الأحد 13 يناير 2019

الجولة الثالثة للحوار الاستراتيجي الكويتي - الأميركي تتوّج باتفاقيات دفاعية وأمنية واقتصادية

الجولة الثالثة للحوار الاستراتيجي الكويتي - الأميركي تتوّج باتفاقيات دفاعية وأمنية واقتصادية

الجولة الثالثة للحوار الاستراتيجي الكويتي - الأميركي تتوّج باتفاقيات دفاعية وأمنية واقتصادية

كونا - تستضيف الكويت، الثلاثاء المقبل، الجولة الثالثة من الحوار الاستراتيجي الكويتي - الأميركي الذي يمثل تتويجاً للعلاقات المميزة والمتينة التي يتمتع بها البلدان الصديقان، ومن المقرر أن يتم خلالها توقيع مذكرة تفاهم واتفاقيات تشمل المجالات الدفاعية والأمنية والاقتصادية. وتأتي هذه الجولة التي يترأسها من الجانب الكويتي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد ومن الجانب الأميركي وزير الخارجية مايك بومبيو، بمشاركة واسعة من جهات حكومية عدة، بعد جولتين استضافتهما الولايات المتحدة في العامين 2016 و2017. الخالد وبهذه المناسبة، قالت مساعد وزير الخارجية لشؤون الأميركيتين ريم الخالد، إن زيارة بومبيو إلى الكويت، الثلاثاء المقبل، ستشهد توقيعاً على مذكرة تفاهم لتعزيز الحوار الاستراتيجي، إلى جانب التوقيع على اتفاقيات أخرى، تشمل المجالات الدفاعية والأمنية والاقتصادية. ولفتت الخالد، في تصريح لوكالة «كونا»، إلى أن البلدين وقعا عدداً من الاتفاقيات خلال زيارة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد للعاصمة واشنطن في سبتمبر الماضي، مما يؤكد عزم البلدين على توثيق علاقتهما المشتركة. وذكرت أن الوزير الأميركي سيحظى خلال زيارته بلقاء سمو الأمير، كما سيعقد اجتماعا ثنائياً مع الشيخ صباح الخالد لبحث التطورات والموضوعات ذات الاهتمام المشترك. وأشارت إلى أن زيارة بومبيو ستكون فرصة كذلك لبحث عدد من المواضيع والقضايا الإقليمية والدولية مع الشيخ صباح الخالد، في مقدمتها الأزمة الخليجية والعلاقات الخليجية - الإيرانية والوضع في سورية واليمن وليبيا وغيرها من القضايا والتحديات التي تواجهها المنطقة والعالم. وأوضحت أن زيارة بومبيو تأتي في إطار التشاور القائم والمستمر بين البلدين، بالإضافة إلى ترؤس وفد بلاده لاجتماعات الدورة الثالثة للحوار الاستراتيجي بين البلدين. وبيّنت أن الحوار الاستراتيجي سيبحث قضايا في المجالات الدفاعية والتعليمية والاقتصادية والقنصلية والجمركية والطيران المدني والأمن السيبراني، لافتة إلى أن بعض الجهات الحكومية ستحضره للمرة الأولى، لا سيما المعنية بمجالات التجارة والأبحاث العلمية. وأفادت الخالد أن الحوار الاستراتيجي أضحى إحدى الفعاليات المهمة التي تعقد سنوياً بالتناوب بين عاصمتي البلدين، وأصبح عاملاً رئيسياً في تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية، مؤكدة أنه ساهم في تحقيق العديد من الإنجازات على المستوى الثنائي، وأن مجموعات العمل الخمس المنبثقة عنه تعقد اجتماعاتها طوال السنة، مما أسهم في تعزيز العديد من الروابط بين المسؤولين والمختصين في مجالات مختلفة، الأمر الذي كان له دور مهم في رفع مستوى التعاون بين البلدين. ولفتت في هذا الإطار إلى أن هيئة تشجيع الاستثمار المباشر وغرفة التجارة والصناعة الكويتيتين تعملان بالتنسيق مع غرفة التجارة الأميركية على تنظيم المنتدى الاقتصادي والاستثماري الثاني بين البلدين لرجال الأعمال والشركات وذلك تزامناً مع مناسبة عقد الحوار الاستراتيجي. وأضافت أن غرفتي تجارة البلدين ستوقعان على مذكرة تفاهم لتعزيز وتنشيط العلاقات الاقتصادية بين البلدين. وأشادت بالدور الذي يلعبه