الأحد 10 مارس 2019

الإسبانية لغة من «الدرجة الثانية» في عهد ترامب

الإسبانية لغة من «الدرجة الثانية» في عهد ترامب

الإسبانية لغة من «الدرجة الثانية» في عهد ترامب

عمد دونالد ترامب في أولى خطوات بعد دخوله البيت الأبيض إلى إلغاء الإسبانية من موقع البيت الأبيض الإلكتروني وقد سجلت منذ ذلك الحين الكثير من الحوادث المرتبطة باستخدام هذه اللغة في الولايات المتحدة. وبعد أكثر من سنتين على ذلك وفي حين يتواجه الرئيس الاميركي مع الكونغرس لتمويل بناء جدار عند الحدود مع المكسيك للجم الهجرة من أميركا الوسطى تشكل هذ الحوادث دليلا إلى الاستقطاب السياسي المتزايد الذي تشهده هذه اللغة المنتشرة جدا في الولايات المتحدة. وتشكل الإسبانية اللغة الأم لأكثر من 41 مليون شخص مقيم في الولايات المتحدة فيما يعتبر الأشخاص من أصول أميركية لاتينية الأقلية الأكبر في البلاد (17% من السكان) على ما يفيد مركز "بيو ريسيرتش سنتر". لكن دراسة نشرها هذا المركز في أكتوبر أظهرت أن نحو 40% من هؤلاء يقولون إنهم تعرضوا لمضايقات في الأشهر الاثني عشر الأخيرة بسبب أصولهم بما في ذلك لأنهم كانوا يتكلمون الإسبانية في العلن. ومنذ انتخاب دونالد ترامب "نتلقى مزيدا من الاتصالات من عمال يطلب منهم أن يتكلموا الإنكليزية فقط" على ما يؤكد كريستوفر هو محامي جمعية "ليفل إيد آت وورك" في سان فراسيسكو التي توفر دعما قانونيا للعمال وخط اتصال مجاني لتلقي الشكاوى حول التمييز المرتبط بهذه اللغة. وتزخر وسائل التواصل الاجتماعي بالحوادث وتحظى بانتشار واسع عبرها. ففي مايو الماضي صرخ محامي من نيويورك في وجه موظفين في متجر في مانهاتن كانوا يتحدثون بالإسبانية مهددا أياهم بالاتصال بشرطة الهجرة لطردهم. وفي يونيو كان الأميركي خوليو سيزار اوفايي (24 عاما) يتنزه في مدينة سان انطونيو في تكساس عندما أوقفه عنصر في شرطة الهحرة. ولم يكن اوفايي الذي ولد في لوس نجليس لكنه شبّ في المكسيك ولا يطقن الإنكليزية جيد، يحمل أي أوراق ثبوتية، فاتهم بالإقامة غير القانونية في الولايات المتحدة وطرد في اليوم نفسه رغم محاولته تفسير الوضع.وقال الرجل الشاب لصحيفة "سان انطونيو اكسبرس نيوز"، "كان في الأمر ظلم ينطوي على عنصرية فقط لأنني لم أكن أفهم الإنكليزية او انطقها بشكل جيد". وتعرضت عائلة من غواتيمالا لمضايقات في أكتوبر لأنها تحدثت بالاسبانية في فيرجينيا. وصرخت امرأة بعدما طلبت الاطلاع على جواز سفرهم، بوجههم قائلة "عودوا إلى بلدكم اللعين!" واوقفت أميركيتان في مونتانا في مايو الماضي من قبل شرطة الحدود لأنهما كانتت تتحدثان الإسبانية. ويقول كود وفسي المحامي في جمعية الدفاع عن الحقوق المدنية النافذة (ايه سي أل يو) التي تمثل الشابتين في الدعوى التي أقامتاها بها ضد شرطة الدود "حكومة ترامب وخطابها يشجعان شرطة الهجرة على سلوك سيء". ويضيف "لا تملك الولايات المتحدة لغة رسمية. يمكن للناس أن ينطقوا باللغة التي يريدون ويُنطق بمئات اللغات في الولايات المتحدة". ولطالما كانت الإسبانية تتمتع بانتشار واسع في الولايات المتحدة ولا سيما في الغرب حيث اشترت الولايات المتحدة الأراضي التي تشكل ست من ولاياتها لآن من المكسيك في منتصف القرن التاسع عشر. وقد توقف الكثير من العائلات المهاجرة عن تكلم الإسبانية بعد أجيال عدة إلا ان دينامية هذه اللغة تبقى قوية بسبب المهاجرين الجدد والقرب الجغرافي من أميركا اللاتينية. وتقول مارتا ماتيو مديرة مرصد اللغة الاسبانية في جامعة هارفرد إنه لا يمكن الحديث عن تمييز على صعيد اللغة. وهي تشدد على "الانتشار الواسع" للإسبانية في الولايات المتحدة والخدمات الكثيرة المتوافرة في هذه اللغة التي أطاحت منذ السبعينات باللفرنسية كأثر اللغات تعلما. وتوضح "قد تكون العدائية التي تواجه بها الإسبانية أكثر وضوحا اليوم. لنكون أكثر دقة ينبغي الحديث عن تمييز اجتماعي وليس لغوي بتشجيع من خطاب ترامب الشعبوي". وتتابع قائلة "المهاجرون الأكثر عددا هم اولئك من أصول أميركية لاتينية فيتم مهاجمة لغتهم". وتشدد ماريا كاريرا استاذةاللغة الاسبانية في جامعة كالفورنيا في لوس انجليس هي أيضا على التمييز الاجتماعي. ورغم الانتشار الكبير للإسبانية إلا انها غالبا ما تعتبر لغة من الدرجة الثانية مقارنة بلغات لاتينية أخرى مثل الفرنسية أو الإيطالية على ما توضح. وتختم قائلة "الاسبانية مرتبطة بأشخاص +داكني السحنة+ إنها لغة عاملات التنظيفات والبستانيين والمربيات".

جميع الحقوق محفوظة