الثلاثاء 12 فبراير 2019

دوام الموظفين صيف 2040... ليلاً

دوام الموظفين صيف 2040... ليلاً

دوام الموظفين صيف 2040... ليلاً

تنبأ علماء المناخ بأن يصبح دوام الموظفين في الكويت ودول الخليج ليلاً في صيف العام 2040 بسبب ارتفاع درجات الحرارة التي قد تصل إلى 60 درجة مئوية، بحسب الأبحاث التي تجري حالياً، الأمر الذي يتعذر معه تحرك الناس نهاراً. وشارك عدد من علماء المناخ في ندوة «التغيرات المناخية في دول الخليج العربي... التداعيات والأخطار والاستعداد» التي أقامها مركز دراسات الخليج في الجزيرة العربية في جامعة الكويت أمس. وقال أستاذ المناخ من قسم الجغرافيا بجامعة القصيم الدكتور عبدالله المسند، إن «التغيرات المناخية التي بدأت بالظهور في الـ 80 عاما الأخيرة، ظهرت بسبب تعاطي الإنسان مع الموارد الطبيعية بشكل جنوني وأناني، وكأن الأرض خلقت لهذا الجيل وبعد أن يفنى ستفنى الأرض معه، فالتعاطي مع مواردنا الطبيعية غير منطقي وغير شرعي وغير علمي»، مبينا أن «الإنسان بعد الثورة الصناعية بدأ يطلق الغازات الدفيئة، وبدورها بدأت هذه الغازات تحبس الحرارة التي يشعها سطح الأرض وبالتالي حصل لدينا تغير مناخي». وأضاف أن «الأرض متعبة وإن لم يتدارك الإنسان هذا الأمر فستكون العواقب وخيمة على الإنسان والحيوان والنبات والبحار وحتى الجماد»، لافتا إلى أن «لو جمعنا إساءة كل الدول العربية لكوكب الأرض بيئيا، لا تعادل مع ما قذفته بريطانيا في الغلاف الجوي من غازات دفيئة، كذلك الأمر بالنسبة لعادم الأرض وهي الصين، وكذلك الولايات المتحدة، حيث إن هاتين الدولتين رفضتا التوقيع على اتفاقيات دولية من اجل إيقاف أو تقليل هذه الغازات السامة». وأكد أن «الدول العربية ودول الخليج تعاني من هذه المشكلة، بالإضافة لمشكلة شح المياه، ويعتبر الشعب الخليجي هو الأول في العالم في عملية تحلية مياه البحار، حيث إنه ليس لدينا أنهار أو أمطار ولدينا استنزاف كبير للمياه الجوفية»، مشددا على أن «ارتفاع درجة الحرارة يؤثر في مخزون الماء، ويتوقع علماء في نهاية القرن الحالي ارتفاع متوسط درجة الحرارة درجة ونصفا، وفي سيناريو آخر يتوقع ارتفاعها 6 درجات مئوية». وتنبأ المسند أن «عام 2040 سيذهب الخليجيون إلى دواماتهم ليلا، وينامون نهارا تحت المكيفات، ولا يستطيعون الخروج في درجة حرارة قد تبلغ في السيارة 60 درجة مئوية في فصل الصيف». من جهتها، قالت دكتورة علم الزلازل في كلية العلوم فريال بوربيع إن «التغيرات المناخية تبدأ من سطح الأرض سواء كانت طبيعية أو غير طبيعية، سواء بسبب التجوية أو التعرية»، مبينة أن «الزلازل ظاهرة طبيعية تحدث تحت سطح الأرض بسبب عوامل داخلية، وبعض السيول الغزيرة تحدث بسبب الزلازل، وعلى الكويت أن تحتاط مستقبلا من حدوث مثل هذه الظاهرة». وقال أستاذ قسم الجيولوجيا الدكتور محمد الصرعاوي إن «هناك ظاهرة غير مسبوقة توصلنا لها من خلال البحث العلمي، وهي أن أملاح جون الكويت وأملاح الخليج العربي في زيادة ملحوظة، فهذه التغيرات أدت إلى ظاهرة المد الاحمر، وهي تغيرات مصيرية تؤثر على المخزون السمكي، حيث خسرنا أكثر من 4 آلاف طن خلال أسبوعين من المد الأحمر عام 2001»، مؤكداً أن «هناك هجرة معاكسة للطيور لخارج منطقتنا بسبب قلة المواد المغذية». ولفت الصرعاوي إلى أن «هناك خطأ بشريا وقعت فيه الدولة باختيار موقع مدينة صباح الأحمد لتصبح مدينة سكنية لأنها منخفض، ولا يوجد فيها مخرج يصب في البحر، ولذلك تجمعت فيها مياه الأمطار والسيول، بالإضافة لبحيرات صناعية تكونت بسبب السيول فيها أكثر من مئة مليون متر مكعب في الصحراء، يجب أن يتم الاستفادة منها على المدى البعيد». بدوره، قال خبير الأرصاد الجوية عيسى رمضان «يجب أن ننقذ كوكب الأرض قبل أن يحتله الدمار، فخلال سنوات عملي وبحثي لاحظت وجود تغيرات واضحة في المناخ، والتغيرات المناخية لم تأتنا من لا شيء، فالله خلق الأرض بميزان دقيق جدا، والغلاف الجوي غازي ويتحرك بسرعة»، مبينا أن «الموجات الجليدية التي حصلت أخيراً في القطب الشمالي جاءت بتأثيرها على الولايات المتحدة وأوروبا وانخفضت درجات الحرارة بشكل كبير جدا». وأضاف أن «التغيرات المناخية التي تحصل هي بسبب تغير الكتل الهوائية والضغوط الجوية في العالم بشكل كبير، وعليه تتغير كمية الأمطار وتوزيعها والجفاف في مناطق أخرى، ما يعني أن هناك شذوذا قد حدث في الطقس في الكرة الأرضية».

جميع الحقوق محفوظة