على الانضمام لها لحمل إيران على الاذعان للشروط الاميركية. ثانيا: في حال انسحاب إيران بشكل سريع من التزاماتها، بما يشمل الانسحاب من تطبيق البروتوكول المتعلق بالوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتقليص التعاون مع الوكالة بشكل كبير. وفي حال وقوع هذا السيناريو، فإنه سيؤدي الى انقسام في مواقف اطراف الاتفاق النووي، ففي حين ان الدول الاوروبية ستنضم فوراً الى الولايات المتحدة وستفرض عقوبات على إيران. فإن روسيا والصين ستبديان تفهما للموقف وللدوافع الإيرانية. ثالثا: العودة إلى المفاوضات مع إدارة ترامب، «وهذا هو السيناريو المفضل بالنسبة للولايات المتحدة، وعلى الأرجح أن الرسائل السرية التي تبعثها الولايات المتحدة إلى إيران تقول إن غاياتها النهائية هي المفاوضات». استبعاد مواجهة عسكرية واستبعد التقرير أن تقدم الولايات المتحدة وإيران على مواجهة عسكرية، لانهما ليستا معنيتين بتدهور الوضع. بالاضافة الى ان الرئيس ترامب وإدارته محبطان من عدم النجاح في تحويل العقوبات إلى مسار دبلوماسي مثمر. «والمنطق الذي تعمل الإدارة الأميركية وفقه حتى الآن، لا يشمل الحاجة إلى رد فعل عسكري.. وبالنسبة لترامب على الأقل، فإن التهديد بعمل عسكري يأتي من باب رفع العتب، لكنه ليس معنيا بخطوة كهذه. وبحلول نهاية العام الحالي، ستدخل الولايات المتحدة في معركة انتخابية رئاسية، وثمة شك كبير أن تأخذ الإدارة الاميركية خيارات متطرفة ومحل خلاف». وتابع التقرير أنه إلى جانب الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة وإيران على بعضهما، فإنه «تجري في موازاة ذلك عملية تبادل رسائل حول شروط المفاوضات. وبالإمكان رصد تلميحات خفيفة لإمكانية أنه من الجائز أن إيران ستوافق على مفاوضات أولية، إذا سمحت الولايات المتحدة لها ببيع كمية من النفط. وبمجرد بدء المفاوضات، فإن ذلك سيخفف الضغوط على طهران، وستستأنف مع الدول المعارضة للعقوبات علاقاتها معها، كما سيسمح لها بكسب الوقت على أمل ألا ينتخب ترامب لولاية ثانية. بالمقابل، ستتعزز مواقع إدارة ترامب في حال تُوصِّل إلى اتفاق أفضل من الذي حققه أوباما وإثبات الاتهامات ضد أوباما بأنه كان متساهلا، مع ايران، ووقع على «الاتفاق الأسوأ» معها.  

جميع الحقوق محفوظة