الأربعاء 07 نوفمبر 2018

ما الذي يجب أن يخشاه ترامب بعد خسارته الأغلبية بالكونغرس؟

ما الذي يجب أن يخشاه ترامب بعد خسارته الأغلبية بالكونغرس؟

ما الذي يجب أن يخشاه ترامب بعد خسارته الأغلبية بالكونغرس؟

حقق الديموقراطيون انتصارا كبيرا مساء الثلاثاء، في الانتخابات التشريعية الأمريكية في منتصف الولاية الرئاسية، بانتزاعهم السيطرة على مجلس النواب، في حين تحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن “نجاح هائل”. ورغم حديث ترامب المتفائل، وغير العابئ بالنتيجة إعلاميا، إلا أنه على موعد مع مخاوف كبيرة لدى الجمهوريين، من أن يؤثر ذلك على إدارته. تكبيل ترامب إذ يهدد هذا الانتصار الديموقراطي، بتكبيل عمل الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة في النصف الثاني من ولايته حتى العام 2021. ومنذ توليه ترامب الرئاسة، ووصوله إلى البيت الأبيض، أثار جدلا كبيرا في العديد من الملفات، الداخلية والخارجية، وأثار تحفظ الكثير من أعضاء الكونغرس، إلا أن الغالبية التي كان يتمتع بها الجمهوريون المؤيدون لترامب، لم تعد موجودة اليوم. الأمر يهدد بوقف برامج ترامب، وممارسة تدقيق رقابي على إدارته. وحرص ترامب الذي أثبت حتى الآن عن مهارة سياسية، في الأيام الأخيرة على الإشارة إلى أن الحملة المكثفة التي خاضها دعما لحزبه اقتصرت على المرشحين لمجلس الشيوخ لعدم توافر الوقت الضروري لدعم المرشحين لمجلس النواب وعددهم كبير. وما يؤكد المخاوف هذه، تعهد زعيمة الديموقراطيين في مجلس النواب، نانسي بيلوسي “بترميم الضوابط والمحاسبة التي نص عليها الدستور على إدارة ترامب”. ووعدت في المقابل بأن “كونغرس ديموقراطيا سيعمل على حلول تجمعنا، لأننا سئمنا جميعا الانقسامات”، مشيرة إلى أن ترامب عزز من الانقسامات بسبب سياساته الصادمة. استفتاء على شخص ترامب وغالبا ما تكون انتخابات منتصف الولاية الرئاسية لغير صالح حزب الرئيس، لكن خسارة مجلس النواب على الرغم من المؤشرات الاقتصادية الممتازة، تشكل انتكاسة شخصية لترامب بعدما جعل من هذا الاقتراع استفتاء حقيقيا على شخصه. وكانت الخارطة الانتخابية القائمة هذه السنة لصالح الجمهوريين، إذ أن ثلث مقاعد مجلس الشيوخ المطروحة للتجديد تتعلق بولايات ذات غالبية محافظة. ولا يمكن الحصول على أرقام دقيقة لنسبة الإقبال لعدم وجود هيئة انتخابية موحدة تجمع المعطيات بصورة مركزية، لكن في ولايات تكساس ونيويورك وماريلاند، أبدى الناخبون والمراقبون الذين استجوبتهم وكالة فرانس برس دهشتهم لكثافة الإقبال على التصويت. وما يؤثر على صورة ترامب، أنه كان على موعد مع فوز تاريخي، لو أن خزبه نال الأغلبية في الكونغرس في الانتخابات النصفية، إذ إن الرئيس الأمريكي من المعتاد أن يخسر حزبه في الانتخابات النصفية. كونغرس منقسم واستعاد الديموقراطيون مجلس النواب لأول مرة منذ عام 2010، فيما احتفظ الجمهوريون بغالبيتهم في مجلس النواب مع احتمال زيادتها بمقعد أو مقعدين، بحسب شبكات التلفزيون الأمريكية. وهذا ما سيضع الولايات المتحدة في كانون الثاني/ يناير 2019 أمام كونغرس منقسم على غرار مجتمع يشهد شقاقات عميقة حول شخص ترامب. الاقتصاد والهجرة ولزم ترامب الثلاثاء البيت الأبيض بدون أن ينشر أي تغريدة لأكثر من ثماني ساعات، ما يعد أمرا نادرا، بعدما استمر في عقد تجمعات انتخابية حتى اللحظة الأخيرة من الحملة تحت شعار “لنجعل أمريكا عظيمة من جديد”. وبعدما أطلق حملته الانتخابية قبل ست سنوات، ناعتا المهاجرين المكسيكيين بـ”المغتصبين”، اختار من جديد هذه السنة رسالة تقوم على التهويل التخويف من مخاطر الهجرة. وردد منذ أسابيع “إنه اجتياح”، مهولا بشأن قوافل المهاجرين الذين يعبرون المكسيك هربا من العنف والفقر في أمريكا الوسطى، متوجهين إلى الحدود الأمريكية. وتبدو نتائج الانتخابات النصفية رسالة إلى ترامب بأن هناك عدم رضى عن لغة الكراهية التي يتبناها. فأصبحت الديموقراطيتان إلهام عمر ورشيدة طليب أول مسلمتين تدخلان مجلس النواب عن مينيسوتا وميشيغان على التوالي. وفازت الديموقراطية من كنساس شاريس ديفيدز، لتصبح أول أمريكية من السكان الأصليين تدخل الكونغرس بفوزها في منطقة محافظة.

جميع الحقوق محفوظة