الأربعاء 15 مايو 2019

خيارات أميركا من الغارات إلى التوغلات

خيارات أميركا من الغارات إلى التوغلات

خيارات أميركا من الغارات إلى التوغلات

قرقعة السلاح بدأت تسمع بقوة في المنطقة، ويحذر خبراء ومراقبون من إقدام أي طرف في منطقة الخليج العربي على خطوة غير محسوبة قد تؤدي إلى إشعال حرب طاحنة، فمع ازدياد التصعيد بين إيران والولايات المتحدة، وبعد عمليات «تخريب» استهدفت ناقلات نفط بسواحل الإمارات، وهجمات ارهابية استهدفت مضختي نفط في السعودية باتت مخاطر انزلاق الوضع في الخليج أكثر خطورة من أي وقت مضى. ويرى مسؤول الشؤون الإيرانية في مجموعة الأزمات الدولية بواشنطن علي واعظ أن احتمال حصول مواجهة ولو من دون عمل استفزازي «مرتفع»، معتبرا أن كون كل طرف يعتقد أن الآخر لا يريد الحرب يزيد خطر المواجهة، إذ يوجد هامش لأخطاء التأويل، ولا سيما في غياب قنوات الاتصال بين الطرفين. ويرجّح واعظ أن تشنّ الولايات المتحدة هجوما عسكريا محدودا ضد إيران، التي قد ترد بصورة محدودة، في حين يأمل الطرفان في أن يحافظ الجميع على هدوئه لتجنب مواجهة كبرى. أما مديرة التوقعات في قسم البحوث والاستشراف من مجموعة «ذي إيكونوميست» في لندن آغات دوماريه فتقول إن «هناك مخاطر اشتعال فعلية». 500 صاروخ كل يوم! وقالت مجلة نيوزويك انه «عندما اجتمع كبار مستشاري الأمن القومي للرئيس دونالد ترامب سريا في البنتاغون الخميس الماضي، وحدد وزير الدفاع بالوكالة باتريك شاناهان العديد من الخيارات العسكرية لمواجهة إيران، انقسموا إلى فريقين: فريق مؤيد للبدء بالهجوم، وفريق مطالب بالرد على أي هجوم ايراني». وقال مسؤولون في البنتاغون للمجلة إن الخيارات المنقحة المخصصة لإيران التي أمر بها مستشار الأمن القومي جون بولتون، لها مستويات مختلفة وخطوط حمراء للتصعيد، تتراوح من القيام بغارات جوية إلى تنفيذ توغلات مستهدفة. واكد مسؤولون في البنتاغون تحدثوا الى المجلة شريطة عدم كشف هوياتهم، في تقرير نشرته نيويورك تايمز الإثنين الماضي، عن خطة عسكرية لنشر 120 الف جندي اميركي في منطقة الشرق الاوسط إذا هاجمت إيران القوات الأميركية أو سرعت وتيرة العمل لإنتاج اسلحة نووية. رغم نفي الرئيس ترامب وجود هذه الخطة. وقال المسؤولون انه في حال نشر هذه القوات فإن دورها سيتركز على الدعم اللوجستي وتمهيد البنية التحتية لاحتمال اللجوء الى خيار الغزو البري حيث سيتم دمج الـ120 الف جندي مع عدد إضافي من القوات سيتم ارساله الى المنطقة. وقال مصدر في البنتاغون إن المجتمعين كانوا متفقين حيال الخيارات للتعامل مع ايران. لكن المصادر وصفت الاجتماع بالعادي وليس الاستثنائي حين يتم بحث عناصر التصعيد. وقال مسؤول في البنتاغون ان الاجتماع لا يرقى الى بدء الولايات المتحدة المراحل الأولى. وبدلاً من ذلك، فإنه استعراض للقوة ضد ايران وجزء من استراتيجية تهدف الى حل دبلوماسي. وقال المسؤول «انه مجرد عرض عضلات». وصرح مسؤولون أميركيون كبار لصحيفة نيويورك تايمز بأن الخيارات الاولية تظهر مدى التهديد الإيراني. وقال مصدر في البنتاغون لمجلة نيوزويك إن كان من المحتمل حدوث أي شيء يتعلق بخيارات إيران الأولية، فإنه سيشمل هجمات مكثفة من الصواريخ موجهة لإجبار طهران على الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع واشنطن. وقال مسؤول مطلع على الخطط الأميركية حيال ايران، ان «هذا يعتمد على تصعيد استخدام القوة. ولكن بغض النظر عن تبجج من إيران، عندما تتعرض لـ 500 صاروخ كل يوم، فإن هذا يُضعفها، وهذا هو الهدف. فعندما يكون خصمك ضعيفًا ، تحصل على المزيد من خلال المفاوضات». نحو التصعيد وكان الرئيس ترامب قد نفى وجود خطة لإرسال حشود ضخمة من قواته إلى الخليج تحسبا لمواجهة عسكرية مع إيران، وصرح بخصوص احتمال إرسال أعداد كبيرة من الجنود إلى الخليج «هل سأفعل ذلك؟ على الإطلاق. ولكننا لم نخطط لهذا. نأمل ألا نضطر للتخطيط لذلك.. وإذا فعلنا سنرسل عددا أكبر من ذلك». وتزامنت تصريحات ترامب في واشنطن مع تصريحات لوزير خارجيته بومبيو في روسيا أكد فيها أن بلاده لا تسعى لحرب مع إيران. لكن الكرملين بدد هذه التطمينات، امس، معلنا أن الوضع يتجه نحو التصعيد بسبب ضغوط أميريكا المتزايدة على طهران. وقال السكرتير الصحافي للرئيس الروسي، دميتري بيسكوف، إن موسكو لم تتلق أي تأكيدات أو ضمانات من بومبيو بشأن إيران، فالوضع واضح ويميل إلى التصعيد بسبب ضغوط واشنطن المتواترة على طهران. في الموازاة، أكد مسؤول إيراني كبير أن طهران مستعدة لجميع السيناريوهات من «المواجهة إلى الدبلوماسية» لكن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تتحمل حربا أخرى في الشرق الأوسط. وأضاف لـ«رويترز» أن أي صراع في المنطقة ستكون له «عواقب لا يمكن تصورها». واعتبر أن إيران والسعودية «قوتان رئيسيتان» يمكنهما العمل معا لضمان أمن المنطقة. وكان مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي قد قال الثلاثاء إنه لن تكون هناك حرب وإن خيار الشعب الإيراني هو مقاومة واشنطن. وأوضح المرشد الإيراني أن بلاده لن تتفاوض مع الولايات المتحدة بشأن الاتفاق النووي. تهديدات وشيكة وفي تطور لافت، امس، قالت السفارة الأميركية في بغداد إن وزارة الخارجية أمرت «الدبلوماسيين غير الضروريين» في العراق بالرحيل على الفور. وذكرت في بيان أن خدمات التأشيرات العادية في السفارة والقنصلية في أربيل ستصبح «معلقة مؤقتا». وأوصى البيان من شملهم القرار «بالرحيل بوسائل النقل التجارية في أسرع وقت ممكن». وأعلن التحالف الدولي ضد داعش رفع درجة التأهب إلى الدرجة القصوى إثر تهديدات وشيكة للقوات الأميركية في العراق. وقالت القيادة المركزية الأميركية في بيان الثلاثاء إن هناك «معلومات أمنية تؤكد وجود تهديدات إيرانية موثوق فيها وهي متوافرة لدى أجهزة الاستخبارات الأميركية». وأضافت أن هذه التهديدات الإيرانية «دفعت قيادة التحالف الدولي في العراق وسوريا إلى اتخاذ أعلى تدابير الحيطة والتأهب على ضوء معلومات وشيكة بحصول هجمات ضد القوات الأميركية في العراق». وتناقض بيان القيادة المركزية مع تصريحات سابقة لنائب عمليات التحالف الجنرال البريطاني كريس غيكا بأنه ليس لدى قيادته أي معلومات عن وجود تهديدات إيرانية، الأمر الذي أثار انزعاج مكتب وزير الدفاع بالوكالة باتريك شانهان، الذي كلف القيادة المركزية إصدار بيان، تصويبا للأخطاء التي صدرت عن غيكا. وقال المتحدث باسم القيادة المركزية بيل أوربان إن القوات الأميركية «في حالة تأهب قصوى، حيث نواصل مراقبة التهديدات الموثوقة وربما الوشيكة للقوات الأميركية في العراق عن كثب». الى ذلك، أطلقت السفارة الأميركية في الإمارات تحذيرا للزائرين الأميركيين «من التوترات المتزايدة في المنطقة»، وطلبوا منهم توخي الحذر الشديد.  

جميع الحقوق محفوظة