الثلاثاء 08 يناير 2019

وباء الأرق يكلف اليابان 138 مليار دولار سنويا

وباء الأرق يكلف اليابان 138 مليار دولار سنويا

وباء الأرق يكلف اليابان 138 مليار دولار سنويا

تخيَّل أنك تعمل مع صاحب عمل على درايةٍ بأنك من الممكن ألا تنام جيداً ليلاً، فيسمح لك بإيقاف العمل وأخد قيلولة كجزءٍ من مهامك الاعتيادية، ليس لمجرد غفوة صغيرة على مكتبك، بل إغفاءة مريحة في جوٍّ هادئ. هذه بعض التدابير التي تقوم بها أعدادٌ متزايدة من الشركات اليابانية لمواجهة وباء الأرق، الذي يكلف اقتصاد اليابان نحو 138 مليار دولار أمريكي (108 مليارات جنيه إسترليني) سنوياً، بحسب تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية. وكانت الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا هي الأسرع في التعامل مع مشكلة النوم للموظفين العصبيين غير المنتجين. توصَّلَت شركة Nextbeat، وهي شركة خدمات تكنولوجية، في العام الماضي، إلى إنشاء «غرفتي نوم استراتيجيتين» -واحدة للرجال وأخرى للنساء- في مقرها بطوكيو. تتميَّز الغرفتان اللتان تمتلئان بوسائل الراحة بأجهزةٍ تمنع الضوضاء الخارجية، للسماح للعاملين بالتمدُّد على الأرائك من أجل استجمامٍ من دون إزعاج. ويُحظَر استخدام الهواتف والأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة داخل الغرف. وصرَّح إميكو سيميكاوا، عضو مجلس إدارة Nextbeat، لوكالة أخبار Kyodo اليابانية: «يمكن للنوم وقت القيلولة أن يكون له نفس تأثير الحمية المتوازنة والتمارين الرياضية على كفاءة أيِّ شخص». وتطلب شركة Nextbeat من الموظفين ترك العمل بحلول التاسعة مساءً، والامتناع عن العمل الإضافي المُفرِط، الذي قد يؤدي إلى زيادة في حوادث كاروشي، أي الموت من زيادة العمل. وبحسب الصحيفة البريطانية، حتى إن إحدى الشركات تقدم حوافز مالية لإقناع موظفيها بالابتعاد عن العمل الإضافي، والنوم في وقتٍ مناسب. تمنح شركة Crazy، التي تعمل في تخطيط حفلات الزفاف، الموظفين الذين ينامون ما لا يقل عن 6 ساعات كل ليلة نقاطاً يمكن استبدالها بطعامٍ من كافتيريا الشركة. يمكن للعمال جمع نقاط تصل إلى 64 ألف ين (584 دولاراً أمريكياً) في السنة، باستخدام تطبيق لمراقبة نومهم. ولدى العمال اليابانيين حاجةٌ مُلِحَّةٌ أكثر من غيرهم للنوم أثناء القيلولة، سواء في أثناء العمل أو خلال التنقلات الطويلة. وكشفت دراسةٌ استقصائية أُجرِيَت باستخدام أجهزة تتبُّع اللياقة البدنية في 28 دولة أن الرجال والنساء اليابانيين ينامون في المتوسط 6 ساعات و35 دقيقة ليلاً -وهو أقل من المتوسط العالمي بـ45 دقيقة- مما يجعلهم الأقل نوماً. على النقيض من ذلك، تنام النساء الفنلنديات أكثر بحوالي ساعة، بمتوسط 7.45 ساعة في اليوم. وبحسب الدراسة، يحصل الأستونوين والكنديون والبلجيكيون والنمساويون، بالإضافة إلى الهولنديين والفرنسيين، على نومٍ ليلي لائق نسبياً. توصَّل استطلاعٌ منفصل أجرته شركة Fuji Ryoki للمنتجات الصحية إلى أن 92.6% من اليابانيين فوق سن العشرين، قالوا إنهم لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم. حتى إن العمال المرهقين الذين لم يوافق بعض أصحاب أعمالهم على النوم أثناء القيلولة لاستعادة نشاطهم، يعرفون على الأقل أن إراحة رؤوسهم على مكاتبهم لدقائق قليلة لن تُسبِّب لهم مشاكل. فغالباً ما تتسامح الشركات مع غفوة إنيموري -أو النوم أثناء الوجود في العمل- كدليلٍ على التزام موظفيها وليس كعلامةٍ على الكسل، على الرغم من أنه يجب أن يبقى العامل جالساً أثناء قيلولته بوجهٍ عام، ويتجنَّب الظهور بشكلٍ مريح للغاية. بدأت الحكومة في تقدير المنافع الشخصية والمهنية من وجود أيدٍ عاملة حاصلة على قدرٍ مناسبٍ من الراحة، إذ أوصت وزارة الصحة اليابانية بأن يأخذ كل الأشخاص الذين هم في سن العمل غفوة تمتد لثلاثين دقيقة في فترة الظهيرة المبكرة، ويتبنى بعض السياسيين اليابانيين هذا الاقتراح.

جميع الحقوق محفوظة