أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أمس الإثنين، قبل مغادرته واشنطن في جولة عربية، أن تركيا تعهدت بـ"حماية" المقاتلين الأكراد في سوريا، بعد سحب القوات الأمريكية منها تنفيذاً للقرار المفاجئ الذي اتخذه الرئيس دونالد ترامب، قبل ثلاثة أسابيع. وقال الوزير إن "هذه الضمانة حصل عليها ترامب من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان شخصياً"، علماً أن الأخير هدد مراراً بالقضاء على الفصائل الكردية التي تدعمها واشنطن في شمال سوريا، التي تعتبرها أنقرة "إرهابية" و على تنظيم داعش الإرهابي. وقال بومبيو لشبكة "سي.أن.بي.سي" إن "الرئيس أردوغان تعهد للرئيس ترامب عندما ناقشا سوياً ما يجب أن يكون عليه الأمر... بأن يواصل الأتراك الحملة ضد تنظيم داعش الإرهابي بعد رحيلنا وأن يحرصوا على أن يكون الرجال الذين حاربنا معهم والذين ساعدونا في الحملة ضد تنظيم داعش محميين". وغادر بومبيو برفقة زوجته سوزان أمس الإثنين، قاعدة أندروز الجوية قرب واشنطن، متجهاً إلى الشرق الأوسط في جولة ستقوده إلى 8 دول عربية لإجراء محادثات تركز خاصة على ملفات اليمن، وسوريا، وإيران. وتستغرق جولة بومبيو 8 أيام يزور فيها عمّان، والقاهرة، والمنامة، وأبوظبي، والدوحة، والرياض، ومسقط، وأخيراً الكويت. ورغم أنها ليست الأولى له في المنطقة إلا أن جولته تأتي بعد أحداث أعادت خلط الأوراق في الشرق الأوسط، وأثرت في تحالفات قائمة. وأثار ترامب مفاجأة قبيل عيد الميلاد بإعلان قراره أن يسحب "فوراً" القوات الأمريكية المنتشرة في سوريا لقتال تنظيم داعش. وأثار القرار مخاوف حلفاء واشنطن، لكن سرعان ما غير ترامب مصطلحاته، وبات يتحدّث عن انسحاب "بطيء" على "مدى فترة من الزمن". والأحد أكد مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جون بولتون، في زيارة إلى إسرائيل أن الانسحاب الأمريكي من سوريا سيكون بعد "ضمان" الدفاع عن حلفاء واشنطن وفي مقدمتهم إسرائيل والأكراد. وتبدي إسرائيل قلقها من أن يسمح الانسحاب الأمريكي لعدوتها اللدود إيران، بتعزيز نفوذها في سوريا.