القطاع الخاص الكويتي والأميركي في تنمية وتوثيق الروابط الاقتصادية والاستثمارية ورفع مستوى التبادل التجاري، مشيدة في الوقت ذاته بالدور المهم الذي تلعبه هيئة تشجيع الاستثمار المباشر في جذب الاستثمارات الأميركية للكويت. وبيّنت أن ذلك يسهم في خلق الوظائف ونقل التكنولوجيا والخبرات المتطورة مما يساعد على تحقيق رؤية (كويت جديدة 2035)، مشيرة إلى التعاون القائم مع شركة (بوينغ) الأميركية للطيران كإحدى الشركات الكبيرة التي وقعت العام الماضي على مذكرة تفاهم مع الخطوط الجوية الكويتية، فضلاً عن وجود تجارب أخرى ناجحة لعدد من الشركات الأميركية في الكويت. سيلفرمان من جهته، قال السفير الأميركي لدى الكويت لورانس سيلفرمان إن البلدين يسعيان من خلال تنظيم الحوار الاستراتيجي إلى توسيع السجل الطويل والحافل بالتعاون والتبادل والتنسيق حول القضايا الثنائية والإقليمية والعالمية. وأضاف سيلفرمان، في تصريح لوكالة «كونا» أمس، إن الحوار الاستراتيجي الثالث «يشكل منصة إطلاق لعملنا المستمر على مدار العام بدعم كامل من قيادتي بلدينا». وذكر أنه منذ تشكيلها في أكتوبر 2016، عملت مجموعات العمل المكلفة تنفيذ الأفكار التي أثيرت في الحوارات الاستراتيجية بجد لتطوير مستويات التعاون في مجالات الدفاع والأمن والتجارة والاستثمار والشؤون القنصلية وبالطبع التعليم. ولفت إلى أنه بعد مرور 28 عاماً على تحرير الكويت، لا تزال العلاقة بين الجيشين الأميركي والكويتي قوية جداً، ولا يزال التزام الولايات المتحدة بأمن الكويت ثابتاً. وأكد أن بلاده تقدم الدعم الفني للكويت في المجال العسكري والدفاع من خلال المبيعات العسكرية الخارجية، ومن خلال المبيعات التجارية، في حين تواصل العناصر العسكرية الأميركية والكويتية العمل معاً على التدريب والتعليم والجهوزية الدفاعية، مما يجعل القوات المسلحة الكويتية أكثر قدرة على الدفاع عن بلدها. وأوضح سيلفرمان أن الولايات المتحدة تعد ثاني أكبر مورد للبضائع والخدمات في الكويت، التي تعتبر إحدى أكبر الأسواق للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط. وأشار إلى أنه منذ اختتام الحوار الاستراتيجي المشترك الأخير، عملت الحكومتان على تعزيز العلاقات التجارية وأصبح أعضاء القطاع الخاص في كلا البلدين أكثر اهتماماً بمتابعة الأنشطة التعاونية. وعلى المستوى الإقليمي، أكد السفير الأميركي أن الولايات المتحدة والكويت لهما رؤية مشتركة وتواصلان التنسيق بينهما عن كثب، في حين ترحب الولايات المتحدة بالمبادرات التي اتخذها سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد لضمان أمن الكويت مع تحقيق مزيد من الاستقرار والأمن في المنطقة. وقال إن الكويت أدت دوراً كبيراً للتقريب بين حلفائها وجيرانها لاستضافة مؤتمرات المانحين، مثل تلك الخاصة بسورية وأخيرا في فبراير الماضي استضافتها مؤتمر إعادة إعمار العراق. وأكد سيلفرمان أن الكويت استحقت بجدارة التقدير على دورها الإنساني في المنطقة وحول العالم، حيث أحدثت مساهماتها فرقاً حقيقياً في حياة اللاجئين والنازحين. وشدد على أن الوفد الأميركي سيغتنم فرصة الحوار الاستراتيجي لتبادل الآراء في شأن التحديات الإقليمية الأكثر إلحاحاً، بما في ذلك ملفا اليمن وسورية، إضافة إلى أنشطة إيران. وأشار إلى أنه ستتم مناقشة الطرق المحددة لتعزيز التعاون لمكافحة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله، كما سيتم بحث التنسيق المستمر والمستقبلي بين البلدين كعضوين في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة.

جميع الحقوق محفوظة